23 أبريل، 2024 5:53 م
Search
Close this search box.

بين مصر وحماس .. هل تطفئ زيارة “هنية” ووفده البراكين المشتعلة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة هي الأولى له منذ انتخابه رئيساً للمكتب السياسي لحركة “حماس” خلفاً لـ”خالد مشعل”، وصل “إسماعيل هنية” إلى القاهرة، السبت 9 أيلول/سبتمبر 2017، على رأس وفد رفيع المستوى من الحركة، ويضم رئيس الحركة في غزة “يحيى السنوار” ونائبه “خليل الحية” وعضو المكتب السياسي للحركة “روحي مشتهى”، ومن الخارج القياديان “موسى أبو مرزوق” و”صالح العاروري”، للقاء مسؤولين مصريين، لإزالة بعض الاحتقانات التي تولدت نتيجة استمرار مناورات الحركة أمنياً، ومحاولة تمتين خيوط تواصلها السياسي مع جهات لا ترتاح لها القاهرة.

زيارة وفد “حماس” للقاهرة حالياً، تمثل اختباراً جدياً لعلاقات الحركة مع مصر، ومحاولة لإضفاء مشروعية متقدمة على التفاهمات التي جرت برعاية القاهرة بين “حماس” و”محمد دحلان” قائد التيار الإصلاحي الفتحاوي.

ومن المنتظر أن يعقد وفد الحركة لقاءات مع “دحلان” ومساعديه في القاهرة، لاستكمال التفاهمات السابقة، وتهيئة الأجواء لتنفيذها عملياً.

ووصل “موسى أبو مرزوق”، عضو المكتب السياسي للحركة، إلى القاهرة مساء السبت 9 أيلول/سبتمبر 2017 على رأس وفد ضم 6 أعضاء من قادة الحركة بالخارج جاؤوا من تركيا، بعيد وصول الوفد الأول بقيادة “هنية” من غزة عبر “معبر رفح” صباح اليوم ذاته.

وأعلنت “حماس” في بيان لها أن وفدها، الذي يضم قادة الداخل والخارج، سيبحث العديد من القضايا المهمة وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات رفع الحصار عن قطاع غزة، وغيرها.

أسباب أخرى..

مصدر أمني قال إن ثمة أسباباً أخرى دفعت قادة الحركة من الصفوف الأولى والثانية لزيارة القاهرة في هذا التوقيت، موضحاً أن حماس “تريد امتصاص غضب القاهرة ومحاولة ترضيتها، عقب قيام الحركة بتوثيق علاقاتها مع إيران، والسماح لتركيا بالدخول على خط المصالحة”، ما يضفي “ضجيجاً وشوشرة على الدور المصري”.

استغلال الموقف..

أضاف المصدر أن الحركة “تريد استغلال الموقف لزيادة الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، بعد زيارته المفاجئة لتركيا الشهر الماضي، والترويج لأنها لا تتوافق مع هذه الخطوة”.

وتسعى “حماس” لضمان وصول المساعدات التي تأتي إلى غزة من مصر والإمارات، وهي على قناعة بأن ذلك لن يحدث سوى بتجنب مضايقة القاهرة.

بحث التفاهمات مع “دحلان”..

في هذا الاطار قالت وسائل الإعلام أن وفد حركة “حماس” يبحث في القاهرة تأمين الحدود بين مصر وقطاع غزة, والتفاهمات الأخيرة بين الحركة والنائب في المجلس التشريعي “محمد دحلان” مع المسؤولين المصريين وقيادات مقربة من “دحلان”.

وأكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى على أن وفد “حماس”, المتمثل برئيس المكتب السياسي للحركة “إسماعيل هنية” ورئيس الحركة في قطاع غزة “يحيى السنوار”, قد عقد في القاهرة لقاء مع “سمير المشهراوي”, الذي يعتبر الذراع اليمنى لـ”محمد دحلان”، وذلك بهدف بحث التفاهمات المذكورة والخطوات الواجب اتخاذها بغية رفع الحصار “الإسرائيلي” عن القطاع.

استراتيجية مستقبلية..

ذكرت المصادر أيضاً أن “هنية” سيعرض على المسؤولين المصريين استراتيجيته المستقبلية، بالإضافة إلى رؤية حركته لطبيعة الأوضاع الداخلية التي تعصف بالحركة الوطنية الفلسطينية، مضيفة أن العلاقة بين القاهرة و”حماس” تتطور من أجل تحسين الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء والوضع الاقتصادي في غزة.

حادث سيناء..

أوضحت المصادر أن قيادة “حماس” ستطلع الطرف المصري على نتائج التحقيقات الأخيرة في محاولة مجموعة من المتطرفين التسلل إلى سيناء، مشددة على أن “حماس” ستوضح طبيعة التحركات التي تقوم بها على طول الشريط الحدودي مع مصر، لا سيما عقب بناء السياج الأمني لمنع التسلل إلى الأراضي المصرية.

تجدر الإشارة إلى أن الحادث, الذي يدور الحديث عنه, وقع في منتصف آب/أغسطس الماضي، حين تمكنت الأجهزة الأمنية التابعة لـ”حماس” من إحباط محاولة للتسلل، ما دفع أحد العناصر المتطرفة إلى تفجير نفسه في صفوف أفراد أمن الحركة.

إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن “حماس” ترفض قطعياً الحديث عن أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، طالما لم تفِ تل أبيب بجميع تعهداتها بموجب صفقة “شاليط” الأخيرة.

وعقد وفد “حماس”، اجتماعاً برئاسة “هنية”، قبل بدء الاجتماعات مع القيادة المصرية، وهي المرة الأولى التي تتيح الاجتماع لقيادات غزة والخارج, وبهذا العدد وفي مكان واحد، منذ انتخاب المكتب السياسي الجديد.

زيارة مختلفة..

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح “عزام الأحمد”، إن زيارة وفد من حركة “حماس” للقاهرة هذه المرة مختلفة, وربما ستخرج عن بحث القضية الأمنية في سيناء، مؤكداً على أن المباحثات في هذه الزيارة ستنطلق إلى قضايا سياسية وفي مقدمتها الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

وأضاف: “لنتذكر أن مصر هي الراعية لملف المصالحة, وهي متمسكة بذلك”.

تنسيق أمني..

شدد “الأحمد” على أن السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس “محمود عباس”، على تواصل دائم مع الجانب المصري ومطلعة على كل التفاصيل وأدقها، لافتاً إلى أنه “سبق وأن أطلعنا الجانب المصري على تفاصيل الزيارات السابقة لوفد قيادة (حماس) في غزة, وكان الجانب الأمني مسيطر على هذه المباحثات”. وأشار إلى أن مصر تتحسس تفاصيل التفاصيل في الاحتياجات الفلسطينية ومتطلبات إنهاء الانقسام، وهي التي أشرفت على بلورة وثيقة المصالحة الوحيدة التي وقعت من جانب فتح عام 2009, ووقعت عليها “حماس” عام 2011.

لن يفتح “معبر رفح” إلا بوجود السلطة التشريعية..

نوه “الأحمد” خلال حديثه إلى أن الجانب المصري لن يفتح “معبر رفح” بشكل طبيعي إلا بوجود السلطة الشرعية برئاسة الرئيس “أبو مازن”, وهذا ثابت حتى هذه اللحظة.

وأضاف: “أراهن للمستقبل ما دام لم ينتهي الانقسام ولا يوجد سلطة شرعية ممثلة بإدارة المعابر وتابعة للشرعية مع وجود حرس الرئيس لا فتح طبيعي للمعبر”، مختتماً “الأحمد” حديثه قائلاَ: “أنا واثق أن مصر ستناقش ملف المصالحة, ونحن بانتظار إبلاغنا من أشقائنا المصريين ونأمل أن ينجحوا بذلك”.

التأكيد على إلتزام الحركة..

المتخصص في الشأن الفلسطيني “محمد جمعة”, يرى أن وجود وفد “حماس” في القاهرة، يأتي في إطار تأكيد الحركة إلتزامها بتفاهمات القاهرة مع القيادي “محمد دحلان”، وأنها تعطي أفضلية لدور مصر على صعيد المصالحة عن أي دور إقليمي آخر، في إشارة إلى تركيا أو قطر أو حتى إيران، قائلاً: إن “حماس تسعى جاهدة إلى أن تظهر مدى حرصها على أنها معنية بالتعاون الأمني ونفي أي توقعات بخصوص تراخيها، وتدرك جيداً مدى أهمية هذه القضية بالنسبة لمصر”.

غير كاف..

محللين آخرين قالوا إن ذلك غير كاف بالنسبة للقاهرة، وعلى الحركة أن تثبت بأدلة إضافية أنها مستعدة فعلياً للمشاركة في الحفاظ على الأمن القومي المصري، خاصة ما يتعلق بمنع خروج ودخول عناصر السلفية الجهادية من غزة إلى سيناء والعكس، عبر الأنفاق، وضرورة وقف تقديم الدعم اللوجسيتي لهؤلاء داخل القطاع.

واستبعد مراقبون أن تكون “حماس” مستعدة لإرضاء القاهرة تماماً، لأن قيادة الحركة حريصة على التمسك بعلاقاتها مع دوائر إقليمية لها أجندات غامضة، ولا تريد الاستجابة لكل المطالب، كي لا تخسر جميع كروت المناورة، وهذا ما تدركه القاهرة، وهو ما دفعها إلى التعامل بحذر وتريث شديدين مع الحركة.

توقيت الزيارة له دلالات..

الباحث السياسي الفلسطيني، “شرحبيل الغريب”، قال إن زيارة وفد من حركة “حماس” للقاهرة جاءت في توقيت هام، خاصة أن الوفد رفيع المستوى من قيادة الحركة، ورأى أن توقيت الزيارة له دلالات على صعيد القضية الفلسطينية، وتؤكد على قوة “حماس” كحركة مقاومة فلسطينية وتماسكها وأنها مؤثرة في المنطقة.

مضيفاً “الغريب” أن الزيارة تحمل في طياتها الكثير من الملفات، أولها التأكيد على دور مصر المحوري كدولة عربية كبرى لها ثقل في المنطقة وفي رعاية القضية الفلسطينية، الثانية أن الوفد يحمل جملة من الملفات منها التأكيد على ضرورة مواصلة الدور المصري في المنطقة كراعية للقضية الفلسطينية.

خطوات أمنية..

أوضح “الغريب” أن الموقع الجغرافي لقطاع غزة محازي لمنطقة ساخنة على الجانب المصري بسيناء، معرباً عن اعتقاده أن “حماس” أقدمت على خطوات أمنية على الحدود لضبطها وحمايتها, وأكدت على أن الأمن القومي المصري هو أولوية ولن تسمح باختراقه، مشيراً إلى أن الشارع الفلسطيني ينظر إلى تلك الخطوات من جانب الحركة بأنها جيدة, ولكن ليست على المستوى المطلوب في ظل الحصار الخانق الذي يعانيه القطاع.

تشكيك في نوايا الجانب المصري..

فيما يشكك الكاتب والمحلل السياسي “مصطفى الصواف”, في مصداقية الجانب المصري ونواياه تجاه قطاع غزة، محذراً في الوقت ذاته من رفع سقف توقعات المواطنين بغزة من نتائج هذه التفاهمات، قائلاً: أن “هناك حذر شديد في سقف التوقعات من هذه التفاهمات، فلن يكون عالياً على الأقل في المرحلة الراهنة، ولننتظر ما نلمسه على أرض الواقع”.

جدية الحركة..

يرى أن زيارة وفد “حماس” يأتي في اتجاه استكمال سلسة الزيارات بين “حماس” والجانب المصري، مبيناً أن الوفد الأخير المكون من أعلى مستوى للقيادة السياسية لحركة “حماس” دليل على أن الحركة جادة في تحسين العلاقات مع المصريين، وتحمل نوايا طيبة، وتأكيد من الحركة على أن دور مصر مازال محورياً ومركزياً في القضية الفلسطينية.

ويوضح “الصواف” أنه من الصعب التحدث عن أجندة في هذا اللقاء الذي سيطرح الكثير من القضايا القديمة أو الجديدة، مبيناً أن مستوى الوفد يعطي “حماس” انفتاحاً كبيراً في مناقشة المصريين والوصول إلى ما يمكن أن يخفف الحصار ويخدم القضية.

على مصر عدم خذل الفلسطينيين..

يتفق الكاتب والمحلل السياسي “إبراهيم المدهون”، مع سابقه, في أن حركة “حماس” مازالت جدية لتطوير العلاقة مع القاهرة بشكل كبير، وحريصة على تطوير التفاهمات مع القاهرة، ووفد الحركة رفيع المستوى أكبر دليل على ذلك.

ويرى أن زيارة وفد “حماس” للقاهرة مهمة في عدة اتجاهات، أولها حجم الوفد الحمساوي الذي خرج من الداخل والخارج، وثانيها، الاختيار الأول كان للقاهرة التي تلعب دوراً رئيساً في المشهد الفلسطيني.

ويوضح “المدهون” أن المطلوب من مصر حالياً، هو ألا تخذل الشعب الفلسطيني مرة أخرى، وأن يكون هناك استجابة سريعة خصوصاً في ملف “معبر رفح”، وإشعار المواطن الفلسطيني أن هناك جدية مصرية للتخفيف من أزمات غزة.

وأشار إلى أن أهم الملفات التي سيناقشها الوفد مع القاهرة هي التفاهمات المصرية الحمساوية، وتطوير العلاقة مع مصر، ودورها في الساحة الفلسطينية والمصالحة وعلاقة “حماس” بالرئيس “محمود عباس” وإنهاء الانقسام.

مستبعداً “المدهون” أن يتم تباحث صفقة تبادل أسرى في القاهرة، مبيناً أن للصفقة آلياتها وطرقها، وحتى اللحظة لم يقدم الاحتلال بين يديها شيئاً.

حماس تراجعت للوراء..

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، “ناجي شراب”، على أن زيارة وفد رفيع من حركة “حماس” إلى القاهرة، قد يسرع في تنفيذ التفاهمات بين الطرفين، والتي من شأنها التخفيف من أزمات قطاع غزة.

وقال “شراب”: إن “حركة حماس بعد إطلاق وثيقتها السياسية تراجعت خطوة للوراء، وتسعى في الوقت الراهن لبناء جسور الثقة مع القيادتين المصرية والعربية، بما يساعدها في تخفيف الأزمات عن قطاع غزة، وتخفيف وتيرة أزماتها الداخلية بسبب الحصار”.

تحول في العلاقة..

أوضح “شراب”، أن “زيارة الوفد تمثل تحولاً في العلاقة المصرية مع حركة (حماس)، وربما تسهم في تسريع تنفيذ التفاهمات المتفق عليها في السابق، إلى جانب تعزيز الدور المصري في ملف المصالحة الفلسطينية”.

مشدداً على أن “حماس” أبدت خلال الفترة الماضية تعاوناً كبيراً مع السلطات المصرية خاصة من الناحية الأمنية، الأمر الذي سيدفع مصر وعدد من الدور العربية لفتح خطوط التعاون معها.

ولفت إلى أنه من الضروري أن تواصل “حماس” تحسين علاقتها بالعمق العربي، بما يخدم القضية الفلسطينية، وأن تستغل العلاقة الجيدة مع مصر في إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام.

وبيَن أن ثقل الشخصيات الحمساوية التي تزور القاهرة، تؤكد على أهمية الزيارة وحساسية الملفات التي سيجري بحثها مع القيادة المصرية، مشيراً إلى أن نتائج تلك الزيارة ستظهر انعاكساتها على الازمات التي يعاني منها قطاع غزة.

وقال: “ربما تكون حركة حماس جزءاً من مكافحة الإرهاب في المنطقة، خاصة مع إجراءاتها التي نفذت مؤخراً على الحدود”، مؤكداً أهمية الدور المصري في القضية الفلسطينية وفي التخفيف من أزمات غزة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب