مساء السبت، الموافق الثاني والعشرين من نيسان/ابريل 2017، ومع قرب انتصاف الليل أذاع التليفزيون السعودي آنباءً ظاهرها تعديلات مهمة في الحكومة وتغييرات في أمراء المناطق، لكن بين طياتها تعديلات جذرية أمنية بالدرجة الأولى، فما الذي استشعره الملك سلمان للإقدام على خطوات خاطفة كهذه لم تحتمل التأجيل حتى صباح اليوم الثاني ؟
كسب الشارع والرأي العام..
وما الداعي لتأمين تلك القرارات بحوافز مالية إن لم تك هناك خشية من أي تذمر محتمل من هنا أو هناك، أو قطع الطريق على أي اعتراضات ومحاولات مستمرة لكسب الشارع السعودي والرأي العام المحلي في ظل حديث عن خطط اقتصادية تقشفية ؟
44 قرار عشية زيارة السيسي..
لقد فاجأ “الملك سلمان” – قبل ساعات من زيارة الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” له في المملكة، الأحد، وبعد أيام قليلة على سقوط طائرة عسكرية على متنها عدد من الضباط والجنود خلال معارك الرياض على اليمن – السعوديين بـ 44 قرار يبدو أنه اضطر لحسمهم سريعاً قبل أن تتطور بعض الأمور غير المعلنة في الديوان الملكي نفسه.. لقد ذهب الرجل إلى إصدار أمر ملكي بإنشاء “جهاز للأمن الوطني” يرتبط به شخصياً وأن يكون رئيسه مستشاراً للديوان الملكي، فضلاُ عن تعيين المتحدث باسم العمليات العسكرية في اليمن “أحمد العسيري” نائباً لرئيس الاستخبارات، ما يؤكد على أن هناك خللاً أمنياً “استخبارتياً” بالأساس استشعره سلمان وأراد ان يضع رجاله الثقات في اهم المراكز المعلوماتية !
أبناء سلمان للدفاع والبترول والبيت الأبيض..
كما رسخت “الأوامر” الملكية قواعد أبناء سلمان في أهم مراكز القرارات السياسية والاقتصادية بالمملكة.. إذ عين ابنه “خالد” سفيراً للسعودية لدى أميركا – وهو المنصب الذي عادة من يشغله يصبح وزيراً للخارجية – وابنه الأكبر “عبد العزيز” وزيراً للدولة لشؤون الطاقة، وهي تكليفات يضمن بها سلمان التقارب مع أميركا وكذلك رقابة مسار إنتاج النفط السعودي وصفقاته !
لقد أحدث سلمان وعائلته زلزالاً سياسياً وعسكرياً وأمنياً بقراراته الـ 44 والتي من بينها تعيين بديل لقائد القوات البرية والإطاحة بوزراء الاتصالات والإعلام والخدمة المدنية، فضلاً عن نائب رئيس الاستخبارات واستحداث مركزاً للأمن الوطني وتعيين رئيسه مستشاراً مباشراً للديوان الملكي، وتغيير عدد من أمراء ونواب أمراء مناطق كثيرة بالمملكة.
رفع معنويات المشاركين في الحرب ضد اليمن..
بدأت “الأوامر” الملكية – بحسب الصيغة الرسمية للتليفزيون السعودي – بالتحفيز المجتمعي أولاً عن طريق قرار بإعادة البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة إلى ما كانت عليه قبل حزمة من إجراءات التقشف، فضلاً عن ذلك، أمر بصرف راتب شهرين للمشاركين في عمليتي “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل” في اليمن من وزارات (الداخلية، والدفاع، والحرس الوطني) ورئاسة الاستخبارات العامة – ضماناً لولاء الأركان الأمنية في المملكة -، ثم الإعلان عن إنهاء جميع الامتحانات للطلاب قبل شهر رمضان كنوع من تخفيف الأعباء على الأسر السعودية !
تسريبات أم إخفاقات وراء الإقالات ؟
لكن على الجانب الآخر، يرى متابعون للشأن السعودي إعفاء وزيري الإعلام والاتصالات من منصبيهما بأن ورائه تسريبات ما خرجت دون إرادة “آل سلمان” وعدم القدرة إعلامياً على التأثير في الجماهير، كما أن الإشارات الصادرة من تلك القرارات تبين أن ورائها الأمير “محمد بن سلمان” ولي ولي العهد ووزيرالدفاع نفسه، خاصة قرار تغيير قائد القوات البرية، ما يعني ربما مرحلة عسكرية برية جديدة تخوضها الرياض في اليمن.
ترقية العسيري مكافئة على إحراج مصر..
لكن يبقى قرار ترقية العسيري الناطق باسم العمليات العسكرية في اليمن إلى منصب نائب رئيس الاستخبارات، ضمن أكثر القرارت الملكية لفتاً للانتباه، إذ يأتي القرار بعد أيام قليلة من تصريحه “المناور” بعرض مصر مشاركة نحو 40 ألفاً من قواتها البرية في حرب اليمن قبل عامين، وهو التصريح الذي تراجع عنه بمناورة أيضاً، وكأنه يرسل رسالة إلى القاهرة بأن هناك أموراً ربما تكون “مسجلة” لأعلى المسؤولين، بهذه التصريحات يمكن استخدامها والضغط بها على القيادة المصرية، وكأن الملك سلمان قرر مكافأته على هذه المناورة بتعيينه نائباً لرئيس الاستخبارت العامة، فضلاً عن كونه المستشار الخاص لولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير “محمد بن سلمان”.
تثبيت ملك أم تعجيل بانقلاب ؟
وجاءت قرارات آل سلمان بالترتيب الذي يأتي في السطور التالية.. لكن هل يضمن الملك السعودي تثبيت ملكه لأولاده بهذه القرارات.. ألا يخشى أن ترتب أفرع أخرى بالعائلة المالكة لأي انقلابات ناعمة عليه وعلى أبناءه الأمراء ؟
1 – إعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة، التي تم إلغاؤها، لما كانت عليه اعتبارا من اليوم.
2 – صرف راتبين للعسكرين في “عاصفة الحزم” و”اعادة الامل”.
3 – انهاء الاختبارات قبل شهر رمضان.
4 – إعفاء أمير منطقة حايل وتعيين الأمير “عبدالعزيز بن سعد آل سعود” بمرتبة وزير.
5 – تعيين الأمير “سعود بن عبد المحسن” مستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين.
6 – إعفاء أمير منطقة الباحة وتعيين الأمير “حسام بن سعود آل سعود” بمرتبة وزير.
7 – إعفاء أمير منطقة الحدود الشمالية وتعيين الأمير “فيصل بن خالد بن سلطان”.
8 – تعيين الأمير “عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز” وزير دولة لشؤون الطاقة بمجلس الوزراء.
9 – إعفاء سفير المملكة في أميركا وتعيين “خالد بن سلمان بن عبدالعزيز”.
10 – إعفاء قائد القوات البرية وترقية “فهد بن تركي” لفريق ركن وقائد للقوات البرية.
11 – تعيين الأمير “عبد الرحمن بن عبد الله بن عياف آل سعود” مستشاراً بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة.
12 – يعفى الأمير “عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز” رئيس الهيئة العامة للرياضة من منصبه.
13 – تعيين الأمير “منصور بن مقرن بن عبد العزيز” نائباً لأمير منطقة عسير.
14 – تعيين الأمير “سعود بن خالد بن فيصل بن عبد العزيز” نائباً لأمير المدينة المنورة.
15 – تعيين الأمير “محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز” نائباً لأمير منطقة جازان.
16 – تعيين الأمير “محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز” نائباً لأمير منطقة الرياض.
17 – تعيين الأمير “أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز” نائباً لأمير المنطقة الشرقية.
18 – تعيين الأمير “فهد بن تركي بن فيصل تركي بن عبد العزيز” نائباً لأمير منطقة القصيم.
19 – تعيين الأمير “عبد الله بن بندر بن عبد العزيز” نائباً لأمير منطقة مكة المكرمة.
20 – تعيين الأمير “تركي بن هذلول بن عبد العزيز” نائباً لأمير منطقة نجران.
21 – تعيين الأمير “أحمد بن عبد العزيز” محافظ الدرعية بالمرتبة الممتازة.
22 – تعيين الأمير “فيصل بن فرحان بن فيصل” مستشاراً بوزارة الخارجية بالمرتبة الممتازة.
23 – اعفاء الدكتور “محمد السويل” وزير الاتصالات، وتعيين المهندس “محمد السواحه” وزيراً للاتصالات وتقنية المعلومات.
24 – إعفاء الاستاذ “خالد العرج” وزير الخدمة المدنية من منصبه، وتكليف لجنه خاصة للتحقيق فيما صدر في حقه، وتكليف الدكتور “عصام بن سعيد” وزيراً للخدمة المدنية.
25 – تعيين “محمد بن عبد الملك آل الشيخ” رئيساً للهيئة العامة للرياضة.
26 – إعفاء الدكتور “عادل بن زيد الطريفي” وزير الثقافة والاعلام من منصبه، وتعيين “عواد بن صالح العواد” وزيراً للثقافة والاعلام ورئيساً لهيئة الثقافة.
27 – تعيين الدكتور “ناصر الداود” مستشاراً بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة.
28 – تعيين المهندس “إبراهيم بن عبد الرحمن العمر” رئيساً للهيئة العامة للإستثمار بالمرتبة الممتازة.
29 – إعفاء الدكتور “عبد الرحمن العاصمي” مدير جامعة الخرج من منصبه.
30 – تعيين الدكتور “عبد الرحمن العاصمي” نائباً لوزير التعليم بالمرتبة الممتازة.
31 – تعيين “ماجد بن عبد الله البواردي” نائباً لوزير التجارة والإستثمار بالمرتبة الممتازة.
32 – تعيين المهندس “طارق بن عبد الله الفارس” نائباً لوزير الشؤون البلدية والقروية بالمرتبة الممتازة.
33 – تعيين المهندس “منصور بن هلال العنزي” نائباً لوزير الزراعة والمياه والبيئة بالمرتبة الممتازة.
34 – تعيين المهندس “سعد بن عبد العزيز الخل” نائباً لوزير النقل بالمرتبة الممتازة.
35 – تنهى خدمة الفريق “يوسف الإدريسي” نائب رئيس الاستخبارات العامة ويحال للتقاعد، ويعين اللواء “أحمد عسيري” مكانه.
36 – تعيين “عبد الرحمن بن عبد العزيز الشلهوب” نائباً لمستشار رئيس مجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة.
37 – تعيين “محمد بن صالح الغفيلي” مستشاراً للأمن الوطني بالمرتبة الممتازة.
38 – إنشاء “مركز للأمن الوطني” يرتبط مباشرة بالديوان الملكي، ويكون مستشار الأمن الوطني رئيساً للمركز.
39 – تعيين “خالد العوهلي” مديراً لجامعة الخرج بالمرتبة الممتازة.
40 – تعيين المهندس “علي بن عبد الرحمن الحازمي” محافظاً لتحلية المياه المالحة بالمرتبة الممتازة.
41 – تعيين الدكتور “خليل الثقفي” رئيساً للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمرتبة الممتازة.
42 – تعيين “أحمد بن عبد العزيز الحقباني” رئيساً عاماً لمصلحة الجمارك بالمرتبة الممتازة.
43 – تعيين “غانم بن الحميدي” مساعداً لوزير الشؤون البلدية والقروية بالمرتبة الممتازة.
44 – تعيين الدكتور “غسان السليمان” مستشاراً لوزير التجارة والاستثمار بالمرتبة الخامسة عشر.
