12 أبريل، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

بالإبتكار والـ”دي. جي” .. فلسطينيات تحررن من “سخرة الإحتلال الإسرائيلي”

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

رغم الحصار وأصوات المدافع والبيوت الخربة إثر العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، إخترن مجموعة من النساء الفلسطينيات طريقاً مبهجاً وبعيداً عن الأعمال المألوفة التي تقوم بها نساء العالم العربي، خاصة إذا كنا يعيشن في بلد قد كسر فيها حاجز الحرب أكثر من 50 عاماً.. هؤلاء الفلسطينيات إخترن مهنة تنظيم أغاني الحفلات أو ما يعرف بتنسيق “دي. جي”.

تقوم “ابتسام زبيدات”, ومساعدتها النشيطة “وفا زبيدات”, بترتيب كراسي بلاستيكية بيضاء لتتناسب مع مكان الزفاف في “قرية الزبيدات”، مركز أريحا بفلسطين. بعد أن يعلقن اللافتات الملونة والبالونات حولها، يقومن بعدها فوراً بتشغيل جهاز الكمبيوتر المحمول، وتوصيله بمكبرات الصوت لإدارة حفل يضج بصيحات الاغاني العربية من قلب الضفة الغربية المحتلة.

تقول “وفا”, خلال حديثها مع صحيفة “ميدل إيست إي” البريطانية، “عندما أدير اغاني حفل، اشعر وكأنني في عالم أخر”، وتضيف مبتسمة: “عندما يبدأ الحفل أشعر بالسعادة، وكل ما يهمني في تلك اللحظة هي المزاج الحلو، الموسيقي والعروس”.

ولكن السكان المحليين لم يدعموا هؤلاء النساء، تقول “ابتسام”: “جعلونا نشعر بعدم الجدوى، كما لم يكن لدينا أي أهمية واخبرنا الرجال في القرية انه يجب علينا بيع أجهزة الـ(دي. جي) لأن ليس هناك من سيقوم بالحجز معنا”.

يجد سكان القرية صعوبة في تقبل فكرة عمل نساء بمهنة الـ”دي. جي”, ويعتبرونها خرقاً للعادات والتقاليد، على الرغم من تفوق “وفا” و”ابتسام” وإعتبارهن أول محترفتين “دي. جي” في منطقة “وادي الأردن”، بعد أن كن يعملن لصالح الإحتلال الإسرائيلي في زراعة المستوطنات الزراعية.

تقول “ابتسام”: “إنها  ذكريات صعبة.. كانت الأيام طويلة وكان الأجر منخفضاً وكان الإسرائيلي صاحب العمل يهيننا ولم يكن امامنا خيار”.

يقول “حمزة زبيدات”, من “مركز معاً للتنمية”، وهي منظمة غير حكومية فلسطينية، أن ما لا يقل عن 95 في المئة من سكان القرية يعتمدون على العمل في المستوطنات الزراعية الإسرائيلية.

“العمل من أجل العدو”..

خصصت “ابتسام” ما يقرب من 25 عاماً من حياتها للعمل الشاق في هذه المستوطنات وكانت مسؤولة عن حصاد الفواكه والخضروات وتنظيفها وتغليفها في المزارع، ووفقا لشهادتها، فإن رئيسها الإسرائيلي غالباً ما كان يضربها لحثها على العمل بسرعة أكبر. في بعض الأحيان كانت تستغرق أيام العمل حتى 15 ساعة تحت الشمس الحارقة، ويتم توفير وجبة واحدة في اليوم.

يقول “غاي هيرشفيلد”, وهو ناشط في “وادي الأردن” وعضو في جماعة “تعايش” الإسرائيلية أن الإحتلال الإسرائيلي يركز على الشراكة الفلسطينية والإسرائيلية لإستبعاد المقاومة العنيفة ضده. ويوضح “هيرشفيلد”, للصحيفة البريطانية، أن المستوطنين الإسرائيليين يمكنهم بسهولة استغلال العمال الفلسطينيين، لأن معظمهم “خائفون جداً ولا يجدون بديلاً بسهولة”.

ويستطرد “هيرشفيلد” إن المستوطنين الإسرائيليين يستخدمون أيضاً “وسطاء” فلسطينيين يقولون إنهم مسؤولون عن العمال الفلسطينيين، من أجل حل أنفسهم من المساءلة.

وبينما يفترض من الناحية الفنية تطبيق قوانين العمل الإسرائيلية على الفلسطينيين العاملين في المستوطنات الإسرائيلية، فإن العمال الفلسطينيين يحصلون فقط على كسب حوالي 10 شيكل, (حوالي 3 دولارات), في الساعة بدون فوائد اجتماعية، وفقاً لمركز معاً للتنمية، في حين أن الحد الأدنى للأجر الإسرائيلي هو ثلاثة أضعاف تقريباً.

وأفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بأن الأطفال الفلسطينيين الذين يبلغون من العمر 11 عاماً يعملون في المستوطنات على الرغم من أن القانون الإسرائيلي يحظر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة العمل.

وقال الأطفال لـ”هيومن رايتس ووتش” إنه خلال أوقات الذروة للحصاد أجبروا على العمل لمدة تصل إلى 12 ساعة في اليوم بدلاً من ثمانية ساعات، مما تسبب في إصابتهم بالسكتة الدماغية وتطور الطفح الجلدي إثر المبيدات على المحاصيل.

يقول “حمزة”, من مركز معاً: “الشباب في الزبيدات لا يؤمنون بالتعليم لأنهم لا يتوقعون انه  سيأخذهم لأي مكان في حياتهم أبعد من المستوطنات الإسرائيلية”.

تحدي الأعراف الاجتماعية..

قبل ثلاث سنوات، بدأت “ابتسام” العمل مع نساء أخريات في القرية لإيجاد سبل لتحدي هذا الواقع، قائلة: “لقد أصبحنا عازمات على التوقف عن العمل من أجل العدو”.

استغلت “ابتسام” انفصال العريس عن العروس في حفلات العرس، ومنع العروس من الإحتفال بسبب عدم إختلاط الرجال مع النساء في تلك المناسبات، لتبدأ رحلة تطوير أفكار جديدة لبدء ما يعتبر أول مشروع “دي. جي” نسائي في القرية.

“النساء الأخريات أردن أن يكن مثلنا”..

واصلت “ابتسام” معركتها من أجل أحلامها، وتقسيم وقتها بين الزراعة في المستوطنات الزراعية والعمل في مجال الـ”دي. جي” على الجانب الآخر، حيث لم تكن مهمة النساء في تلك القرية إلا العمل بالمستوطنات الزراعية وحسب, وبمجرد أن أدركت عائلتها كيف كانت مصممة والفوائد الإيجابية لرفض العمل في المستوطنات، بدأت تدريجياً دعمها.

ومع ذلك، استمروا في تلقي المضايقات من الرجال في القرية مدعين انهم اقدر على القيام بالمهمة.

“لكننا لم نستمع لهم واستثمرنا في مشروعنا حتى أصبح امراً طبيعياً بالنسبة للسكان هنا, واليوم هم يدعمونا, وبعد أن كنا نعمل من اجل الإحتلال أصبح لدينا مشروعنا الخاص والنساء الأخريات يردن أن يعملن مثلنا الآن”.

تقول الصحيفة البريطانية أن زوج ابتسام، “يونس زبيدات”، بدا فخوراً بزوجته وبإصرارها على حلمها، قائلاً: “لاحظت تغييرات إيجابية على ابتسام منذ تركها وظيفتها في اراضي الإستيطان, واتمنى أن يترك كل الفلسطينيين عملهم هناك ويشقون طريقهم بمشروعات خاصة”.

  • الصور نقلاً عن صحيفة “ميدل إيست إي” البريطانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب