26 أبريل، 2024 6:15 م
Search
Close this search box.

“حاتم الجمسي” .. مصري يصنع الشطائر ويحلل سياسات أميركا من قلب نيويورك !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

من يوم لآخر، يطل المصري “حاتم الجمسي” على متابعي الأخبار، من قلب نيويورك، مستعرضاً أراءه حول السياسة الأميركية من خلال قنوات التليفزيون المصري.. ينتهي من البث.. يخلع من أذانه السماعات التي يجري بها اتصالاته عبر تطبيق “سكايب”.. ليخرج من الإستوديو المؤقت الذي صممه خصيصاً من اجل هذا الغرض في محل عمله البعيد كل البعد عن ما يقدمه من تحليلات سياسية للأوضاع في أميركا، وهو “البوديغا” أو متجر البقالة في اللغة الإسبانية بمقره في منطقة “كوينز” بنيويورك.

تحليل سياسي من “مرحاض”..

يمتلك السيد “الجمسي” (48 عاماً)، متجر “لوتس ديلي” في ريدجوود، كوينز، وهو مكان معروف بشطائره الساخنة، واختياراته ذات الحرفية العالية من البيرة، ومالكه الكريم الودود تجاه الزبائن. قلة من زبائنه – ومن المحتمل أن لا أحد من مشاهديه في مصر – يعرفون أن الرجل الذي يطهو لهم ساندويشات البيض هو نفسه الذي يظهر في البرامج التليفزيونية المصرية الشهيرة، متحدثاً بمواضيع تتراوح بين سياسة الهجرة وحتى كوريا الشمالية.

ولا يعرف الكثيرون أن الإستوديو التليفزيوني الخاص به, هو في الواقع مرحاض ملحق بالمتجر، ولكنه قرر هذا الأسبوع أن يظهر شخصيته للجمهور للمرة الأولى من خلال حواره مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

قال “الجمسي” للصحيفة الأميركية: “الخوف من التعرض لقول إنه مجرد  صانع شطائر، كيف يتحدث عن هذه القضايا الكبرى ؟.. ولكن أنا أيضاً رجل مثقف وكوني صانع شطائر ليس ضد القانون”.

بدأ “الجمسي” مهنته في  البث منذ العام الماضي، وبعدها بوقت قصير، كتب مقالاً للرأي لمؤسسة إخبارية مصرية تنبأ فيه بإنتصار “دونالد ترامب” في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، في الوقت الذي كانت فيه “هيلاري كلينتون” تتفوق بما يقرب من 20 نقطة قبل الانتخابات.

لفت هذا المقال انتباه شخص ما في إذاعة الدولة المصرية، “تليفزيون النيل”، الذي كان يتطلع إلى مقابلة مصري أميركي للتحدث معه حول الانتخابات، ومنذ ذلك الحين، إنهال على “الجمسي” طلبات المحررين المصريين في إجراء حوارات معه حول الإنتخابات الأميركية.

عروض إعلامية تنهال عليه..

قال “محمد المحمدي”، وهو منتج بقناة “أون. تي. في” للصحيفة الأميركية عن “الجمسي”: “إنه مصقول للغاية، ويعرف الحياة السياسية وأخبارها فى أميركا, ويمكن أن يتحدث عن مجموعة متنوعة من المواضيع السياسية بداية من منشورات ترامب على تويتر وحتى الأعاصير التي ضربت أميركا.. إنه حقاً يكون مستعداً للبث بشكل جيد”.

إنتقل “الجمسي”، وهو مدرس سابق في اللغة الإنكليزية من محافظة المنوفية في شمال مصر، إلى بروكلين عام 1999, لدراسة تدريس اللغة الإنكليزية كلغة ثانية في جامعة “سانت غونز”. عمل في وظيفة  في سوبر ماركت بمانهاتن.

وفي أحد الأيام تلقى “الجمسي”، إتصالاً من أحد منتجي قناة “أون. تي. في” لمعرفة ما إذا كان مستعداً للقيام بمداخلة عبر أحد البرامج التليفزيونية، في الحال إستعد “الجمسي” بخلع القفازات البلاستيكية وغطاء الرأس ومرويل المطبخ، ليبدلهم بسترة بدلة وسماعة أذن مهرولاً إلى الاستوديو الخلفي, أو المرحاض في الحقيقة.

قام السيد “الجمسي” بتزيين جدران المرحاض بخرائط للولايات المتحدة، أملاً منه في إضفاء مظهر أكاديمي  للإستوديو الخاص به.

يشير “الجمسي” إلى أنه عندما قام صحافيو “نيويورك تايمز” بزيارته لإجراء الحوار علموا منه أن أكثر من محطة تليفزيونية حضرت إلى مقره لعمل حوار معه عن احداث 11 أيلول/سبتمبر, ولكنه كان مراوغاً ولم يفصح عن ملكيته للمتجر، قائلاً: “لقد عرضت عليهم التوقف من اجل تناول بعض الشطائر”، قائلاً: “إني أعرف صاحب المتجر جيداً”.

عبر “المحمدي” أن “الجمسي”, تميز “بجودة ما يقدمه”، ولذلك “لا يهم مظهر الشخص ولا المكان، خاصة أنه إجتهد في إعداد مكان بشكل جيد”.

  • الصور:
  • نقلاً عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب