6 أبريل، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

كما ترى إيران .. “تغيير الاستراتيجية” هو المنقذ الوحيد للسعودية من ورطتها في سوريا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لطالما عُرفت سوريا في العالم العربي بالطرف المجدد، الأمر الذي أثار استياء وسخط الحكام العرب نطراً للسيادة الأصولية السائدة.

من جهة أخرى سعت الدول الغربية وحلفاءها لإضعاف سوريا على خلفية الدور الذي تقوم به باعتبارها خصر محور المقاومة، ومن ثم بدأت الحرب على سوريا في العام 2011.

والمملكة العربية السعودية هي إحدى الدول التي ترفع علم الأصولية والهجوم على الدول المجددة, بحسب الخبير الإيراني “محمد رضا مرادي”، في احدث مقالاته حول تغيير الاستراتيجية السعودية من الأزمة السورية, والمنشورة حديثاً على وكالة أنباء “فارس” الإيرانية التابعة للحرس الثوري.

الدعم اللوجيستي السعودي لـ”داعش”..

يتابع الخبير الإيراني مؤكداً: “ولذا سارعت الرياض إلى دعم الإرهابيين في سوريا وتجهيز “داعش”، بتوفير الدعم المالي لشراء وتهريب الأسلحة إلى سوريا، وتقديم الدعم اللوجيستي للمعارضة السورية، وربطها بوسائل الإعلام الدولية من خلال ضغوط بعض الوسائل التابعة للسعودية مثل فضائية “العربية” وصحف “الحياة” و”الشرق الأوسط”. وقد اعترف “الوليد بن طلال”, الملياردير السعودي, في حواره الأخير مع فضائية الـ”بي. بي. سي” الأميركية, بدعم “آل سعود” والدول الخليجية لتنظيم “داعش”. كما اعترف بتكوين النواة الأولى للتنظيم داخل الأراضي السعودية”.

في السياق ذاته نشرت فضائية “الميادين” الوثيقة القطرية التي تثبت تورط المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في دعم الإرهابيين داخل اليمن.

وتثبت الوثيقة الدبلوماسية, التي تم تهريبها عبر السفارة القطرية بواشنطن وتسليمها إلى وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، تورط وليا العهد السعودي والإماراتي “محمد بن سلمان” و”محمد بن زايد” في دعم عدد من قيادات “القاعدة” و”داعش” في اليمن.

من جهة أخرى؛ يحتاج الكيان الصهيوني والأميركي إلى حلفاء داخل المنطقة بغرض تنفيذ المخططات الرامية إلى مكافحة جبهة المقاومة، وفي هذا الصدد تعمل السعودية بشكل جيد على تحقيق هذا الهدف.

يمكن ملاحظة هذا الأمر في المقالة التي كتبها “سيمور هرش” بصحيفة “نيويورك تايمز” عام 2007. وتتحدث المقالة عن كيفية وضع الإدارة الأميركية والسعودية وإسرائيل كافة مصادرهم المالية والعسكرية تحت تصرف الإرهابيين بغرض الاطاحة بالنظامين السوري والإيراني. بشكل عام، ورغم أن الموقف السعودي من التطورات الإقليمية هو المحافظة على الأنظمة السياسية القائمة والحيلولة دون تغييرها، لكنها تبنت مواقف مزدوجة حيال الدول المختلفة، فقد عارضت على سبيل المثال تغيير الأنظمة المصرية والتونسية، بينما كانت طرفاً أساسياً في الأزمة بالبحرين، وتبنت الموقف الغربي الرامي إلى اسقاط وتغيير حكومة “الأسد” في سوريا.

تأرجح الرياض..

في عالم السياسية عادةً ما تلجأ الدول إلى تغيير الاستراتيجية، فتعبر في البداية عن مواقفها بعبارات غير إيجابية لحشد الرأي العام، حتى إذا استقر الوضع كشفت عن هذه الاستراتيجية بأفضل العبارات.

وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية تحديداً حيال الأزمة السورية. فقد نقلت فضائية “روسيا اليوم”, عن مصدر في المعارضة السورية, قوله: “أبلغ وزير الخارجية “عادل الجبير” الهيئة العليا للمفاوضات أن الأسد باقٍ”. وأضاف: “المؤشرات تؤكد استحالة خروج الأسد من السلطة في بداية المرحلة الانتقالية”.

في المقابل نفت الخارجية السعودية ما نُشر حول تغير الموقف السعودي من “بشار الأسد”. ويتدخل الخبير الإيراني “مرادي”, قائلاً: “يبدو واضحاً أن الخارجية السعودية تعرضت لضغوط شديدة أجبرتها على تكذيب تصريحات “عادل الجبير” بشكل غير مباشر. وهذا ليس مستغرباً فكم تحدث السعوديون عن الانقلاب المحتمل لـ”محمد بن سلمان” وفي كل مرة كان “آل سعود” ينفون الأمر، لكن الانقلاب حدث في النهاية. والحقيقة أن هذه الحرب الإعلامية تهدف إلى الحد من تأثير الخبر, وهو ما تقوم به السعودية حالياً تجاه سوريا, حيث تسعى الرياض إلى تغيير مواقفها تدريجياً”.

أسباب التأرجح السعودي..

1 – الأوضاع الاقتصادية السعودية: حذرت الصحيفة الأميركية “ووال استريت جورنال” من خطر تداعي الاقتصاد السعودي حال الاستمرار في الاعتماد على عوائد النفط. هذا بخلاف حرب اليمن التي ضاعفت من الضغوط على الاقتصاد السعودي. ناهيك عن اتفاقيات شراء السلاح السعودية الأخيرة بتكلفة بلغت 500 مليار دولار. وبالتالي لم يعد تجهيز الإرهابيين عملاً سهلاً بالنسبة للسعودية. ولذا سوف نشهد بالتدريج المزيد من التصريحات حول تراجع المملكة العربية السعودية عن موقفها قبل 6 سنوات من النظام السوري.

2 – الهزائم المتوالية: تخلت السعودية تقريباً خلال العامين الماضين عن كل المناطق المأزومة لصالح محور المقاومة. فقد أجبرت في لبنان على التراجع والاستجابة لخيار المقاومة بشأن رئاسة “ميشال عون”. وفي العراق حصلت السعودية على لقب الخاسر الأكبر بعد فشل “داعش” في اسقاط الحكومة الشيعية. وبالنسبة لليمن فلم تفشل فقط الجهود السعودية في هزيمة “أنصار الله”، وإنما باتت المناطق السعودية الحيوية في مرمي صواريخ “أنصار الله”. وفي سوريا خسر “داعش” بعد 6 سنوات ما يقرب من 60% من جملة الأراضي التي كان يسيطر عليها, فضلاً عن اقتراب تحرير الرقة عاصمة التنظيم. لذا عمدت السعودية إلى تغيير الهيئة الحاكمة ونتصيب “محمد بن سلمان” ولياً للعهد لإنهاء ملف الهزائم المتكررة. ولذا تسعى إلى تغير موقفها من الأزمة السورية.

3 – فضح السياسة الخارجية السعودية: فالسياسة الخارجية السعودية تتبع السياسة الخارجية الأميركية في الكثير من الملفات. والحقيقة أن حكومة “ترامب” أعلنت أن أولوياتها هو مكافحة الجماعات الإرهابية، في حين تراجعت عن خيار تنحية “الأسد”. وبالتالي السعودية سوف تتحرك في الإطار ذاته تدريجياً.

4 – انتهاء الأزمة السورية وبداية المرحلة السياسية: اقتربت نهاية تنظيم “داعش” في سوريا، وهو ما يعني ضرورة دخول أطراف الأزمة في العملية السياسية سريعاً, ومن ثم اللجوء إلى طاولة المفاوضات. وكانت تركيا من أوائل الدول التي أدركت الأمر، والسعودية الآن توصلت إلى النتيجة ذاتها وهي أنها إذا كانت تبحث عن دور في سوريا بعد “داعش” فعليها وقف دعم الإرهابيين والتراجع عن الاطاحة بالأسد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب