6 مارس، 2024 8:09 م
Search
Close this search box.

سؤال تنشغل به أميركا .. هل التحول الجنسي يقلل من فعالية جنود الجيش أثناء القتال ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

جاءت تغريدات الرئيس “دونالد ترامب”, التي أعلنت سياسته الجديدة لحظر المتحولين جنسياً من الخدمة في الجيش الأميركي, بتبريرات من شأنها أن تبدو مناسبة للمجموعات التي تؤيده الرأي، وهي أن السماح للمتحولين جنسياً بالدخول في الخدمة ستفكك تماسك وحدات الجيش وقد تؤثر على فعالية القتال.

من وجهة نظره، رأى أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية, مدرس لدورات تعليمية حول الأمن القومي وفعالية الجيش، “اليكسندر داونز”، أن تصريحات “ترامب” حول هذا الشأن مليئة بالخرافات التي أوردها الكاتب في مقاله بصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

حيث رأى “داونز” أن حظر “ترامب” للمتحولين جنسياً هو أحد حلقات سلسلة إستبعاد المجموعات المختلفة من الخدمة العسكرية, بزعم أن إستخدامهم في الخدمة العامة قد يقوض مبدأ الوحدة والتماسك.

إحتفظ الجيش الأميركي قبل الحرب العالمية الثانية، بالعنصرية وعارض دمج الأميركيين من أصل إفريقي في الجيش وقتها، ودافع رئيس أركان الجيش, آنذاك, الجنرال “جورج مارشال” عن هذه السياسة في عام 1940, مدعياً أن “خلط الموظفين البيض والسود في نفس المنظمة سيكون له حتماً تأثير مدمر للغاية على الروح المعنوية  للأفراد القتاليين وهذا يعني انخفاض الكفاءة العسكرية”.

الأسطورة الأولى: التنوع يضر تماسك وحدات الجيش..

يقول الكاتب الأميركي أن الخبرة والبحوث كشفتا عن أن الإدعاء بأن وحدة بين أفراد الجيش مطلوب من أجل تشكيل مجموعات متماسكة، أمراً غير صحيح, على سبيل المثال، على الرغم من العداء الواسع لفكرة اندماج البيض مع السود، وجد مسح للجيش الأميركي بعد الحرب العالمية الثانية حول تجربة إستقبال وحدات المشاة بدلاء عن الجنود السود، لم تكن سيئة وأن 96% من الضباط البيض كانوا علي ما يرام تجاههم.

وقد أظهرت دراسات أخرى أن إدماج النساء والمثليين والمتحولين جنسياً في الجيش الأميركي – أو غيرها من الجيوش في جميع أنحاء العالم – لم يؤثر سلباً على التماسك بين صفوفه أيضاً.

والسبب بسيط، حيث أن عدم تجانس أعضاء المجموعة الواحدة ليس له علاقة بمسألة التماسك, وقد اثبتت عشرات التجارب والأبحاث أن الأفراد المختلفين يمكن أن يجتمعوا ويؤدوا مهمة واحدة على نحو فعال كمجموعة واحدة إذا كانوا ملتزمين بتحقيق هدف يتطلب التعاون، وذلك يعني أن مثل تبادل الإعجاب بين الجنود غير لازم لتأدية مهمة واحدة.

الأسطورة الثانية: التماسك يزيد من الفعالية العسكرية..

يوضح الخبير الأمني أن الحجة القائلة بأن التماسك بين الصفوف ضروري لأداء قتالي فعال تستند إلى دراسة بها، ثغرات وعيوب، تعود لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتتحدث الدراسة, التي اجراها اثنين من علماء الاجتماع في جامعة شيكاغو، وهما كل من “إدوارد شيلس” و”موريس غانويتز”، حيث خدما في قسم الاستخبارات بقسم الحرب النفسية في المقر الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، عن مقابلات اجريت مع الجنود الألمان الذين أسروا أثناء الحرب وسألوا عن دوافعهم في المعركة.

كشفت الدراسة عن شيء مفاجيء, وهو أن عدداً قليلاً من الجنود ادعى أنهم إستوحوا إلهامهم من أيديولوجية النازية ووجد “شيلز” و”غانويتز” أن التصميم القوي لدى الجنود الألمان انحدر من الإنتماء لديهم نحو مجموعاتهم، أو بمعنى أخر أن الجنود حاربوا من أجل سلامة أقرانهم وليس دفاعاً عن المعتقدات السياسية الكبرى مثل الإشتراكية الوطنية.

لم تلاقي هذه الدراسة رواجاً بين علماء الفعالية العسكرية، حيث استندت الدراسة لشريحة صغيرة جداً من الجنود النادرين ضمن صفوف الألمان الذين استسلموا على الجبهة الغربية، في حين أن 80% من إصابات الألمان كانت على الجبهة الشرقية حيث المعارك مع السوفيتيين.

علاوة على ذلك، أوضح المؤرخ “عمر بارتوف”، أن الإصابات الألمانية كانت كبيرة جداً لدرجة أن الوحدات القتالية قد أبيدت بسرعة، ولم يكن هناك وقت كافي لتحفيز من تبقوا للقتال.

كما تكشف الدراسات الحالية أن أطروحة التماسك لم يعد لديها ما يدعمها حالياً، فعلى سبيل المثال، تدعي دراسة حديثة أن الجنود الذين يقاتلون من أجل أنظمة استبدادية تلهمهم في المقام الأول بمهمات وطنية مقنعة (مثل القومية والشيوعية والدين)، ثم تكون بعد ذلك قادرة على فرض أيديولوجيتها الموحدة بالإكراه، وهو ما يجعل أنظمة مثل ألمانيا النازية والاتحاد السوفياتي الستاليني تنتج جنوداً يحاربون تحت أصعب الظروف.

ولا يزال آخرون مقتنعون بأن التدريب الجيد على القتال وزرع طبيعة اتخاذ الإجراءات المناسبة تحت النار في عقول الجنود هو ما يهم في المقام الأول وليس الصداقات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب