19 أبريل، 2024 11:55 ص
Search
Close this search box.

في “بت بوما” .. شهادات حية على السخرة والعنصرية تجاه العمال في مصنع “إيفانكا ترامب”

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – بوسي محمد :

“يشكو العمال من الإساءة اللفظية.. والفقر المُدقع.. وسوء تدني الأجور”، بهذه العبارات استهلت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرها الذي سلّطت فيه الضوء على واقع الحياة العاملة داخل خط الأزياء الذي تملكه “أيفانكا ترامب” أبنه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، وذلك خلال جولة تفقدية داخل المصنع للاستماع لشكوى العاملات.

تحدثت الصحيفة البريطانية مع أكثر من 12 عاملة في مصنع الملابس التابع لإيفانكا في سوبانغ بإندونيسيا جاوة الغربية، حيثُ ابدى جميعهن غضبهن من سوء المعاملة اللائي يتلقونها بجانب التباين في الأجور.

ويأتي هذا التقرير، الذي نشرته “الغارديان” بعد أسبوع من اختفاء ناشطين عماليين في الصين، عقب تحقيقهم في موضوع التجاوزات، التي تحصل في معمل صيني يصنع أحذية تحت ماركة “إيفانكا ترامب”.

وزعم ناشطون حينها أن عمال المصنع يتقاضون أجوراً دون الحد الأدنى في الصين، ويواجهون “إساءات كلامية” و”تجاوزات لحقوق المرأة”، وهذه الشكاوى تشابه تلك التي تصدر عن العمال في المعمل الإندونيسي.

لهذا القت الصحيفة البريطانية الضوء الأخضر على الجانب المظلم في مصنع “إيفانكا”، إذ نجحت في مقابلة أكثر من عاملة للاستماع لشكواهن، واللافت أن جميعن طلبوا تغيير هويتهم تجنباً لفقدان وظائفهن.

عاملات بالمصنع: “نحن لا نحب سياسات دونالد ترامب”..

“عملت في مصانع عديدة منذ خروجي من المدرسة الثانوية الإقليمية.. عانيت كثيراً لكن العمل داخل مصنع إيفانكا ترامب له طعم آخر من المعاناة إذ يعتبر اشد واقسى”.. بهذه العبارات لخصت عاملة تدعى “علياء” حجم المعاناة داخل مصنع تابع لإيفانكا ترامب.

وتتابع: “لم يسمح المدراء في المسرح بمنح عطلات كافية لرؤية أطفالي الذين يقطنون مع والدتي، بالإضافة إلى أن السكن الذين يوفرونه لنا غرفة صغيرة في منزل الصبغة المتربة، بجانب تدني الأجور مقارنة بعدد الساعات التي نعمل بها”.

بدأت “بت بوما”، وهي شركة للملابس الكورية في إندونيسيا في عام 1999، واحدة من موردي مجموعة الملابس G-E، الشركة المصنعة بالجملة لماركات الأزياء البارزة بما في ذلك ملابس ترامب.

وقال “أحمد” زوج “علياء”، الذي يعمل أيضاً في مصنع الملابس المحلية، نيابة عن زوجته ومعظم العمال في مصنع بت بوما، وهو مسلم ملتزم: “نحن لا نحب سياسات دونالد ترامب”.

واستنكر قرارته التي وصفها بالعنصرية تجاه المسلمين والعرب قائلاً: “لسنا في وضع يسمح لنا باتخاذ قرارات التوظيف استناداً إلى مبادئنا”.

واستطرد حديثه قائلاً: “عندما أخطرت زوجتي علياء عن كتاب إيفانكا ترامب الجديد عن النساء في مكان العمل، انفجرت من الضحك، وقالت إن فكرتها عن التوازن بين العمل والحياة ستكون إذا سمحت لها رؤية أطفالها أكثر من مرة في الشهر”.

ويوجد حالياً 759 عاملاً في “بوما”، وفقاً لما ذكره مكتب القوى العاملة الاقليمي، ويبلغ اجمالي القوى العاملة النقابية حوالي 200 عامل، موزعة بين اتحادين.

وذكرت الصحيفة البريطانية، أن غالبية عمال “بوما” غير النقابيين، يعملون في “طاحونة” على حد تعبيرهم، وحوالي ثلاثة أرباعهم من النساء، وكثير منهن أمهات، مثل “علياء” يكرسن كل دخلهن تقريباً لأطفالهن الذين لا يستطيعون العيش.

ومن جانبها أعربت “سيتا” (23 عاماً)، وهي واحدة من هؤلاء العمال، التي اضطرتها الظروف إلى ترك المدرسة وذلك عندما أصيب والداها بالمرض وبدأت العمل في “بوما” العام الماضي، عن استيائها من تدني الأجور قائلة: “عقدي سوف ينتهي قريباً بعد سبعة أشهر من العمل، ولم احصل على أي فصل طوال فترة عملي، وأعمل العمل الإضافي غير مدفوع الأجر كل يوم ولا يزال المصنع يكسب 2.3 مليون روبيه في الشهر”.

وتابعت: “لست حزينة أنني سوف اترك العمل داخل المصنع قريباً، فليس لدي أي نية لتجديد عقدي، أخطط جدياً للانتقال من سوبانغ، بسبب صعف الأجور، ولكنني أنا لا أعرف إلى أين أذهب بعد، ولكن كل ما أعرفه أنني سوف اشعر بالراحة بعد مغادرتي المصنع”.

إساءات لفظية وتنازلات نظير العمل داخل “مصنع إيفانكا”..

اشارت الصحيفة البريطانية إلى أن النساء اللاتي يعملن بصفة دائمة في مصنع “بوما” يقدمن بعض التنازلات، والتي تشتمل على إجازة أمومة مدفوعة الأجر مدتها ثلاثة أشهر (تقسم عادة بين ستة أسابيع من الحمل وستة أسابيع بعد الولادة)، والتأمين الصحي الاتحادي الإلزامي، ومكافأة شهرية تبلغ 10.50 دولارات .

وقال سبعة عمال أيضاً إنهم يتعرضون للإساءة اللفظية، حيث يُطلقون عليهم مسميات غير لائقة مثل “الحيوانات، والقرد”.

وأكدوا على أن هناك تجاوزات كلامية تجاههم، وأنهم يتلقون أجوراً دون الحد الأدنى بالإضافة إلى أنهم يطالبونهم بتحقيق أهداف مستحلية.

وبعيداً عن ذلك، فإن “بوما” كان لديها خطة لإطلاق العمال قبل شهر رمضان الحالي مباشرة وإعادة توظيفهم بعد شهر، لتجنب دفع “مكافأة العطلة الدينية”، وفقاً لما صرح به العديد من العمال.

تجدر الاشارة إلى ان إندونيسيا لديها اكبر فجوة بين الدول الآسيوية بين الاجور المرتفعة والمنخفضة لعمال الملابس غير المهرة، وفقاً لمنظمة العمل الدولية. ولم يتلق أي من العمال الذين تحدثوا مع “الغارديان” أي وقت مضى أي زيادة في الأداء، إلا في الولايات المتحدة الاتحادية على الرغم من أن بعضهم عمل في المصنع بشكل مستمر لمدة سبع سنوات.

وقال د”يفيد ويلش”، مدير “إندونيسيا وماليزيا” في مركز التضامن: “عليك تقييم الحد الادنى للاجور في اطار البلاد نفسها، وفي هذا السياق، انها ليست رواتب حية نظراً للتفاوت في الأجور في جميع أنحاء إندونيسيا”.

وفي آذار/مارس من هذا العام، دعا الرئيس “دونالد ترامب” إندونيسيا إلى وجود توازن تجاري غير موات مع الولايات المتحدة. وقد واجه الرئيس فائض إندونيسيا البالغ 13 مليار دولار في العام الماضي وتعهد بمعاقبة غش المستوردين الأجانب.

وكان “هيبي عبد المنف”، وهو مسؤول في وزارة القوى العاملة المحلية، شعرّ بالاطراء من قبل اتصال “ترامب”. واضاف أنها دليل على ان السلع الاندونيسية جيدة بما فيه الكفاية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب