8 أبريل، 2024 10:56 م
Search
Close this search box.

ضابط إسرائيلي : نفور المجندين من الوحدات القتالية يُقلق المؤسسة العسكرية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

في ظل المؤشرات التي ظهرت مع انتهاء ملء رغبات المجندين الإسرائيليين لدفعة آب/أغسطس الحالي, والتي كشفت عن نفورهم من الخدمة في الأسلحة القتالية، نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للنقيب احتياط في لواء المظليين “إيتامار سيجل” يتناول فيه الأسباب الحقيقية لهذه المؤشرات الخطيرة، ثم يطرح الحلول من وجهة نظره.

أسباب النفور من الأسلحة القتالية..

يقول “سيجل”: “إن ظاهرة انخفاض حافز الشباب للخدمة في الأسلحة القتالية أصبحت تقلقنا جميعاً وتقض مضاجعنا. ولحل هذه المشكلة من جذورها ينبغي فهم حقيقتها أولاً، فخلافاً لما يعتقده الكثيرون فإن السبب لا يكمن في الظروف القاسية للخدمة في الوحدات القتالية؛ بما يعني أن أية امتيازات مادية ستُمنح للمجندين في تلك الوحدات لن تُجدي نفعاً، فما من أحد مستعد للتضحية بنفسه من أجل زيادة خمسمائة شيكل على راتبه الشهري، وما من أحد سيُعرض عن أداء خدمته العسكرية في سلاح المخابرات قريباً من بيته وهو يحصل على تدريب مهني نظير أي مقابل مادي قل أو كثر. بل على العكس فلو ربطنا الخدمة في الوحدات القتالية بتقديم امتيازات مادية سنؤكد للمجندين الجدد كم أن الخدمة في تلك الوحدات ليست ذات قيمة”.

ويضيف العسكري الإسرائيلي: “إن الخدمة في الوحدات القتالية تعني في المقام الأول التضحية والتفاني, فضلاً عن قضاء وقت طويل في نوبات حراسة، وشن حملات مُجهدة، والبقاء لأسابيع في العراء، والتعرض لمخاطر الحرب والإصابة والموت. إن الجندي المقاتل يتخلى عن متاع الدنيا وملذاتها ولا يجد شيئاً يأكله سوى المعلبات. ومن التضحية أن ترى أصدقاءك في الوحدات غير القتالية يستمتعون بالعطلات الأسبوعية ولا ينهون خدمتهم العسكرية إلا وقد اكتسبوا مهنة أو حصلوا على مؤهل يساعدهم في سوق العمل، بينما أنت أيها الجندي المقاتل عندما تنهي خدمتك لا يسعك إلّا العمل كحارس أمن؛ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي تعلمته في الجيش”.

الإيمان بأهمية القضية هو الدافع الحقيقي..

يؤكد “سيجل” على أن الإنسان لن يكون مستعداً للتضحية بنفسه رخيصة إلا حينما يؤمن بعدالة قضيته وبالدور الذي يقوم به، وحينما يدرك من أعماق قلبه أن ما يفعله يستحق بذل نفسه وترك الملذات. ولا ينتفض المرء ويلقي بنفسه في نار الحرب المستعرة لمجرد أن شيكاً بمبلغ كبير ينتظره، وإنما يفعل ذلك إذا علم أن صنيعة هذا ضرورة حتمية من أجل سلامة شعبه ووطنه.

ويضيف الكاتب قائلاً: “لو أراد الجيش إصلاح الوضع فعليه أن يراجع نفسه؛ لأنه حينما يكون الحديث عن حب الوطن وكأنه مجرد شعارات سياسية، فلا عجب من فقدان حافز القتال من أجله. وعندما يُصبح الحديث عن التضحية بالنفس وكأنه شيء من الماضي بحجة أنه لم يعُد يتناسب مع منطق الأولويات وخطاب ما بعد الحداثة والليبرالية وتحقيق الذات، فلا عجب أن الجنود باتوا يفضلون الخدمة في مكاتب مكيفة ووحدات قريبة من منازلهم ويتركون الخدمة في الصحراء القاحلة”.

الحل في بث روح الشجاعة والإقدام..

ختاماً يطرح النقيب احتياط “إيتامار سيجل”, الحل لهذه الأزمة المقلقة، فيقول: “لا تُغروا المجندين بالمال وإنما بثوا فيهم روح التفاني، ولا تقنعوهم بأن الخدمة في الوحدات القتالية مُجدية مادياً وإنما أقنعوهم بالقيم والمبادئ. إن هيئة الشؤون المعنوية في الجيش ينبغي عليها أن تكف عن إنتاج وعرض أفلام التسلية على الجنود وأن تُنتج بدلاً منها حلقات للتوعية تشتمل على التراث القتالي والشجاعة وقصص المقاتلين, مع التأكيد على شحذ الهمم.

كما ينبغي على إدارة التثقيف أن تدرك أن الأولوية ليست لتوعية الجنود من مخاطر الحوادث المرورية والمخدرات والكحول وتلويث البيئة وازدراء الآخر مع الاعتراف بأهمية ذلك، وإنما الأولوية كل الأولوية هي أن تعمل على بث روح الشجاعة والبطولة في المقاتلين وأن تجعل منهم نماذج  لجلب الأجيال الجديدة إلى ساحة المعركة.

“احكوا للجنود عن عظماء أمتنا الذين قادوا الجيوش وهزموا الأعداء وضحوا بدمائهم.. قولوا لهم لماذا أنشأنا دولة وأخبروهم عن الدماء الغزيرة التي بذلناها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب