29 مارس، 2024 8:48 ص
Search
Close this search box.

تحديات الموصل بعد داعش ترصدها “أوبزرفر” .. التصالح بين السنة والشيعة وإعادة الإعمار

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – لميس السيد :

سلطت صحيفة “أوبزرفر” البريطانية الضوء على حال سكان الموصل بعد فرار عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي أمام مطاردة قوات الأمن العراقي, التي نجحت بعد ثماني أشهر في إسترداد المدينة كاملة رغم الدمار الذي لحق بها وإنتزاع ما أسماه “داعش” بمقر خلافته المزعوم في العراق.

بعد فرار الداعشيين من “الموصل” إلى معقلهم الأخير في “الرقة” بسوريا، أصبح “حي الزنجيلي” بالمدينة يشبه منطقة مسكونة بالأشباح، حيث توقفت الحياة تتغذى فيها القطط والكلاب الضالة على الجثث المتعفنة للقتلى في الطرقات التي تكسوها شمساً حارقة، لا يخترق الصمت بين الحين والأخر إلا أصوات المروحيات العراقية أثناء ما تقصف مراكز “داعش” للتأكيد على التطهير التام.

“الزنجيلي”.. إمتحان الحكومة في إعادة الإعمار..

يعتبر التدمير الكامل لحي “الزانجيلي” هو دليل على المهمة الهائلة التي تنتظر رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” في إعادة إعمار هذه المدينة, في الوقت الذي أدى فيه انخفاض أسعار النفط إلى استنفاد خزانات أموال الحكومة تماماً. وقدرت الأمم المتحدة أن إصلاح البنية التحتية الأساسية في المدينة سيكلف أكثر من 1.3 مليار دولار.

يقول “محمد فتحي صالح”، 26 عاماً، وهو صاحب مقهى: “أنا لست متأكداً من أن زبائني الذين كانوا يحتسون الشاي الحلو هنا في المقهى، لا يزالون على قيد الحياة.. مات كثيرون هنا.. كان هناك طفل رضيع توفى بسبب الجوع الشديد لأنه لم يكن هناك طعام”.

يؤكد “صالح” للصحيفة البريطانية على أن المدينة التي كانت مكتظة بالسكان، أصبحت خالية منهم، “لقد دفنا 151 شخصاً في الحوش الأمامي لأحد مدارس المنطقة.. كنا نجلبهم من الشارع واحد تلو الأخر”، وبسؤاله عن من كان المسؤول عن مقتل هؤلاء المدنيين، كان رد “صالح”: “الطائرات كانت تقصف داعش من أعلى وكان يرد التنظيم بضرب المدنيين”.

وقد اعترف التحالف الدولي, الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”, بأن ضرباته الجوية في العراق وسوريا قد قتلت أكثر من 480 مدنياً، ولكن “إير وارس”، وهي منظمة غير هادفة للربح, تعقبت الضحايا المدنيين، وأكدت أن ما لا يقل عن 4500 شخص قد قتلوا نتيجة للغارات الجوية التي شنها التحالف، وهو ما يقرب من عشرة اضعاف العدد الذي زعمه التحالف.

وفي غرب الموصل، لم تبدأ الحكومة بعد عملية التعمير, ومع ذلك، فإن على الطريق السريع من بغداد إلى الموصل، يتم تشغيل مدحلة وحفارة حيث يحاول المهندسون إعادة بناء جسر, ولم يبق أي طريق لم يطاله الدمار في الموصل. فالحفارة الضخمة تجعل من الصعب على المركبات غير العسكرية أن تتحرك بسهولة في الشوارع. وقد دمرت أعداد كبيرة من المركبات في القتال، ولجأ بعض الناس إلى استخدام البغال والعربات التي يحركها حصان لنقل البضائع أو التحرك.

وقدرت “المنظمة الدولية للهجرة”, التابعة للأمم المتحدة, أن عدد الذين تم تهجيرهم من شرق وغرب الموصل يصل إلى مليون شخص, وأن هناك أكثر من 800 ألف شخص يعيشون في مخيمات، ورغم من فقر الخدمات وارتفاع درجات الحرارة في تلك المخيمات فإن بعض الناس يفضلون البقاء بها على العودة إلى الموصل.

مجندي الشيعة.. مصدر قلق أمام عودة العراقيين إلى الموصل..

تلفت الصحيفة البريطانية إلى أن الحفاظ على الأمن وإعادة بناء المدينة أمر حيوي لإغراء الناس على العودة للموصل، لكن سلوك قوات الأمن العراقية – بما فيهم الجنود الشيعة – تجاه سكان السنة سيكون واحداً من الطرق التي سيتم بها قياس جهود بغداد في إعادة تأهيل الموصل، حيث أن أحد أسباب ظهور “داعش” في العراق عام 2014 هو الإستقطاب الطائفي بين الشيعة والسنة المستمر منذ عام 2003.

يقول “بلكيس ويل”، الباحث البارز في منظمة “هيومن رايتس ووتش” في العراق: “منذ عام 2003، نفذت القوات العراقية انتهاكات ضد السكان المدنيين مع الإفلات التام من العقاب، واستهدفت في الأساس العرب السنة حيث قاموا بحملات للاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب وتنفيذ الإعدامات دون اللجوء للمحاكمات القضائية. وكانت هذه كلها عوامل دفع رئيسة للشباب من العرب السنة للانضمام إلى داعش”.

وقد تدهورت سمعة قوات الأمن العراقية بشكل بارز, الأسبوع الماضي, عندما نشرت بضعة مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي تظهر وحشية القوات العراقية، “حيث ظهر واحد منهم وهو يطعن رجل في الرقبة والوجه, وكان الرجل يصرخ من الألم ويتوسل للبقاء حياً، لكن الجندي العراقي كان ينفذ الطعنات وهو يقول “هذا من أجل الشهداء”.

وعن الصراع الذي لا ينتهي بين الشيعة والسنة في العراق، تسائل الضابط العراقي “محمد”, من منطقة نور شرق الموصل، هل الحكومة العراقية تعلمت من خطأها، قائلاً: “نحن نشاهد الآن أعلام الشيعة في كل مكان وهو أمر يعتبره السنة إهانة لهم.. “دولة علي” تتمدد وتنتشر كما كان يقول الداعشيين”.

أوضحت الصحيفة البريطانية أن ذلك كان من دواعي تشاؤم الضابط “محمد”، حيث لا تزال الموصل تواجه “عملاق التحدي المضاعف: التصالح وإعادة إعمار”، حيث أنه يتمنى أن تعود “الموصل لحياة طبيعية مجدداً خلال عشرين عاماً قادمة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب