29 مارس، 2024 5:30 م
Search
Close this search box.

“بيتروليوم إيكونوميست” : استقلال الأكراد يفجر أزمة “حقل كركوك” في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لا شك أن محاولة الأكراد العراقيين للاستقلال، بموجب الاستفتاء القادم، سيجبر النخب السياسية على مواجهة قضية حقول النفط المتنازع عليها, وعلى رأسها “حقل كركوك” النفطي، الذي يمثل أزمة كبيرة للخطاب السياسي العراقي، حيث يقول مسؤول متقاعد في القطاع النفطي أنه أمر “لا أحد  يناقشه”, لان لا أحد يستطيع أن يرى حلاً سهلاً له.

رأت مجلة “بيتروليوم إيكونوميست”, أن الوضع الراهن غير مستقر لفتح قضية نفط كركوك في ظل ما يقبل عليه الاكراد الآن، حيث سبق واستولت قوات “البيشمركة”, التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق, على كركوك في منتصف عام 2014 لحمايتها من تقدم مقاتلي تنظيم “داعش”، وهو ما مكنهم من السيطرة على حقل النفط هناك.

وكان الحقل يدار مسبقاً من قبل شركة نفط تابعة للدولة وتشكل أصولاً رئيسة. وهو يوفر اليوم نحو 380 ألف برميل يومياً من الإنتاج لحكومة إقليم كردستان، أي أكثر من نصف إنتاجها الإجمالي 580, وهو ما يعادل ألف برميل يومياً.

لا تزال شركة نفط الشمال تدير “قبة بابا” في حقل كركوك، جنباً إلى جنب مع حقول “جمبور” و”خباز”، ويبلغ متوسط إنتاجها حوالي 150 ألف برميل يومياً. وفي إشارة واضحة إلى أن حكومة بغداد تعتزم الحفاظ على كركوك، قال العراق إنه يجري محادثات مع طهران حول بناء خط انابيب تصدير 250 ألف برميل يومياً من المدينة إلى إيران. وقد اختار الجانبان شركة للقيام بدراسة جدوى.

المعارضة الكردية..

أوضحت المجلة أن استجابة حكومة “إقليم كردستان” كانت سريعة ويمكن التنبؤ بها. وقال مسؤول كردي إن “أي صفقة نفطية أو مناقشات حول إنتاج المقاطعة دون إشراك محافظة كركوك ومجلس المحافظة لن تنجح”.

إن اقتراح التصدير الإيراني لن يكون بالضرورة معارضاً من قبل جميع الجماعات الكردية العراقية. وقد يتمتع “الاتحاد الوطني الكردستاني”، الذي يتمتع تاريخياً بعلاقات وثيقة مع طهران، بهدوء لرؤية خطة تطور تقوض “الحزب الديمقراطي الكردستاني” المهيمن. وكثيراً ما اتهم الاتحاد الوطني الكردستاني, الحزب الديمقراطي الكردستاني, باحتكار القطاع النفطي لتحقيق مكاسبه الخاصة وليس لصالح المنطقة الكردية ككل.

ولا يزال من الممكن للسلطات في بغداد وأربيل أن تجلس وتنفذ اتفاقاً بشأن نفط كركوك, الذي يعود بالنفع على كلا الجانبين. ولكن من الصعب تصور كيف يمكن بناء مثل هذه الصيغة.

ونقلت المجلة عن مسؤول النفط المتقاعد تصريحاته المتشائمة حول هذه المسألة، حيث يقول: “ان حكومة إقليم كردستان لن تعيد أبداً اصولاً توفر الجزء الأكبر من صادراتها, ولن تسمح أبداً لشركة نفط الشمال بالتشبث بالحقول في كركوك وما حولها”.

كما أكدت المجلة على أن لا أحد في العراق يريد حرباً أخرى. ولكن هذا نوع من المشكلات قد يشعل إمكانية المواجهة، حيث لا تكون هناك أي حلول وسط.

وفي رأي رئيس المنطقة الكردية “مسعود بارزاني”, الذي كتب مؤخراً في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن “قضية كردستان بشأن الاستقلال أصبحت ضرورية”، حيث أن الأكراد فشلوا في إقامة دولة بعد الحرب العالمية الأولى, عندما انقسمت أراضي الإمبراطورية العثمانية المهزومة إلى دول جديدة, واضاف أنه “كان من المفترض أن تكون دولة العراق التي أنشئت حديثاً شراكة متكافئة بين العرب والأكراد، وهذا الحلم المأمول سرعان ما أفسح المجال أمام حقيقة قاتمة، فقمعت جميع الحكومات العراقية الأكراد”.

حقل نفط في كركوك يوم 3 اغسطس اب. تصوير: اكو رشيد – رويترز

يجب على الجميع التفكير قبل الضغط على “زر” الانفصال..

تلفت “بيتروليوم إيكونوميست” إلى أنه ليس كل الأكراد يؤيدون ترنيمة “بارزاني” المتعلقة بإلإستقلال عن العراق، حيث يرى افراد من داخل “الاتحاد الوطني الكردستاني” إن الوقت غير مناسب للاستقلال، في حين أن “حركة كوران” الكردية للتغيير، التي حصلت على أصوات أكثر من الاتحاد الوطني الكردستاني في الانتخابات الأخيرة، تتهم “الحزب الديمقراطي الكردستاني” باستخدام هذه القضية لتحقيق مميزات سياسية لصالحه.

وفي الوقت نفسه، فإن إيران وتركيا، اللتين لديهما أقليات كردية شاسعة، يشعران بالقلق إزاء فكرة انفصال الأكراد الأتراك  وإقامة دولة مستقلة، حيث يجب على حكومة “إقليم كردستان” أن تكون حذرة من تلك الخطوة في تركيا، لأن جميع صادراتها النفطية تقريباً يتم نقلها عبر شرق البلاد إلى مدينة “جيهان” التركية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وقد استثمرت الشركات التركية بكثافة في قطاعي الطاقة والاقتصاد للأكراد العراقيين، ووقع الجانبان اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي الكردستاني عبر الحدود.

وبالتالي فإن المخاطر مرتفعة على عدد من الجبهات، لذا يأمل العراقيون ككل أن يفكر القادة الأكراد بعناية في كل الآثار قبل الضغط على زر الاستقلال، حيث يعيش العراق تحت سحابة مظلمة لفترة طويلة جداً، والصراع العسكري على كركوك قد يكون القشة الأخيرة التي ستقصم الظهر. وبالنسبة للسياسيين العراقيين ككل، فإن دفن الرؤوس في الرمال لم يعد خياراً  مطروحاً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب