19 أبريل، 2024 11:25 م
Search
Close this search box.

ترصده إسرائيل عن كثب .. إشتعال الصراع بين الحرس الثوري والرئيس روحاني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبد العزيز :

تشهد إيران في الفترة الأخيرة حالة من التوتر بين الرئيس “حسن روحاني” و”الحرس الثوري”, ويُرجع المحللون أسباب ذلك إلى هيمنة “الحرس الثوري” على النشاط  الأمني والعسكري وتغوله على اقتصاد البلاد. ولقد نشر معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل تقريراً عن أسباب هذا التوتر وتداعياته.

صراع السلطة بين الرئاسة والحرس الثوري..

جاء في التقرير أن التوتر الذي نشب بين الرئيس الإيراني “حسن روحاني” وبين “الحرس الثوري”, أثناء الانتخابات الرئاسية التي جرت في أيار/مايو الماضي, قد تصاعدت حدته في الأسابيع الأخيرة حتى أنه قد تفاقم إلى صراع مكشوف ومحموم أكثر من أي وقت مضي. ويدور رحى هذا الصراع حول حدثين رئيسيين, أولهما الهجمات الصاروخية ضد أهداف لتنظيم “داعش” في سوريا التي أُطلق عليها عملية “ليلة القدر”، أما الحدث الثاني فيتعلق بانتقاد “روحاني” للحرس الثوري على سيطرته على جانب كبير من اقتصاد البلاد.

جدير بالذكر أنه في الـ 18 من حزيران/يونيو الماضي, أطلقت إيران صواريخ “أرض – أرض” متوسطة المدى ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة في منطقة “دير الزور” شرقي سوريا، وفور الانتهاء من الهجوم أصدر “الحرس الثوري” بياناً قال فيه إن قواته هي من نفذت الضربة رداً على الهجمات الإرهابية المتزامنة التي نفذها تنظيم “داعش” في العاصمة طهران يوم الـ 7 من الشهر نفسه. وبعد هذا الإعلان أثنى الرئيس “روحاني” على تلك الضربة واصفاً إياها بأنها “صائبة تماماً وضرورية”، لكنه شدد على أن الهجوم لم يكن بقرار من شخص منفرد، أو من جهة عسكرية معينة، وإنما المجلس الأعلى للأمن القومي هو من اتخذ القرار بعد انعقاده فور وقوع العمليات الإرهابية في طهران.

وبحسب التقرير فإن “روحاني” أراد من هذا التصريح أن يقول إن الحرس الثوري لا يعمل بشكل مستقل، وإنما هو خاضع للمجلس الأعلى للأمن القومي بقيادة رئيس الجمهورية. ولكن تصريح “روحاني” لم يضع حداً لحرب التصريحات بينه وبين الحرس الثوري الذي سارع إلى إصدار بيان آخر قال فيه إن تنفيذ العملية كان بتعليماتٍ من المرشد الأعلى السيد “علي خامنئي”، ولم يكتف الحرس الثوري بذلك بل صرح أن “فيلق القدس”, التابع للحرس الثوري, هو من جمع المعلومات الاستخباراتية التي استندت إليها العملية، وهذا يتعارض مع تصريح وزير الاستخبارات الذي أعلن أن وزارته هي من زودت الحرس الثوري بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة.

المرشد الأعلى هو القائد الفعلي..

في أعقاب معركة التصريحات بين الرئيس “روحاني” والحرس الثوري، شنت صحيفة “كيهان”, التابعة للمرشد الأعلى, هجوماً حاداً على “روحاني”, حيث قالت في افتتاحيتها: “إن عملية (ليلة القدر) تمت تحت قيادة مباشرة من المرشد الأعلى وبفضل المعلومات الاستخباراتية التي وفرها الحرس الثوري، وإن من يبث روح الخوف في نفوس الشعب من خطر الحرب، واستيقظ في اليوم التالي على أصوات الصواريخ، حري به ألا يدعي أنه من أصدر أمراً بتنفيذ العملية”. وعلى ضوء تفاقم الأزمة اضطر كبار مسؤولي أجهزة الأمن الإيرانية إلى التدخل من أجل تلطيف الأجواء، حيث قال الجنرال “علي شمخاني” الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني, إن جميع القرارات الصادرة عن المجلس لا تُتخذ إلا بموافقة المرشد الأعلى للثورة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

الحرس الثوري يهيمن على الاقتصاد الإيراني..

يضيف التقرير أنه لم يكد يمر على هذا الصراع بضعة أيام حتى اندلع صراع آخر أكثر حدة، وكان في هذه المرة حول تدخل الحرس الثوري في اقتصاد البلاد، ففي لقاء مع رجال الأعمال عُقد في الـ 22 من حزيران/يونيو الماضي, أعلن “روحاني” أن حكومته ملتزمة بتنفيذ خطة الخصخصة، لكنه قال: “إن الحكومة لا تستطيع أن تنفذ خصخصة حقيقية وفق الخطة التي أعلنها المرشد الأعلى في عام 2006, لأن بعض المرافق الاقتصادية التي كانت بيد حكومة غير مسلحة قد انتقلت إلى حكومة موازية تحمل البندقية”، وبذلك عبر “روحاني” عن اعتراضه على سيطرة “الحرس الثوري” وتغوله على قطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني, لا سيما عبر شركة “خاتم الأنبياء” لمقاولات البناء.

كما يرى “روحاني” أن تدخل الحرس الثوري في بعض قطاعات الاقتصاد يعتبر عاملاً مثبطاً لتقدم الاقتصاد برمته، لا سيما بعد رفع العقوبات التي تلت الاتفاق النووي وأدت إلى خلق فرص جديدة للاستثمار الأجنبي في البلاد.

لكن تصريحات الرئيس “روحاني” بهذا الشأن لم تمر بسهولة، وإنما أثارت غضب الحرس الثوري، فخرج قائد الحرس الثوري الجنرال “محمد علي جعفري” عن صمته قائلاً إنه ليس من اللائق أن تقوم الحكومة الآن بمهاجمة “الحرس الثوري” على تدخله في المجال الاقتصادي، بينما كانت تسند إلى الحرس مهمة إدارة وتنفيذ مشاريع البناء والتطوير أثناء فترة العقوبات، بل وكانت تفخر بالمشاريع التي ينفذها الحرس.

كما شدد “جعفري” على أن مشاركة الحرس الثوري في الاقتصاد تعتبر جزءاً من دوره المنوط به في حماية الثورة ومنجزاتها. بالإضافة إلى ذلك انضم الجنرال “قاسم سليماني”, قائد “فيلق القدس”, إلى زمرة الرافضين لهجوم الرئيس “روحاني” على الحرس الثوري, حيث قال, في كلمة ألقاها في مؤتمر لقادة عسكريين بمدينة كرمان في الـ 4 من تموز/يوليو الجاري, إنه لا يحق لأحد أن يُضعف دور الحرس الثوري أو أن يهاجمه, لأنه هو من يحمي الدولة ومواطنيها، ولولا الحرس الثوري لما ظلت الدولة الإيرانية موجودة حتى الآن.

“روحاني” يستغل الدعم الشعبي..

ويشير تقرير المعهد الإسرائيلي إلى أن هذا التوتر بين الرئيس الإيراني والحرس الثوري, يأتي بعد الفوز الساحق الذي حققه الرئيس في الانتخابات الرئاسية والإنجازات الكبيرة التي تحققت للمعسكر الإصلاحي في انتخابات المجالس المحلية.

ويبدو أن الرئيس، يحاول الآن استغلال الدعم الجماهيري لتحقيق أهدافه، بما فيها الحد من تدخل الحرس الثوري في السياسة والاقتصاد. ومع ذلك، فإن نجاح الرئيس في تحجيم دور الحرس الثوري، مرهون  بدعم المرشد الأعلى، الذي زاد من حدة انتقاده للرئيس بعد الانتخابات. وعموماً فإن تلك المواجهة ستكون لها تداعيات بالغة لا سيما أنها تأتي قبيل الصراع المتوقع, ربما في السنوات القليلة المقبلة حول من سيخلف المرشد الأعلى.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب