7 مارس، 2024 4:55 م
Search
Close this search box.

تقدم خدماتها .. إستراتيجية إسرائيل لحماية دول الخليج من التهديد الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

كثيراً ما تفاخر إيران بقدراتها العسكرية وبامتلاكها للتكنولوجيا النووية لتهديد جاراتها في الشرق الأوسط ولاسيما السعودية وباقي دول الخليج العربي. وإلى جانب الخلاف المذهبي بين إيران الشيعية والدول الخليجية السنية, فإن التهديد النووي الإيراني لا يغيب عن المشهد. لذا فإن الدول العربية تبحث عن السبل اللازمة لتوفير الحماية لنفسها ولإحباط كل الأطماع التوسعية لطهران في منطقة الشرق الأوسط.

إيران تتطلع لغزو دول الخليج العربي..

في هذا السياق نشر موقع “نيوز وان” العبري مقالاً للكاتب الإسرائيلي “عامي دور أون”، أكد فيه على أن تطلع إيران الشديد لامتلاك القدرات النووية لا يشكل تهديداً لإسرائيل وحدها بل يشكل أيضاً تهديداً لدول أخرى مثل “الكويت والعراق والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين ودولة الإمارات المتحدة”, أي كل من يمكنه في المستقبل القريب إغلاق الطريق أمام النفط الإيراني الذي يمر عبر الخليج العربي إلى العالم الغربي. ولا تتمثل مخاوف تلك الدول في أن إيران سوف تهاجمها بقنابل نووية فور أن تتمكن من إنتاجها, إذ ليس من المنطقي مجرد تدمير حقول النفط في تلك الدول. لكن أكثر ما يسبب القلق هو أن تحاول إيران من خلال التهديد باستخدام السلاح النووي, غزو تلك الدول الخليجية والسيطرة عليها حتى تصبح قوة عالمية في مجال انتاج وتجارة النفط .

الدول الخليجية تسعى لامتلاك وسيلة لردع إيران..

يضيف “دور أون” أن بعض الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة السعودية تسعى لامتلاك القدرة على مواجهة الخطر النووي الإيراني. وفي إطار تلك الاستراتيجية توصلت السعودية إلى اتفاق مبدئي مع باكستان النووية, يقضي بمد السعودية بالسلاح النووي للدفاع عن نفسها في حال امتلكت إيران قدرات نووية. ومن المعلوم أن الرياض وواشنطن أجريتا اتصالات في السابق لإبرام تحالف دفاعي يقضي بأن تقوم الولايات المتحدة بتوفير الحماية للمملكة السعودية إذا استدعى الأمر ذلك.

إسرائيل قادرة على حماية دول الخليج..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن الفرصة باتت مواتية لأن يقوم الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” خلال زيارته للشرق الأوسط بطرح خيار جديد لإحباط المحاولات العدوانية الإيرانية. وبقدر ما يبدو الأمر غريباً أو حتى غير مقبول, فإن إسرائيل تحديداً بما تملك من “خيار نووي” هي التي يمكنها توفير الحماية المطلوبة لدول الخليج التي تعيش حالة من الخوف بسبب تعاظم القوة الإيرانية.

يشير “دور أون” إلى أنه قد تم الحديث على الملأ عن الخيار النووي الإسرائيلي منذ قرابة عشر سنوات, وبالتحديد في نهاية 2006 عندما كان الدكتور “روبرت غيتس” مرشحاً لمنصب وزير الدفاع الأميركي. فخلال حديثه أمام مجلس الشيوخ فاجأ العالم بتصريح واضح أكد فيه على أن إسرائيل تمتلك السلاح النووي. ولم يقل غيتس أنه كان يعبر عن رأيه الشخصي أو رأي أجهزة المخابرات الأميركية. لكنه تحدث عن الخيار النووي الإسرائيل كحقيقة واقعية.

إيران تنوي الوصول إلى السواحل السورية..

بحسب التطورات الدموية الإسلامية التي يشهدها الشرق الأوسط خلال العقد الأخير, فليس هناك اليوم أهمية للسؤال إن كان حديث غيتس بشأن السلاح النووي الإسرائيلي يمثل حقيقة أو مجرد تخمين. وفي ضوء تفشي الإرهاب الإسلامي والتدخل الإيراني المتزايد في  مجريات الحرب الأهلية الدائرة في سوريا, ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية أن تدرك بأن إيران  بالإضافة لنواياها للهيمنة على كل الدول المنتجة للبترول في الشرق الأوسط, فإنها تنوي أيضاً الوصول عبر سوريا إلى شاطئ البحر المتوسط مما يختصر الطريق لنقل النفط إلى العالم.

الأوضاع الجديدة تخدم المصالح الإسرائيلية..

يرى الكاتب الإسرائيلي أنه من الناحية العملية فإن هذا الواقع الجديد يمكن أن يخدم المصالح الإسرائيلية. كما أن تطابق المصالح بين كل الدول التي تخشى التهديد النووي الإيراني يمكن بالتأكيد أن يؤدي إلى تعاون مشترك مع إسرائيل التي تمتلك الخيار النووي. وفي إطار مثل تلك الصفقة إذا ما اقترحها الرئيس الأميركي ترامب, فإن إسرائيل ستسخر خيارها النووي لخدمة الدول الخليجية التي تخشى التهديد النووي الإيراني, وسيكون الخيار النووي الإسرائيلي وسيلة استراتيجية تضمن الحماية اللازمة ضد مخططات الهيمنة الإيرانية. وفي المقابل فإن إسرائيل سيمكنها أن تصبح دولة شريكة في معسكر جديد للسلام في الشرق الأوسط يضم جميع الدول التي تشعر بالتهديد الإيراني.

وفي الختام يقول دور أون: إن “رغبة ترامب الجامحة لإبرام صفقة تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين سوف تمهد لتلك الفكرة. فإذا اقترحها ترامب ووافقت عليها إسرائيل بالفعل, فسيكون الرئيس ترامب أكثر استحقاقاً من باراك أوباما لنيل جائزة نوبل للسلام, وسيكون التهديد النووي الإيراني في هذه الحالة سبباَ رئيسياَ للسلام وليس للحرب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب