7 أبريل، 2024 12:44 ص
Search
Close this search box.

رغم تحرير الموصل .. خبراء إيرانيون : العجز مازال سيد الموقف في القضاء على “داعش”

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

في العراق، تحررت الموصل بعد ثمانية أشهر من المواجهات مع القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، من احتلال تنظيم “داعش” الإرهابي الذي دام قرابة الثلاث سنوات. ولعل مشاهد الأيام الثلاث الأخيرة بين القوات العراقية و”داعش” غرب الموصل ومحلة الميدان، واحدة من المشاهد الخالدة والشاهدة على هذه الحرب الدامية.

وتكشف التقارير التي صدرت آنذاك عن مصرع عدد من المدنيين الأبرياء، ولم يعد لدى التنظيم سوى المئات من مجموع 6000 إرهابي، واقتضت مهمتهم مناوشة القوات العراقية وتأخير الانسحاب الكامل بغرض عبور نهر “دجلة” بأقل المخاطر, وهو ما يعتبر أمراً تكتيكياً بالغ الأهمية, بحسب الإيراني “جلیلروشندل” أستاذ العلوم السياسية بجامعة كارولينا الشرقية, على موقع “راديو الغد” الأميركي الناطق بالفارسية، لكن المشكلة الأساسية هنا استخدام “داعش” آلاف المدنيين غرب الموصل, وقد كانوا أسرى نوعاً ما لدى التنظيم كدروع بشرية في مواجهة القوات العراقية.

الجيوب السرية لـ”داعش” في الموصل..

لقد كان هروب الدواعش بطيئاً واستغرق القوات العراقية ثمانية أشهر من الحرب التي اُضطرت إلى “حرب البيوت” ومن ثم التقدم ببطء, بل والتراجع أحياناً. لكن عناصر “داعش” كانت ترتكب مع كل انسحاب الكثير من الجرائم بقتل المدنيين وهدم ما تبقى من البيوت والمنازل, فكانت تكلفة الحرب ضد “داعش” بالنسبة للعراقيين ثقيلة.

وبالتالي قامت قوات التحالف بالتنسيق مع الجيش العراقي بتنفيذ عمليات جوية، بالتزامن مع عمليات القوات العراقية و”الحشد الشعبي”, الشيعي المدعوم من إيران, على الأرض. لكن حين دخل “حيدر العبادي” رئيس الوزراء العراقي مدينة الموصل بتاريخ 9 تموز/يوليو 2017 لم يستطع إعلان تحرير الموصل بشكل حاسم، قبل أن يعود إليها مجدداً ويعلن رسمياً النصر الكامل على ميليشيات الخلافة الإسلامية.

مع هذا لا يمكن القول حتى الآن إنه تم القضاء تماماً على عناصر “داعش” السرية في الموصل. وكانت “آماندا اريكسون” قد نشرت تقريراً بتاريخ 12 تموز/يوليو الجاري في صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية, حول روايات طرد عناصر “داعش” من الموصل، وهي تعتقد أنه رغم إعلان رئيس الوزراء العراقي الانتصار على “داعش” وما تلاه من احتفالات في شوارع بغداد وبعض المدن العراقية، لكن رواية “داعش” عن الأحداث تعكس شيئاً آخر.

فالتنظيم يرفض أساساً الخسارة التدريجية ويصف الأوضاع الفعلية على الأرض بالبطولة, وأنها على غرار مشاهد الأفلام السينمائية التي تحمل دائماً مشهداً نهائياً غير متوقع يقدم نتائج مختلفة تماماً. وتنقل “آماندا” عن خبير شؤون الإرهاب “ريتا كاتس” نصاً يتوعد فيه تنظيم “داعش” بالانتقام, ويقول أن العمليات سوف تستمر ضد القوات العراقية.

وتعتقد “كاتس” أن جنود الخلافة الإسلامية يحاربون لإحدى نتيجتين النصر أو الشهادة. عموماً ماتزال بقايا “داعش” خارج الموصل تستمر في المواجهة والهجوم تحت عنوان “جهاد بدون قيادة”. بعبارة أخرى هم يعتبرون الجهاد واجباً حتى بدون أمر ومشاركة القائد (المقصود أبو بكر البغدادي), بل يعتبرونه واجب التنفيذ في ظل “غيبة” القائد. وبالتالي يفقد هنا الموت معناه وتكون نتائج اللعبة “النصر أو الشهادة”. وهذا الأمر يفاقم مشكلة المواجهات ضد “داعش” وعندما ننظر إلى “الرقة” نجد أن صعوبة الأمر مضاعفة.

هل حان دور الرقة ؟

يضيف “جلیلروشندل”: “فيما انتهت حرب الموصل – على الأقل – من منظور القوات العراقية، تستمر على مسافة ليست بالبعيدة الحرب في الجوار السوري بغرض تحرير مدينة “الرقة” التي سقطت في يد التنظيم الإرهابي عام 2013. ويمكن القول إن الرقة في سوريا لها نفس الدور والأهمية التي كانت للموصل في العراق، وبعبارة أخرى فالرقة عاصمة “الأمر الواقع” بالنسبة لميليشيا الخلافة الإسلامية. وبالنظر إلى هزيمة “داعش” في الموصل, فالمتوقع أن يكون القنال في الرقة أكثر طولاً وضراوة.

وطبقاً للتقارير الإخبارية بشأن قرار الولايات المتحدة إنهاء برامج الـ”سي. آي. إيه” لتدريب وتجهيز فصائل المتمردين المعارضة لنظام “الأسد”، لابد من حدوث تغييرات جذرية مهمة على صعيد العمليات على النحو التالي:

– سوف تتولى روسيا زمام المبادرة, ولكن لا توجد معلومات حتى الآن عن شكل الخطط الروسية لمكافحة “داعش”، وعلى عكس المتوقع قد تقوم روسيا بتجهيز وتسليح بعض فصائل المعارضة السياسية بدلاً من اقتلاعها.

– التركيز على قمع المعارضة قد يؤدي على المدى القصير إلى تقوية “داعش”.

– نتيجة هذه العمليات وقصرها على روسيا وإيران من شأنه تقوية القوات السورية الحكومية وسلطة “الأسد”.

وكانت روسيا وأميركا قد اتفقتا, بتعاون الأردن, على وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا خلال قمة مجموعة العشرين. وبحسب الاتفاق بين القوى الكبرى دعت روسيا حكومة إيران إلى الموافقة على وقف إطلاق النار على الحدود المشتركة مع الأردن. وهذا الأجراء لا علاقة به بالرقة. وكانت إسرائيل قد أعلنت في البداية دعم الاتفاق قبل أن يبرز الموقف الإيراني رفض النظام الإسرائيلي للقرار، فأعلنت بعد أيام مخالفتها القرار لأنه يستدعي تقوية الوجود الإيراني على الحدود المشتركة بين إسرائيل وسوريا. وربما تفضي هذه القضية إلى مزيد من التشنج والتوتر بين إيران وإسرائيل.

ويرى مراقبون عسكريون أن إنهاء الصراع في الموصل والتقدم في المواجهات بغرض تحرير الرقة هو فقط من قبيل الانتصارات التكتيكية التي تعتبر نوعاً ما خطوة مهمة في الحرب على الإرهاب و”داعش”، ولكن مازال الطريق طويلاً على النصر النهائي وربما يستمر تحرير الرقة لأشهر.

وينقل “جلیلروشندل” عن المحلل الاقتصادي الإيراني, المقيم بباريس, “فریدونخاوند” رؤيته عن العقبات التي تعيق عملية القضاء على وجود “داعش” في سوريا والعراق هي:

“عجز نظام “الأسد” عن توفير الأمن على المستوى الداخلي، وتلبية المتطلبات المدنية للشعب السوري والمعارضة بخلاف متطلبات الحياة اليومية، فضلاً عن عجز النظام عن توطيد العلاقات مع دول المنطقة”.

“عجز العراق عن تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق بالشكل الذي يحول دون تنقل عناصر الخلافة الإسلامية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب