29 مارس، 2024 10:45 ص
Search
Close this search box.

سؤال يحاول محلل إسرائيلي البحث عن إجابته .. لماذا انتصر “الأسد” وسقط “مبارك” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

تتابع إسرائيل عن كثب تطورات الأحداث في سوريا, وكيف استطاع نظام “الأسد” تحقيق النصر بمساعدة إيران و”حزب الله” وروسيا. وفي هذا السياق نشر موقع “nrg” العبري مقالاً للكاتب الإسرائيلي “مردخاي كيدار”, يؤكد فيه على أن الخطوة التالية لبشار الأسد هي ترحيل ما تبقى من المواطنين السنة واستبدالهم بالشيعة الوافدين.

“بشار” حقق النصر بسواعد خارجية..

يبدأ “كيدار” تحليله قائلاً: “يُخبرنا التاريخ اليوناني أن الملك “بيروس” حقق النصر على الرومان في القرن الثالث قبل الميلاد, لكن ثمن النصر كان باهظاً للغاية لأن خسائره كانت أكبر بكثير من خسائر الأعداء. هكذا تحقق انتصار “الأسد” في سوريا بعد ست سنوات ونصف من القتال المرير, الذي خلف نصف مليون قتيل ودمار شبه كامل للمدن والقرى السورية. وهو الآن يمكنه الوقوف في الأحياء المدمرة رافعاً إصبعيه تعبيراً عن النصر, ويشير أحد الإصبعين شمالاً نحو روسيا والآخر شرقاً نحو إيران”.

يضيف الكاتب الإسرائيلي أنه لولا الوحشية الروسية التي دمرت الأحياء السكنية على من فيها من مواطنين وإرهابيين, ولولا بشاعة انتقام الميليشيات الشيعية التي وفدت إلى سوريا للانتقام من السنة, الذين سفكوا دماءهم طيلة 1400 عام, ولولا النزاعات والصراعات والحروب بين التنظيمات والميليشيات والعصابات التي تعارض “الأسد”, لكان “الأسد” منذ فترة في مزبلة التاريخ مع المستبدين المتعطشين لسفك دماء شعوبهم.

لماذا انتصر “الأسد” وسقط “مبارك” ؟

يوضح “كيدار” أن الرئيس “الأسد”, وطائفته من العلويين, لم يقاتلوا من أجل الحكم وإنما ليدفعوا عن أنفسهم الموت, لأن العلويين في نظر الإسلام التقليدى – فضلاً عن الإسلام المتطرف – هم من الكفار وعبدة الأوثان, ولذلك لا يجوز لهم أن يحكموا المسلمين كما أنهم لا يسحقون الحياة أصلاً إلا إذا عادوا إلى حظيرة الإسلام. لقد علموا كما علم من قبلهم  سليمان –جد “بشار” – أن المقاتلين السنة لو تمكنوا لذبحوا العلويين كالدجاج. لذلك وقفت عشيرة الرئيس “الأسد” من خلفه وقفة رجل واحد لحمايته والدفاع عنه, فالعشيرة في مجتمع عشائري مثل سوريا هي التي تلعب  الدور الأهم في الساحتين السياسية والعسكرية, ولا يمكن للعشيرة أن تخسر لأن في ذلك نهايتها.

وعلى سبيل المقارنة, تطرق الكاتب الإسرائيلي إلى المجتمع المصري باعتباره مجتمعاً غير عشائري, وأكد على أن هذا هو سبب تخلي المجتمع عن “مبارك”, حيث لم يقف خلفه سوى زوجته ونجليه الفاسدين, أما السياسيون فهم كعادتهم لا يدعمون رئيس النظام إلا إذا ضمنوا بقاءه في السلطة, أما إذا تراجعت قوته فإنهم يفرون من حوله كما تفر الفئران من السفينة الغارقة. لذا فمنذ بدأت المظاهرات المصرية الحاشدة في ميدان التحرير لم يصمد “مبارك” لأكثر من ثلاثة أسابيع, بينما ظل “الأسد” وعشيرته صامدين منذ ستة أعوام ونصف, بل وظلوا يسفكون دماء أعدائهم.

خطة “بشار” لتهجير السنة..

يرى الكاتب “كيدار” أن العالم يتحدث الآن عن إعادة إعمار سوريا, وهو مشروع سيستمر لفترة طويلة وسيتطلب آلاف المليارات مع ضرورة توفير حالة من الهدوء والاستقرار السياسي. لكن “الأسد” سيمكنه تحقيق أجواء الهدوء والاستقرار من خلال إجلاء الأغلبية السنية من سوريا واستبدالهم بمواطنين شيعة قادمون من العراق وإيران وأفغانستان. وبطبيعة الحال فإن نصف سكان سوريا وغالبيتهم من السنة يعيشون كلاجئين إما داخل دولتهم أو خارجها, وسيكون من السهل إقناعهم بالفرار بحياتهم خوفاً من انتقام الجنود العلويين ومقاتلي “حزب الله” الشيعة.

وإجلاء السكان المواطنين السنة سيدفع الملايين منهم للعيش في المنفى, وسيُحاول السواد الأعظم منهم التوجه إلى أوروربا بأي وسيلة ممكنة. وربما سيكون من بينهم بعض مقاتلي “داعش”, الذين فروا من ميادين الجهاد بعدما أدركوا سقوط دولتهم فتخفوا بين اللاجئين. بذلك سيمكنهم الهجرة معهم للدول الأوروبية, التي ساهمت في القضاء على الدولة الإسلامية. وستحاول تلك الخلايا النائمة الانتقام من الأوروبيين الذين اعتدوا على دولتهم ومقاتليها ومواطنيها.

وسيفر اللاجئون من سوريا أيضاً بسبب الدور الرئيس الذي تم اسناده لحزب الله في الدولة السورية. إذ لم يحارب “نصر الله” في سوريا اعتباطاً, ومن المحتمل جداً أن تقيم كل من لبنان – التي تخضع فعلياً لسيطرة “حزب الله” – وسوريا نوعاً من الوحدة الفيدرالية أو الكونفدرالية أو أي نظام آخر من الوحدة, لترسيخ “الأخوة العربية”, أو بالأحرى الأخوة الشيعية. وسيكون الهدف من تلك الوحدة هو ترك المسيحيين في لبنان تحت الهيمنة الشيعية, وهو ما سيدفع المسيحيين هناك للهجرة أو الفرار بأنفسهم من لبنان إلى أي وجهة تاركين الدولة لحكامها الشيعة.

الغرب لن يتحرك لوقف التطهير العرقي..

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن “الأسد” والإيرانيين و”حزب الله” والروس, عازمون على تحقيق “الهدوء المُفتعل”, الذي سيتم التوصل إليه في سوريا, لأن العالم الغربي سيفضل منح مزيد من الدعم للاجئين السوريين بدلاً من التصادم مع الإيرانيين والأسد والروس بسبب حملة التطهير العرقي التي يُعدون لها للتخلص من المواطنين السنة.

عندئذ سيقيم “الأسد” مراسم الاحتفال بالنصر على أنقاض سوريا, التي تحولت إلى مقابر جماعية, وهو النصر الذي تحقق على يد الغير. والذي سيُعيد له دولة مُدمرة وجيشاً مُنهاراً ومُجتمعاً مُشتتاً بلا مستقبل مستقر, إلا إذا طرد الغالبية السنية غير مأسوف عليهم.

وختاماً يحذر الكاتب الإسرائيلي “كيدار” من المستقبل قائلاً: “استعدوا لموجات الهجرة القادمة من سوريا, التي أصبحت جزءاً من الممر الآمن للإيرانيين بدءاً من طهران وحتى بيروت. ولن يحتاج “الأسد” بعد الأن لتحقيق انتصار آخر, لأنه لن تكون هناك ثورة أخرى بعد أن يتم استبدال المواطنين السوريين, وهذا ما يتمناه. فها هو “بيروس” يحتفل بانتصارة في سوريا المُدمرة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب