19 أبريل، 2024 4:10 م
Search
Close this search box.

بمباركة الصدر .. “العبادي” يتجرأ على الفصائل المسلحة تقرباً من أمريكا

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المرات النادرة التي ينفعل فيها رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، تلك التي ظهر خلالها في الحادي والعشرين من آيار/مايو 2017، مهدداً ومتوعداً من أسماهم “المليشيات المسلحة” التي وفق تعبيره تسعى لاختطاف العراق !

الرجل الذي طالما أخذ عليه خضوعه وعدم اتخاذه مواقف جادة ضد الكتائب والعناصر المسلحة لبعض الكيانات الشيعية في العراق وبعض أعمالها التي خرجت عن سياق مواجهة الإرهاب وتنظيم “داعش” لمحاولة إثبات الوجود على الأرض، بإنتهاج أفعال غير قانونية في مواجهة أبناء المكون السني في المناطق المحررة، ومؤخراً عملية اختطاف النشطاء السبعة من بغداد والتي لم تستمر ليومين، فجأة ظهر صوته العالي مهدداً بشكل صريح بأنه لن يسمح بدولة داخل الدولة.. فما الذي تغير !

بسط النفوذ بعد تحرير الموصل وقطع الطريق أمام المالكي..

يقول محللون للشأن العراقي، إن العراق اليوم بات قاب قوسين أو أدنى من تحرير كامل أراضيه من تنظيم “داعش” بمجرد انتهاء معركة الموصل خلال أيام قليلة، لذلك قرر العبادي قطع الطريق أمام أي محاولات لسيطرة نائب الرئيس العراقي “نوري المالكي” (صاحب الميول الإيرانية) على الأمور في العراق من خلال تحكمه في الكيانات الشيعية المسلحة التي تصل إلى 7 فصائل على رأسها مجموعات “بدر”.

كما أن الرجل يبدو أنه يرسل إشارات لأميركا – التي لن تخرج من العراق قريباً – بأنه قادر على قيادة العراق في مرحلة ما بعد داعش بدعم أميركي وبالتخلص من امتداد النفوذ الإيراني في العراق !

حسابات جديدة والجميع يطمح في نصيبه من الكعكة.. 

صراعات سياسية تتصاعد ومعسكرات تتباين في الرؤى، حتى داخل البيت السياسي الواحد، فالجميع يدرك أن حسابات ما بعد معركة الموصل لن تكون بالتأكيد كما قبلها، لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والجميع يبحث عن نصيبه من الكعكة العراقية.

في هذا السياق قد يمكن فهم الهجوم المتكرر والمبطن الذي يشنه العبادي على خصومه ذوي النفوذ الواسع داخل عناصر “الحشد الشعبي”، إلى درجة اتهامهم بمحاولة خطف الدولة والاحتيال على الشعب بدعوى الدفاع عن المذهب الشيعي.

الرهان على أميركا..

نعم العبادي وبحسب محللين يراهن بشكل كامل على دعم أميركي وإقليمي في مواجهته السياسية المقبلة، بات يدرك أهمية تحجيم التيار المسلح للحشد الشعبي داخل العراق، والحؤول دون استثماره لقطف ثمار الإنجازات العسكرية التي تحققت في مواجهة “داعش”، إن كان يريد حقاً البقاء في موقعه !

لقد هاجمهم “العبادي” كما لم ينتقدهم علانية من قبل، في كلمة له قال فيها نصاً: “يريدون الدولة في أضعف شئ، والمجتمع أضعف شئ حتى يتمكنون منه.. حتى تكون عصابتهم أقوى من المجتمع وأقوى من الدولة.. حتى يسيطيرون على مقدرات الشعب بالقوة وبتهديد السلاح.. حتى لما تعترض يخطفوك!”.

تحالفات عابرة للطائفية بقيادة الصدر..

اللافت في الأمر أن ما ذكره العبادي، تماشى مع ما أكد عليه “مقتدى الصدر” زعيم التيار الصدري الذي بدا أوضح في تحديد بوصلة مشروعه واتجاهاته السياسية، ففضلاً عن رفضه مشاركة قادة “الحشد الشعبي” في الانتخابات المقبلة، أكد أن لا تحفظات لديه في الدخول في تحالفات “عابرة” للطائفية، المهم لديه ألا يعود المالكي بأي حال من الأحوال إلى رأس السلطة التنفيذية في العراق !

وقال في أحد تصريحاته المتلفزة: ليس مهماً أن يكون شيعياً.. فإذا كان شيعياً ويعمل ما يعمل من فساد وظلم وديكتاتورية وما شابه ذلك، “لا يصح السكوت عنه لأنه شيعي وأنت شيعي.. لا.. المهم أن يكون الحاكم صالحاً!”.. في إشارة إلى دعمه العبادي في موقعه ورفض إعادة نموذج المالكي.

رسالة إلى إيران ورئيسها “الإصلاحي” المنتخب..

نظراً لأن المواجهة مع تيار المالكي وفصائله المسلحة هي جوهرها معركة مع النفوذ والتغول الإيراني في العراق، كما يرى كثيرون من أبناء البلد، فقد أتبع الصدر تصريحاته ببيان موجه، دعا فيه القيادة الإيرانية المنتخبة – الرئيس حسن روحاني – إلى الانفتاح على دول المنطقة وترك ما وصفها بالمهاترات السياسية والطائفية التي لم تجر على إيران والمنطقة إلا الويل والثبور، وفق تعبيره.

وهكذا، يبدو أن ثمة اتفاق غير معلن بين “العبادي” و”الصدر” على الاتجاه بقوة للتأثير على أي محاولات لإعادة “المالكي” أو استنساخ أي من رموز “الحشد الشعبي” الذين يخضعون لسيطرة المالكي أو نفوذ إيران.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب