7 مارس، 2024 10:33 ص
Search
Close this search box.

كان إله العراق .. شاب عراقي إيراني إحترف “الهوكي” في أيرلندا يتذكر “صدام حسين” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

“أخضعوا الناس لعمليات غسيل الدماغ عبر شاشة التليفزيون والدعاية طوال الوقت.. حتى المدارس ومنابر التعليم كانت تفعل الشئ نفسه.. الجميع يمجد صدام حسين، قائلين: إنه إلهك”.

هكذا إستهل لاعب الهوكي بفريق ليتريم الأيرلندي، “زاك مورادي”، حواره مع موقع “ie.42” الرياضي الإيرلندي، حول إنحداره من أصول إيرانية عراقية، وكيف كانت الحياة على حدود بلدين، اضرمت بين حدودهما نيران الحرب في الثمانينيات، حتى استقر مطاف عائلته في أحد مدن العراق، التي كانت تدين أولاً وأخيراً بالولاء الأعمى لقائدها في ذلك الوقت، “صدام حسين”، بدرجة تصل إلى التأليه.

“يدربونك على أن لا تقول شيئاً سيئاً عن صدام.. كانت هناك خمس قنوات تليفزيونية وكان كل شئ يذاع بها طوال اليوم يدور حول صدام حسين.. إذا كنت تستمع إلى الموسيقى، كان على المغنيين العراقيين أن يغنوا عن صدام وكم كان كبيراً وعظيماً”.

رحلة “زاك مورادي” من العراق إلى أيرلندا..

قضى “مورادي” أول إحدى عشر عاماً من حياته في مدينة الرمادي العراقية. وبتتبع جذوره، ينحدر مورادي من أصل دولتين شهدا أقوى الحروب في منطقة الشرق الأوسط، “إيران” و”العراق”، ولكنه حالياً أصبح ممثلاً لأيرلندا في فريق نادي “ليتريم” بكأس لوري ميغر، وهي رحلة رائعة بالنسبة لشاب في الخامسة والعشرين من عمره، وفقاً لوصف موقع ie.42 الأيرلندي الرياضي.

عائلة مورادي من الاكراد الايرانيين، ثالث اكبر مجموعة عرقية في إيران والتي تشكل حوالي 10 ملايين من سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليون نسمة. وكانت “عشيرة الموراديين” يقيمون في الأصل داخل المنطقة الجبلية على الجانب الإيراني من الحدود مع العراق، حيث ولد نصف أشقائه العشرة.

بدأت الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980 واسفرت عن مصرع اكثر من 100 ألف مدني من الجانبين. أجبرت الحرب والدي “زاك” وأخوته على الفرار من وطنهم والانتقال إلى الرمادي في وسط العراق.

يروي مورادي، في عام 1990 شن “الديكتاتور” العراقي صدام حسين حرباً لغزو الكويت. ورداً على ذلك، أمر رئيس الولايات المتحدة حينها “جورج بوش” بشن هجوم جوي واسع النطاق على العراق يعرف باسم “عاصفة الصحراء”، وأدى ذلك إلى 42 يوماً من الهجمات التي لا هوادة فيها من جانب تحالف القوات الجوية والبرية.

ويتابع مورادي “والدي وأخي يتذكران عنف حرب الخليج، وكان العام الأصعب هو 1991 حيث كانت مقاتلات “F 60″ تحلق لتضربنا من السماء.. وفي ذلك الوقت كان الأميركيين بدأوا يضعون موطئ اقدامهم في العراق”.

صورة صدام لدى مورادي..

يسترجع “مورادي” ذكريات حية كانت في العراق تحت نظام صدام، عندما يتذكرها، يعي مدى التغير الذي أصبح يشهده العراق الآن.

“كانت الفترة تحت حكم صدام ديكتاتورية ..لم يتمكن الناس من قول أي شئ عن الحكومة أو لم يتمكنوا من فتح فمهم حول صدام حسين.. كان يقارب في كيانه من الإله.. وكانت العراق تشبه وقتها نظام الحكم الصارم الذي تشهده كوريا الشمالية حالياً، بل العراق كانت أضعاف هذه الحالة سوءً”.

“بمجرد أن تمسك بكتاب التاريخ تجد صورة الرئيس صدام حسين على أول صفحة وعلى الصفحة الثانية صورة صغيرة له.. وكانت نظرته في الصور تقول وكأنه ينظر إلينا طوال الوقت، وإذا كان هناك 30 مليون شخص في العراق، فكان هناك 30 مليون صورة له.. أي صورة لكل مواطن”.

“إن كنت صحافيا في العراق، فلن تسمح لك الحكومة بكتابة أي شئ سئ عن صدام وإلا ستختفي. صفحات الجرائد كلها عنه لدرجة أنك لا تستطيع ان تفرق بين عدد اليوم وعدد الغد”.

هجمات 11 أيلول/سبتمبر..

يقول “مورادي” أن سلسلة من الأحداث التي وقعت أدت بعائلة مورادي إلى السفر إلى أيرلندا، أولها كان هجوم 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، وكان يظن أن العراق عظيم وقادر على خوض حرب عقب ذلك الهجوم بعد فوزها بالحرب ضد إيران وغزو الكويت.

في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر، بدأ الصراع يتجدد مرة أخرى بين العراق والولايات المتحدة وكان واضحاً أن حرباً أخرى تلوح في الأفق ولكن الحكومة الإيرانية لم تكن لتقبل عودة الأكراد وقتها، بعد مغادرتهم في الثمانينيات وقت الحرب.

ويتذكر “مورادي” كيف ساعد شقيقه الأكبر، الذي عمل لدى الأمم المتحدة، وإضطرتهم احداث 11 أيلول/سبتمبر إلى مغادرة العراق والذهاب إلى أيرلندا في عام 2002، في الحادية عشر من عمره، ليجد نفسه يواجه عالم جديد ولغة جديدة، عليه أن يتعلمها وهي الإنكليزية، حيث استغرق 15 شهر لإتقانها.

ويروي “مورادي” أنه كطفل عاش في العراق لم يكن يعرف أي شئ عن ألعاب قذف الكرة  لحين انتقاله لمدينة “ليتريم” بأيرلندا، وهو ما بهره كطفل وقتها بتلك اللعبة دوناً عن غيرها من الألعاب، حيث لم يكن متاح لأطفال العراق إلا ممارسة رياضة الجري، لأن كل الألعاب الأخرى كانت محظورة وشراء كرة القدم كان أمراً يقتصر على الأغنياء فقط.

ويشير “مورادي” إلى أن الناس في أيرلندا كانوا ودودين للغاية بالرغم من إختلاف لون بشرته عن الأوروبيين، وكانوا جميعاً لديهم حس مساعدة الآخرين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب