19 أبريل، 2024 9:57 ص
Search
Close this search box.

كاتب إسرائيلي : دعم استقلال أكراد العراق واجب أخلاقي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

أيام قلائل تفصلنا عن إجراء الاستفتاء العام لاستقلال “إقليم كردستان العراق”, والكل يترقب تداعيات الاستفتاء في ظل معارضة الدول المجاورة وتأرجح مواقف المجتمع الدولي باستثناء الموقف الإسرائيلي, الذي يدعم بشكل علني التطلعات القومية للشعب الكردي. وفي هذا السياق نشر موقع صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية مقالاً للكاتب الإسرائيلي “يوسي بيلين” تناول فيه مواقف الاطراف الإقليمية والدولية من إجراء الاستفتاء, وواجب إسرائيل الأخلاقي لدعم استقلال الأكراد.

الأكراد ومسيرة النضال..

يستهل “بيلين” مقاله مؤكداً على: إن “الاستفتاء الذي سيجري في الـ25 من أيلول/سبتمبر الجاري, لا يعني حتمية إقامة “الدولة الكردية المستقلة”, بل قد يُؤدي للحراك اللازم لتحقيق تلك الغاية التي تزعج أربع دول إقليمية, وهي “تركيا وسوريا وإيران والعراق”, لأن جميع الأكراد في تلك الدول يطالبون بإقامة دولة مستقلة. يتذكرون الأكراد جيداً المواجهات العنيفة التي خاضوها خلال القرن الأخير, حيث استخدم “صدام حسين” الأسلحة الكيميائية لقمعهم فقتل منهم الآلاف, فيما قام النظام الإيراني بإعدام عدد كبير من الأكراد. كما وقعت مواجهات عنيفة أيضاً في سوريا,  لكن أسوأ المواجهات وقعت مع السلطات التركية المتعاقبة التي قتلت عشرات الآلاف من الأكراد”.

إسرائيل والأكراد: تحالف المصالح..

يُضيف “بيلين” أن أكثر من 30 مليون كردي – من أصل إيراني وينتمون للمذهب السني ولهم لغة وثقافة خاصة, ويعيشون في منطقة تبلغ مساحتها قرابة 200 كيلومتر مربع في أربع دول – كانوا يتطلعون لإقامة دولتهم المستقلة منذ بدأت الشعوب تنادي بحق تقرير المصير بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. لكن هؤلاء الأكراد صاروا بمضي السنين أكبر أقلية على مستوى العالم لم تحقق تقرير المصير. وكان الأتراك يمثلون العقبة الكؤود التي حالت دون قيام دولة مستقلة للأكراد.

لكن إسرائيل منذ تأسيسها أقامت علاقات وطيدة مع الأكراد في إطار “خطة بن غوريون” للتحالف مع الأقليات في المنطقة ودول (الطوق الثالث)، التي ليس لها حدود مشتركة مع إسرائيل لكن تجمعها مصالح مشتركة معها. ومن الواضح أن ذلك التحالف كان لتحقيق المصالح, لأن دولة إسرائيل كانت تعاني من العزلة داخل العالم العربي فأقامت جذور التواصل مع أقلية مسلمة, غير عربية, تشعر هي الأخرى بالعزلة وكانت على استعداد للتعاون معها. فلا عجب أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تؤيد علانية قيام دولة مستقلة للأكراد في العراق.

مخاوف المجتمع الدولي..

يخشى العالم من تداعيات الاستفتاء لاستقلال كردستان العراق, لأن قيام دولة مستقلة للأكراد قد يضرب من جديد حالة الاستقرار الجزئي في الشرق الأوسط. كما يخشى العراقيون من اقتطاع جزء من دولتهم وفقدان أحد أهم مصادر النفط. أما أنقرة فتخشى هي الأخرى من أن يسير أكراد تركيا على نهج أشقائهم في العراق ويطالبون بأن تتوسع الدولة الكردية لتقتطع جزءاً من تركيا. وهي نفس المخاوف لدى إيران, كما تخشى دمشق من التطلعات القومية لأكراد سوريا بعدما حققوا انجازات في محاربتهم ضد تنظيم الدولة, لأنهم سيطالبون بإقامة حُكم ذاتي في الجزء الذي يسيطرون عليه.

نفاق المجتمع الدولي..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن الجهات الدولية لا تتخذ موقفاً واضحاً أو شجاعاً رغم أنها تدرك عدالة المطالب الكردية. فها هي “ألمانيا” تقول إن إجراء الاستفتاء على الاستقلال لا ينبغي أن يكون من طرف واحد. كما أن “الولايات المتحدة” التي لديها نوع من الالتزام تجاه الأكراد – بعد المساعي الضخمة التي بذلوها في محاربة داعش – لا تدعم عملية انفصال الأكراد وتتهرب من إصدار بيان شجاع من خلال مطالبة “بارزاني” بإرجاء الاستفتاء لموعد تكون فيه الظروف مهيئة بشكل افضل. ولكن من الصعب الاعتقاد بأن تكون هناك ظروف أفضل من ذلك في المستقبل القريب.

وفي الختام يؤكد الكاتب الإسرائيلي “يوسي بيلين” على أن الدعم الإسرائيلي مهم للأكراد, كما أنه يحقق المصلحة السياسية لإسرائيل. ويرى الكاتب أنه من الواجب الأخلاقي أن تدعم إسرائيل أصدقاءها الذين يستحقون نيل حق تقرير مصيرهم ليس أقل من الآخرين, بل ربما أكثر منهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب