19 أبريل، 2024 3:57 م
Search
Close this search box.

تطاردهم أشباح الرؤوس الطائرة .. أطفال ناجون من جحيم داعش تعذبهم الإضطرابات النفسية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

عانى مئات الأطفال في العراق أياماً مليئة بالآلام والعنف والقتل، ظلوا خلالها تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.

ورغم صغر سنهم إلا أن تجربتهم كانت مليئة بالأحداث البشعة المخيفة، حتى بعد تحررهم من التنظيم لا تزال معاناتهم مستمرة بسبب الكوابيس التي لا تفارقهم حتى في منامهم.

ويحاول هؤلاء الأطفال العودة إلى حياتهم الطبيعية، بينما يضطرون إلى العيش في مخيمات اللاجئين في العراق بعد سنوات من التعذيب والخضوع لتمارين شاقة بهدف تحويلهم إلى مقاتلين لصالح “داعش”.

الأطفال الأيزديين..

كانت عناصر “داعش” قد تمكنت من اختطاف مئات الأطفال الأيزديين بعد فرض سيطرتهم على المدن والقرى الواقعة شمالي العراق عام 2014.

وتم إخضاع الصغار لتمارين مرهقة لتحويلهم إلى “انتحاريين”، محاولين تلقينهم أيديولوجيات مهلكة، بعدما فقد أغلبهم آباءهم خلال المعارك، حيث قُتلوا على أيدي الدواعش، بينما تحولت أمهاتهم إلى سبايا يستخدمهن التنظيم لأغراض جنسية.

ومن بين التدريبات التي تعرض لها الأطفال هو جعلهم يتقاتلون من أجل الحصول على ثمرة طماطم واحدة، بعدما يتم تجويعهم !

وكانت العناصر تقول للأطفال “في الجنة ستأكلون كل ما تريدونه، لكن عليكم دخول الجنة أولاً”.

كوابيس..

قال “أحمد أمين كورو” (17 عاماً) أحد الأطفال المحررين من قبضة داعش، لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية: “حتى الآن أشعر بالخوف الشديد”.

وتابع: “لا أستطيع النوم، لأنني أرى المقاتلين في منامي”.

ويعيش “كورو” داخل مخيم “إيسيان” مع والدته وأخته وأخيه، وهم الوحيدون الناجون من بين العائلة.

وكان كورو يبلغ من العمر 14 عاماً، عندما اقتحم مسلحو داعش قلب مدينة “سنجار” بإقليم كردستان العراق التي يسكن فيها الأيزديون، في صيف 2014، وقتل خلال الاعتداء مئات الآلاف من السكان، وقامت العناصر باختطاف آلاف النساء والفتيات.

الفتيات سبايا والفتيان مقاتلون..

ذكر الطفل “كورو” للوكالة: “قاموا باختيار الفتيات التي تعجبهم وسحبوهن من بين أيدي أمهاتهن، أتذكر أن الفتيات كن يبكين وأمهاتهن أيضاً، وكنت أنا خائفاً للغاية”.

وأردف: “لم يكن والدي معي، وكنت أفكر دائماً فيهما، وأتسائل ترى ماذا حل بهما”.

وتم نقل الأطفال إلى “سجن بادوش”، شديد التحصين، ثاني أكبر سجن في العراق بعد سجن “أبو غريب”، وظلوا هناك لخمسة عشر يوماً.

أقراص منومة في الطعام..

أوضح “كورو” أنه لاحظ أن القصر ينامون بعد تناول الطعام مباشرة، ويعتقد أنهم كانوا يضعون لهم أقراص منومة.

وتوقف الطفل عن التحدث عما جرى له، وقال “حتى هنا أشعر بالخوف”.

بدء التدريبات..

تم إرساله ومعه 200 طفل للتدريب لمدة شهرين في مدينة “تلعفر” شمال غربي العراق، هناك تعلموا استخدام الكلاشينكوف، وتعرفوا على الطلقات، كما شاهدوا فيديوهات عن كيفية استخدام الأحزمة الناسفة وإطلاق الصواريخ وقطع الرؤوس.

وبسؤاله عما سيفعله في المستقبل أجاب “كورو” دون تفكير” “عندما أكبر سأكمل انتقامي من التنظيم، هؤلاء عديمو الإيمان”.

وقال “خضير شيخ شيبا” (10 سنوات): “سأقاتل ضد داعش” في المستقبل.

وتابع: “عندما بدأوا يهاجموننا ويطلقون النار علينا سقطت أمي، ولم أعرف شيئاً عنها بعدها، واعتقد أن أمي من بين المحاصرين في الجانب الغربي بمدينة الموصل، الذي لا يزال في قبضة داعش”.

وكان قد تم اختطاف “شيبا” بينما كان يبلغ 7 سنوات، عندما هاجم التنظيم المدينة وحاولت أسرته الهرب، وأصيب الطفل بجروح إثر تعرضه لأعيرة نارية في البطن واليد، ونُقل إلى إسعاف الموصل، حيث أجرى له أطباء “داعش” عملية.

من لا يبكي هو الأكثر شجاعة..

لوحظ تأثر الطفل عند تذكره الجوع غير المحتمل الذي كان يشعر به حينما كان تحت سيطرة “داعش”.

وتم نقل الطفل إلى مدينة “الرقة” بشمالي سوريا، التي أعلنها التنظيم مركزا لخلافته في الأراضي السورية، حيث كانوا يضربون الأطفال ويمتدحون من لا يبكي، ويتنبأون له بأن يصبح انتحارياً يوماً ما.

ويسكن “شيبا” مع جده والعائلة في مخيم “كبرتو” القريب من مدينة “دهوك” بإقليم كردستان العراق، على بُعد 150 كلم من مسقط رأسه.

الأطفال أقل خوفاً من البالغين..

يتبع “داعش” أسلوب تدريب الأطفال على الانتحار لأنهم أقل خوفاً من البالغين، كما أنهم يصدقون ما يقال لهم.

وينتقون غالباً أطفال ينتمون إلى فئات أقلية مثل الأيزديين والأكراد، أو أولائك الذين يعانون من إعاقات عقلية، وفقاً لتقرير لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

وخلال 2015 فقط، سجلت 19 محاولة انتحار نفذها أطفال، تبعاً لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد أحد المراكز البحثية الأميركية بأن الأطفال الناجون من التجارب المرعبة على يد “داعش” غالباً ما يكون سلوكهم عنيفاً، وتضطر عائلاتهم إلى تخبأة السكاكين الموجودة بالمنزل، خوفاً من أن يحاول الأطفال تنفيذ ما تعلموه على يد الإرهابيين.

وتشير الأبحاث إلى أن هؤلاء الأطفال في حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل نفسي وسلوكي كي يصبحون أطفالاً عاديين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب