10 أبريل، 2024 5:52 ص
Search
Close this search box.

دراسة إسرائيلية تبرز دور روسيا والنفط في العلاقات السعودية الإيرانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

“مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية في ظل المتغيرات الجديدة”، هي القضية التي أهتمت بها أحدث الدراسات التحليلية المنشورة مؤخراً عن “مركز دراسات الأمن القومي” في إسرائيل من إعداد الباحثان “يوئيل جوزنسكي” و”سيما شاين”, محاولة رصد المساعي المبذولة لإزالة التوتر بين الدولتين، والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية الكويتي في الخامس والعشرين من كانون ثان/يناير الماضي لطهران حاملاً رسالة للرئيس “حسن روحاني” تدعو لإجراء حوار إستراتيجي مع إيران, يقوم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية. ولم يكن لتلك الزيارة النادرة أن تتم لولا مباركة المملكة السعودية.

حوار عبر الكويت
بحسب الدراسة, فقد “سبق أيضاً أن أعرب الإيرانيون عن رغبتهم في تخفيف التوتر والحد من التصريحات العدائية المتبادلة, حيث أبدى وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” – في منتدى دافوس الإقتصادي الأخير – أسفه للإعتداء على السفارة السعودية في طهران قبل عام تقريباً، مؤكداً على أهمية الحوار بين البلدين, مبدياً إستعداده لمقابلة مندوبين سعوديين لإنهاء الخلافات. وقبل زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران أكد الرئيس حسن روحاني أن حوار غير مباشر سيجري بين الدولتين بوساطة كويتية لبحث الخلافات”.

يقول الباحثان الإسرائيليان إن محاولات الوساطة السابقة بين الرياض وطهران – من جانب جهات إقليمية ودولية – باءت بالفشل, وانزلقت العلاقات إلى منحدر جديد قبل قرابة عام، بعدما قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في أعقاب الإعتداء على سفارتها في طهران بسبب إعدام الشيخ الشيعي السعودي نمر النمر. لكن الآن بدأت تلوح عدة مؤشرات لإمكانية إجراء حوار بين الدولتين, حتى ولو بشكل غير مباشر، من ابرزها الموافقة على تحديد معدلات تصدير النفط في منظمة أوبك حيث وافقت السعودية أخيراً على تخفيض صادراتها النفطية والسماح لإيران بزيادة صادرتها إلى الكم الذي كان عليه قبل تعرضها للعقوبات, والموافقة أيضاً على تعيين “ميشيل عون” رئيساً للبنان في أعقاب المصالحة بين حزب الله والحريري المدعوم من الرياض. وعلى إثر ذلك قام ميشيل عون بزيارة السعودية لضمان حصول الجيش اللبناني على مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات من الدولارات بعدما أوقفتها الرياض.

جذور الخلاف
ترى الدراسة أن أصل العداء بين السعودية وإيران يعود لإعتبارات دينية وجيوسياسية وعقائدية، وهو ما يلقي بظلاله على الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط. “كما تتصارع الدولتان على بسط نفوذهما في العديد من الجبهات سواء بشكل مباشر أو بالوكالة من خلال الحلفاء والأتباع. ويبدو الصراع المباشر, بإستخدام وسائل متعددة منها “حرب الإنترنت”, التي تشنها إيران ضد مؤسسات رسمية سعودية. أما السعودية فهي تدعم بعض جماعات المعارضة الإيرانية, وركزت مؤخراً على دعم الأقلية العربية في إقليم الأحواز, وإعادة تفجير قضية إحتلال إيران لذلك الإقليم. أضف إلى ذلك أن الأمير “ترك الفيصل”، رغم كونه لا يتقلد منصباً رسمياً فقد دعا العام الماضي على الملأ لإسقاط النظام الإيراني خلال مشاركته في مؤتمر لتنظيم مجاهدي خلق المعارض للنظام في طهران”.

ويثبت الباحثين، أن هناك سلسلة من المتغيرات الإقليمية والدولية هي التي جعلت طهران والرياض تسعيان لإنهاء التوتر بينهما. “فالرياض منزعجة من تنامي قوة إيران والقوات الموالية لها في العراق وسوريا, بالإضافة للمكاسب السياسية التي تحققها طهران في لبنان . وأشد ما يزعج الرياض تلك التسويات المنتظرة في سوريا والتي ستتم هذه المرة برعاية أمريكية – روسية, مما يحافظ على الإنجازات الإيرانية هناك. ورغم الآمال التي يعلقها السعوديون على إدارة ترامب إلا أنهم لا يغفلون إمكانية توصل الرئيس الأميركي الجديد إلى تسوية مع روسيا, تنص على بقاء الأسد في الحكم, وسيكون ذلك بمثابة ضربة أخرى للرياض ومكسب آخر لطهران. لذا فمن مصلحة الرياض أن تكون جزءاً من الحل ولا تكون خارج المعادلة. وهذا السيناريو قد يدفعها للتحاور مع إيران من أجل التوافق حول المستقبل السياسي في سوريا والقضايا الأخرى. كما تدرك السعودية أيضاً تغير المواقف التركية حيال عدة قضايا إقليمية كانت تشاركها الرؤى والمواقف سابقاً، واستعداد أنقرة للإنضمام للمبادرة الروسية, بالتعاون مع إيران, بهدف التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا, ومن أجل ضمان مصلحتها المتعلقة بالملف الكردي. كما تدرك السعودية التقارب المصري – الروسي بشأن الملف السوري, وموافقة القاهرة ضمنياً على بقاء نظلم الأسد”.

أما عن الإيرانيون، فتؤكد الدراسة الإسرائيلية على، “إنهم منزعجون بوجه خاص من التحدي المتمثل في مواقف إدارة ترامب المعادية لطهران، وهي تشبه في عدائها المواقف السعودية التي تعتبر إيران سبب عدم الإستقرار في المنطقة. في ضوء ذلك ترى طهران أن تخفيف حدة العداء المتبادل مع الرياض سيجعل السعودية تحد من زيادة التوتر في العلاقات الثنائية, وتقلل من تحريضها لإدارة ترامب”.

وبحسب الدراسة فإن “إسرائيل ترى أن مصلحتها تتمثل في إقامة شراكة مع دول الخليج, في مواجهة إيران, وأن هناك مكانية للتعاون مع تلك الدول حتى ولو بشكل غير مباشر في إطار تحسن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية السنية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب