10 أبريل، 2024 2:37 ص
Search
Close this search box.

“امبراطور جهنم” .. فيلم إيراني يستبعده مهرجان دولي لانه يربط السعودية بالإرهاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

اختتمت فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لـ”مهرجان فجر السينمائي” في قاعة مؤتمرات برج ميلاد في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك بحضور شخصيات حكومية بارزة على رأسها وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، ووزير العمل بالإضافة إلى المستشار الخاص للرئيس الإيراني “حسن روحاني”.

استبعاد الفيلم من المهرجان بسبب مضمونه..

كان “محمد خزاعي” منتج فيلم “امبراطور جهنم” قد أعلن انصراف الشركة المنتجة للفيلم عن المشاركة في الدورة الخامسة والثلاثين لـ”مهرجان فجر الدولي للأفلام السينمائية”، بعد غیاب اسم الفیلم عن القائمة النهائیة للأفلام المشاركة في المسابقات الرئیسیة للمهرجان. مشيراً إلى إن قرار الانصراف عن المشاركة يعود إلى أسباب تتعلق بمضمون الفيلم، فيما كانت لجنة قبول الأفلام قد وافقت على مشاركة الفيلم في “القسم غير التنافسي”.

والفيلم من إخراج “پرویز شیخ‌ طادی”، ويعرض للعاملين في حقل الإفتاء وكيفية صدور الفتوى باسم الإسلام. يقول مخرج الفيلم: “حين أخلو إلى نفسي أفكر في التكفيريين والسلفيين وأفعالهم التي يرتكبونها باسم الإسلام، وتوصلت إلى حقيقة أن قتل الناس أمر مؤسف ومؤلم، لكن لولا النظام السعودي ومؤسسات الإفتاء السعودية لما ظهرت التيارات التكفيرية”. مضيفاً: “قررت تصوير الأفكار المريضة لأحد أرباب الفتوى، وتوصلت بعد تصنيفها إلى مدى خطورة هؤلاء على البنية التحتية للعالم الإسلامي”. واستطرد شیخ‌ طادی: “عكفت على دراسة مادة الفيلم عام ونصف. وقد تكلف إنتاج الفيلم مبلغ 4 مليار طومان”.

بعبارة أخرى، يُعنى الفيلم بربط ظهور “تنظيم داعش” الإرهابي بالدور الذي تلعبه “المملكة العربية السعودية” والتوافق العبري – العربي في منطقة الشرق الأوسط.

المخرج: سنوات طويلة تمر على مهرجان فيلم “فجر” وهو يرفع الراية البيضاء..

مع هذا، ورغم مشاركة نخبة من أشهر الممثلين على الساحة الفنية الإيرانية في بطولة الفيلم، أمثال “علي نصیریان، وعلیرام نورایی، وفرخ نعمتی، وحبیب دهقان نسب، وصبا کمالی، وکورش زارعی، وعنایت شفیعی”، لم يحظى الفيلم بقبول أعضاء هيئة اختيار الأفلام في “مهرجان فجر” بدورته الخامسة والثلاثون. وفي هذا الصدد يقول المخرج “پرویز شیخ‌ طادی” في حوار متلفز تعليقاً على اقصاء الفيلم من المهرجان: “الموضوع لا يتعلق بأعضاء هيئة اختيار الأفلام، وإنما السبب يكمن في السياسات العامة الحالية على صعيد العلاقات الخارجية، تلك السياسات التي تسللت تبعاتها إلى دبلوماسيتنا الثقافية وأثرت عليها”. وأضاف: “مرت سنوات ومهرجان فيلم “فجر” يرفع الراية البيضاء بدلاً من العلم الإيراني، والحقيقة أن الراية البيضاء لا تراعي المصالح القومية ولا الإقليمية”. ولم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما كتب “پرویز شیخ‌طادی” رسالة اعتراضية إلى “حجة الله أيوبي” رئيس هيئة السينما ورئيس مجلس تخطيط مهرجان أفلام فجر، أكد فيها أن اقصاء الفيلم يعكس الفهم الخاطئ لأحداث المنطقة، والقصور الشديد في المطابقة الذكية للضروريات مع موضوعات الأعمال السينمائية، وأن الفيلم راح ضحية التحفظ والضعف الشديد في اتخاذ القرارات الشجاعة، والغفلة عن الآفاق الثقافية والاجتماعية العامة، وعدم الوعى بالسينما الاستراتيجية القائمة على المبادئ الدفاعية للدولة.

في السياق ذاته وصفت صحيفة “الشباب”، المحسوبة على الحرس الثوري، القرار بـ”الخائن” للمهرجان والمهتمين به سواءً في هذه الدورة أو في الدورات المستقبلية. ونقلت الصحيفة عن بطل الفيلم “علي نصیریان” قوله: “للأسف تحول المهرجان مؤخراً من انتاج الفرص وتهيئة الأجواء الثقافية للسينما، إلى فرصة لقتل الابداع يزيد كل عام من اجراءاته المتشددة ضد المعارضين والنقاد ويثير مشاعر اليأس أكثر من ذي قبل في نفوس المخاطبين والمهتمين بالشأن السينمائي”. وأردف: “مصادرة الفن الأصيل ممثلاً في فيلم ذو مضمون ثوري استراتيجي –يقصد “امبراطور جهنم” – هو من قبيل الظلم الواضح لقطاع السينما لا سيما الفن الثوري”.

وعلقت الصحيفة ذاتها على تناقض تصريحات المسؤولين بشأن اقصاء فيلم “امبراطور جهنم” من المنافسة في مهرجان “فجر” للفيلم، وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي نفى فيه “محمد حيدري” أمين المسرح بالمهرجان بشكل حاسم وجود أي ضغوط على هيئة اختيار الأفلام، أكد “عماد أفروغ” عضو هيئة اختيار الأفلام بالمهرجان وجود اسماء لأفلام ضمن قائمة هيئة الاختيار لكنه فوجئ بعدم وجود هذه الأسماء على القائمة المعلنة من جانب أمين المهرجان. ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، وإنما تشير بعض الأقاويل إلى أن اقصاء فيلم “امبراطور جهنم” عن المهرجان جاء لصالح أحد أبناء المسؤولين.

بدوره انتقد الدكتور “سيد محمد حسيني” وزير الثقافة والارشاد السابق، اقصاء فيلم “امبرطور جهنم” من المشاركة في المهرجان وعدم استثمار الوزارة في هذا الفيلم قائلاً: “الفيلم مؤثر جداً ويعرض لقضية شديدة الأهمية وهي مسألة التكفيريين ودورهم التدميري في العالم الإسلامي والأطراف الداعمة لهذا التيار الإرهابي سواءً في السعودية أو في الغرب”. وأضاف: “حين لا تدعم وزارة الارشاد مثل هذه النوعية من الأفلام، فكان من المتوقع على الأقل ألا تقف كحجر عثرة في طريق الفيلم. مهرجان فجر يحظى بالاهتمام الداخلي والخارجي على السواء، وهو فرصة للتعريف بمثل هذه الأعمال”.

 

رابط الفيلم

http://www.aparat.com/v/YRb32

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب