9 أبريل، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

كاتب إسرائيلي : السعودية منبع التطرف فكيف ستحارب الإرهاب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

لم تزل زيارة الرئيس “دونالد ترامب” إلى المملكة السعودية تثير ردود أفعال كثيرة على الساحة الإسرائيلية، فقد كان افتتاح “المركز العالمي لمكافحة التطرف” بالمملكة، لافتاً للكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي “جي إلستر” الذي نشر مقالاً على موقع “واللا” العبري, يزعم فيه أن الدولة السعودية التي تأسست على الفكر الوهابي هي منبع التطرف، فكيف لها أن تدعو للتسامح وتحارب الإرهاب !

المملكة السعودية منبع الفكر الإرهابي..

يقول الباحث والكاتب الإسرائيلي في مستهل تحليله: “قبل أن يلقي رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب “خطاب الرياض”، سبقه الملك سلمان بن عبد العزيز بإلقاء كلمته, التي تحدث فيها طويلاً وببطء ممل عن ضرورة “الاتحاد في مواجهة قوى الشر والتطرف أينما كانت”، كما اتهم إيران بأنها رأس الإرهاب في العالم. لكن الملك، البالغ من العمر 81 عاماً ويعاني من صعوبات في الكلام والمشي، قد نسى أن والده الملك عبد العزيز مؤسس المملكة, قد أرسى حُكمه على الفكر الوهابي الذي يتبنى التفسير الحرفي للإسلام”.

ويضيف “إلستر”: “إن تلك الأيديولوجية الوهابية هي ذاتها التي تتبناها كل التنظيمات الجهادية – وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وتنظيم “القاعدة” – التي ترى أن أي شخص غير سني هو كافرٌ يستحق القتل. إن نقد الدين الإسلامي في المملكة العربية السعودية أمر محظور تماماً، لدرجة أنه في الشهر الماضي فقط صدر حكم الإعدام بحق شخص اتُّهم بازدراء الدين الإسلامي، وقٌطعت رأسه. ويصدر هذا الحكم بالإعدام أيضاً بحق كل من يُدان بالزندقة أو الزنا أو الشذوذ أو تعاطي المخدرات”.

السعودية تشتري “ترامب” بالمال..

يرصد الباحث الإسرائيلي عبر تحليله: “إن الرئيس ترامب وابنته إيفانكا قد أشادا بما وصفاه “التعاطي الأكثر اعتدالاً تجاه المرأة في المملكة”، وذلك رغم أن ترامب نفسه كان قد هاجم منافسته هيلاري كلينتون أثناء الانتخابات الرئاسية لأنها تلقت أموالاً من المملكة السعودية رغم قمعها للمرأة. وقد رد النظام السعودي هذه الإشادة بأحسن منها فقرر التبرع لصالح صندوق إيفانكا للنهوض بالمرأة في أرجاء العالم”.

ويرى “إلستر” أنه من الأولى للنظام السعودي – بدلاً من أن يوزع أمواله الطائلة يمنة ويسرة – أن يسمح لنساء المملكة بالحصول على رخصة قيادة لأن المرأة السعودية هي الوحيدة في العالم التي يحظر عليها قيادة السيارة. ويضيف أن المرأة السعودية لا تحظى بأي تمثيل رسمي لا في الحكومة المؤلفة من أبناء الأسرة المالكة والمقربين منهم، ولا في مجلس الشورى الذي يُعد بديلاً عن البرلمان ويضمن استمرار فوقية مكانة الرجل في المملكة العربية السعودية. إن المرأة السعودية لا يمكنها أن تخطو خطوة واحدة من دون إذن وليها، سواء كان أخاها أو أباها أو زوجها. إنها في الحقيقة تُعامل معاملة القاصر أمام القانون.

الشعب اليمني أولى بالأموال السعودية..

يؤكد “إلستر” على أن الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية لديهما مصلحة في وجود عداء بين المملكة السعودية السنية والجمهورية الإيرانية الشيعية، ولذلك ما من شئ يمنع السعودية من مواصلة حربها في اليمن ضد الحوثيين المدعومين إيرانياً، ولا حتى معاناة المدنيين الذين تدعي الرياض أنها تسعى لحمايتهم من النظام الإيراني.

ويضيف أن “اليمن – الجارة الجنوبية للسعودية – تعاني دماراً هائلاً بفعل الغارات الجوية السعودية المستمرة ضد أهداف مدنية، ويحتاج ملايين اليمنيين إلى أبسط المساعدات الأساسية مثل الماء والغذاء، كما يعانون من وضع صحي بالغ السوء لدرجة أن مرض الكوليرا الذي اختفى من معظم دول العالم المتحضر، يتفشى الآن بين اليمنيين ويحصد كثيراً من الأرواح. وبحسب منظمة الصحة العالمية يُتوقع أن ينتقل هذا المرض إلى مئات الآلاف في الأشهر المقبلة”.

السعودية تنشر الإرهاب وتحاربه في وقت واحد..

يعتقد الكاتب الإسرائيلي أن الإعلان عن مكافحة الإرهاب والتطرف الديني وإنشاء مركز عالمي لذلك هو أمر إيجابي بكل تأكيد، ولكن عندما تقوم بهذه المهمة دولة هي المسؤول الأول عن نشر أكثر التفاسير الإسلامية تطرفاً وتشدداً في أرجاء العالم، فإن الأمر ينطوي على تناقض لا يمكن احتماله. إن المملكة السعودية التي تزعم أنها تسعى لتدمير الشر, هي التي تسهم في نشر التطرف وتمهيد السبيل لظهور جيل جديد من الشباب البائسين الذين لا ملجأ لهم سوى الارتماء في أحضان الإرهاب. إن “إندونيسيا” التي تعتبر أكبر بلد مسلم في العالم أصبحت تمر في الآونة الأخيرة بموجة من التطرف لأسباب عديدة من أهمها الخطاب الديني الذي تقدمه المساجد الممولة سعودياً، والأمر نفسه يحدث في عدد من الدول الإسلامية المعتدلة.

“ترامب” تجاهل أصل المشكلة..

يقول إلستر: “لقد قام ترامب – على غرار كثير من الرؤساء الأميركيين السابقين – بتعزيز التعاون مع المملكة السعودية التي تعتبر حليفاً قديماً للولايات المتحدة في المنطقة، ولكن واشنطن والرياض انتقلتا حالياً إلى تحالف غريب بسبب إلتقاء المصالح. وعلى النقيض من سابقه باراك أوباما – الذي حاول رغم عقده صفقات أسلحة مع الرياض, أن ينصح المملكة بتحسين أوضاع حقوق الإنسان وبإجراء مصالحة مع إيران – فإن الرئيس الحالي ترامب لم يشر إلى ذلك في خطابه. لذا فإن تجاهل جذور المشكلة وأسباب وجودها، سيجعل “خطاب الرياض” يذهب إلى طي النسيان أسرع من “خطاب القاهرة” الذي ألقاه أوباما”.

السعودية أولى الدول بالعقوبات..

ختاماً يرى “إلستر” أنه لو لم يكن هذا العالم الذي نعيش فيه يُدار بمنطق المصالح البحتة، لكانت المملكة العربية السعودية على رأس الدول التي تُوقع عليها أقصى العقوبات، لأنه النظام الذي يحكمها هو أكثر الأنظمة ظلامية في العالم، وهو – على العكس من النظام الإيراني – لا يسمح ولو ظاهرياً بإجراء أي نقاش سياسي حر أو انتخابات تعددية. ومع ذلك، سيستمر آل سعود في الترويج للأفكار الظلامية التي تسود المملكة منذ مطلع القرن الماضي، ورغم ذلك ستتلقى المملكة مئات المليارات وستحصل على مساعدات عسكرية متطورة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب