19 أبريل، 2024 3:46 م
Search
Close this search box.

بالأرقام .. حصيلة استنزاف الإقتصاد العربي جراء “الحرب على الإرهاب”

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

يمر العالم بمرحلة حرجة تزايدت فيها حدة الإرهاب والعنف منذ ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي في عام 2014، ولم يعد الإرهاب مقصوراً على بلد بعينها أو مدن محددة وإنما باتت كل بلدان العالم معرضة لخطر الإرهاب وتبعاته السياسية والاقتصادية.

ووفقاً لتقرير “مؤشر السلام العالمي”، الصادر عن الأمم المتحدة، فإن التكلفة الاقتصادية للعنف بلغت 14.3 تريليون دولار على مستوى العالم في عام 2016، أي ما يعادل 12.6% من الناتج الإجمالي العالمي، أو ما يعادل 1953 دولاراً للشخص الواحد.

وبحسب تقرير معهد “الاقتصاديات والسلام”، فإن “سوريا” شغلت المركز الأول يليها “العراق” ثم “ليبيا” في معدلات تفاقم الانكماش الاقتصادي الناجم عن الحرب وعدم الاستقرار، وارتفع حجم الإنفاق العسكري إلى حوالي نصف حجم اقتصادات بعض دول المنطقة (49.1%).

وأضاف التقرير أن مستوى الإنفاق على الأمن الداخلي تراوح ما بين 14% و23%.

وأشار التقرير إلى زيادة الأثر الاقتصادي للعنف بنسبة 77 و74% في “العراق وليبيا” على التوالي منذ عام 2007، وارتفع الأثر الاقتصادي للإرهاب في “العراق” بنسبة 185% بين عامي 2009 و2015، بسبب صعود تنظيم “داعش”، ومواجهة التحالف الدولي له في الموصل.

وأضاف التقرير أنه رغم انخفاض الإيرادات بسبب تراجع أسعار النفط، فقد زاد “العراق” نفقاته العسكرية بنسبة 14% عام 2015.

تراجع السياحة..

يعتبر “قطاع السياحة” من أبرز القطاعات التي تأثرت سلباً بالإرهاب، ذلك لأن الجماعات المتطرفة تنتقي المدن التي يقصدها السائحون أو المدن المجاورة لها، كما يقومون بعمليات ضد مناطق أثرية فيدمروها ويحطموا ما بها من آثار.

وكانت هناك بلدان تعتبر مقاصد سياحية أصبحت خاوية على عروشها، مثل “تركيا”، التي أصبحت الملجأ الأقرب للاجئين السوريين منذ بداية الحرب في بلادهم، وأعقب ذلك ما تعرضت له من هجمات إرهابية، الأمر الذي جعلها تتأثر سلبياً فتراجعت نسب الإشغال بفنادقها ومدنها السياحية بعدما تجاوزت 40 مليون سائح قبل 3 أعوام.

وخلال عام 2014، استقبلت “تركيا” 41 مليون سائح، لكن في 2015 بلغ عدد السائحين 36 مليوناً، وتراجع هذا الرقم بنسبة 30% في العام التالي، حيث لم يزورها سوى 25 مليوناً فقط في 2016، كما تراجعت عائدات السياحة بنفس النسبة ووصلت إلى 22 مليار دولار، وفقاً لبيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية.

وتعتبر “مصر” أيضاً من بين الدول التي تأثرت السياحة بها جراء الأعمال الإرهابية المتكررة التي تعرضت لها، وأفادت تقارير رسمية بأن إيرادات “مصر” من السياحة تراجعت إلى 3.4 مليار دولار في 2016 مقابل 6.1 مليار في عام 2015، بنسبة بلغت 44.3%، وكانت قيمة الإيرادات قبل عام 2011 تصل إلى 11 مليار دولار سنوياً.

ورغم أن بلداناً مثل “الأردن”، كانت هادئة نوعاً ما مقارنة بما تشهده بلداناً مجاورة، إلا أنها عانت أيضاً من تراجع وصل إلى 10% في نسب السائحين الوافدين إليها، تأثراً بالأوضاع الإقليمية.

ودفع “لبنان” ثمن مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية باهظاً وسدده من نصيبه من عدد السائحين.

وبالطبع ارتبط هذا التراجع في السياحة بمصير ملايين الأشخاص العاملين في هذا المجال وأسرهم.

الصناعة والتجارة..

سجلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر على الصعيد العالمي، تراجعاً طفيفاً بنسبة 2% في عام 2016 لتصل إلى 1.75 تريليون دولار، نتيجة لضعف نمو الاقتصاد العالمي وتأثره بالمخاطر السياسية، وفقاً لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” عن الاستثمار العالمي.

ويعتبر “الأردن” من بين الدول المتضررة من الإرهاب على صعيد التجارة، حيث أدى إغلاق المعابر التجارية مع “سوريا والعراق” إلى تراجع حجم التجارة الخارجية بها، كما استقبلت أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، ما تسبب في زيادة الضغط على الميزانية العامة للمملكة ونسب النمو الحقيقية.

وفي “لبنان”، تراجعت الصادرات بشكل ملحوظ من 3.567 مليار دولار عام 2012 إلى 3 مليار دولار في 2015.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب