14 أبريل، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

في إيران .. رواج سوق بيع “صرصار الليل” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

تحت عنوان “فصل الصراصير” كتبت “لاله خواجويي”، مراسل الدورية الأسبوعية “پاسارجاد” الإيرانية، “تعود قصة تناول “صراصير الليل” في مدينة “سيرجان” (الإيرانية) إلى عقود قديمة، وكنت قد سمعت مراراً من كبار السن أنه حين ضربت مدينة “سيرجان” المجاعة والقحط، اُجبر الناس على أكل الجراد والصراصير”.

سوق “صراصير الليل”..

تمضي “خواجويي” في السرد بتقريرها انه، “في تمام العاشرة صباحاً، وفي ممر بجوار السوق يقف شاب يبيع “صراصر الليل”.. يضع أمامه مجموعة من الأكياس البلاستيك المملؤة بالصراصير التي تصدر أصواتاً رغم غلق الأكياس بإحكام. تقف إلى جواره سيدة في منتصف العمر وتسأل: بكم ؟.. فيجيبها: 5 آلاف طومان..

فتشتري السيدة شنطة، وتقول: “صرصار الليل غالي الثمن لكنه مفيد لأوجاع الأيدي والأقدام”. سألتها كيف تأكلونها ؟.. فأجابت: “نضعها بداية في الماء المغلي حتى تموت ونقوم بقطع أيديها وأرجلها ثم نقليها ونأكلها مثل المكسرات”.

ويحاول البائع جذب انتباه المارة برفع صوته، وتتباين ردود فعل الناس فيبدي بعضهم تعبير اشمئزاز، بينما يقبل البعض الآخر على الشراء.

يقول البائع: “بعت عشرة أكياس منذ العاشرة صباحاً”. سألته: هل تدر هذه البضاعة ربحاً جيداً ؟.. فأجاب: إلى حد ما.. فسألته: من أين تأتي بالصراصير ؟.. فقال: من أطراف مدينة “زيد آباد”.

موسم الحصول على صرصار الليل..

يقول بائع آخر، في حديثه مع الدورية الإيرانية: “نعمل منذ سنوات في بيع هذه النوعية من الصراصير، وهي تطير في الصباح وتقضي الليل على نباتات Zygophyllum eurypterum، والبعض يقوم باقتلاع النبتة للحصول على الصراصير، لكننا نقوم باصطيادها وبالتالي نقوم بوضع فراش تحت النبات ونهزها فتتساقط الصراصير، ولا تتحرك وتقوم فقط بإصدار الأصوات ونقوم بوضعها داخل أجوال زنة الواحد منها 16 كيلو.

وكانت وكالة أنباء “إيسنا” قد نقلت على لسان أحد الباعة: “هذه مهنتنا منذ سنوات. نذهب إلى الصحراء ونحصل على الصراصير”. تسأل الوكالة: أين تبيعها تحديداً ؟.. فأجاب: في شوارع “شهربابک، وتل ساربونی، وجمبیل”. فسألت الوكالة: متى يبدأ الموسوم؟.. فقال: يبدأ مع شهر حزيران/يونيو. ولأننا بدو ولدينا 1500 خروف فنحن دائماً في الصحراء ونعرف جيداً أين نجد الصراصير.

في السياق ذاته نشرت وكالة أنباء “الميزان” الإيرانية تقريراً مصوراً عن تناول الصراصير في “كرمان” ووصفت الأمر بالعجيب. وكتبت الوكالة: “حشرات عجيبة ونادرة وعمرها قصير ولها بحسب السكان المحليين فوائد كثيرة. تظهر هذه الحشرات في مدن محافظة “كرمان” مثل “شهربابک، وزیدآباد، وسیرجان”. وهذه الحشرات هي نوع مخصوص من صراصير الليل تظهر كل عام في فصل الربيع وتموت بنهاية الفصل. وتنتشر هذه الحشرات في الصحاري والقفار وتضع بيوضها على أوراق النباتات، ثم يؤدي هطول الأمطار إلى تساقط البيوض على الأرض، ثم تنمو الحشرات مجدداً من الأرض، ويكثر عدد الحشرات بزيادة الأمطار. وبحسب السكان المحليين خبرة البدو بالصحراء تساعدهم على صيد وبيع الصراصير لما لها من فوائد علاجية كبيرة”.

مدى مشروعية تناوله..

فيما تناولت صحيفة “شمس يزد” الإصلاحية الإيرانية، الموضوع من زاوية الحل والحرمة وقالت: “أفتى كل مراجع التقليد بحرمة بيع وتداول وأكل الحشرات. وفي معرض إجابته على سؤال حول الحكم الشرعي لأكل الحشرات المفيدة في علاج بعض الأمراض، أفتى المرشد علي خامنئي “بحرمة أكل الحشرات تماماً لكن يجوز التداوي بهذه الأشياء إذا تم القطع بفائدتها وعدم وجود علاج بديل”.

وقد بدأت عناصر الشرطة في “سيرجان” بالتعامل مع الباعة. وقد أثار موضوع أكل الحشرات صدى كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب أحدهم على “تويتر”: “أنا لا أعرف أصلاً ما هذا النوع من الطعام، لكني مشتاق بشدة لتجربته”. وكتب آخر: “سمعت أن للصراصير فوائد علاجية كبيرة”. وغرد ثالث: “الصراصير مصدر مهم للبروتينات، الآن يمكن شراء دقيق الصراصير”. وقال رابع: “الحياة أن تعيش مع امرأة تستطيع صنع عشرة أصناف من الصراصير”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب