4 مارس، 2024 7:32 م
Search
Close this search box.

الوساطة العراقية بين السعودية وإيران .. تهدم جبل “بروباغندا” آل سلمان على رأسهم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

ما كان محرماً بالأمس صار حلالاً اليوم.. ولما لا فالأمور كلها بيديه يأمر بقطع العلاقات فتُقطع.. يتراجع عن تصريحاته بحق “الدولة الفارسية”, التي تنتظر ظهور المهدي وفق ما قال في حديث تليفزيوني, فيصبح ككلام الليل يطلع النهار فيُنسى.. لكن لماذا تتبدل المواقف بين عشية وضحاها في عهد “آل سلمان” وولده ؟

قالها بثقة: المؤمن لا يلدغ من جحر الدولة الفارسية مرتين.. الآن يطلب الوساطة !

في مطلع آيار/مايو 2017 ظهر الأمير الطموح الشاب “محمد بن سلمان” – الذي صار فجأة ولياً للعهد بعد إطاحة ناعمة بالأمير “محمد بن نايف” – على شاشة التليفزيون السعودي الرسمي متحدثاً بكل ثقة عن عدم إقامة أي علاقات من النظام الإيراني.. قالها صريحة: “هذا لن يحدث.. لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين, خاصة وأننا نعرف أننا هدف رئيس للنظام الإيراني.. الوصول إلى قبلة المسلمين هدف رئيس للنظام الإيراني” !

بالغ الأمير الطموح في تصريحاته, وقتها, وقال لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران.

“الأعرجي” يفضح طلبات وساطة “بن سلمان” عند طهران..

فهل استمر الأمير على إيمانه حتى لا يُلدغ مرة أخرى ؟.. الشواهد عكس ذلك، إذ إنه في آب/أغسطس من ذات العام.. قال وزير الداخلية العراقي “قاسم الأعرجي” إن مملكة “آل سلمان” طلبت من رئيس الوزراء “حيدر العبادي”, بشكل رسمي, أن يتدخل للتوسط بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية !

بل أوضح الرجل أنه, وخلال زيارته أيضاً للسعودية طلب منه ذات الطلب، مؤكداً على أنه نقل وجهة النظر إلى الجانب الإيراني, الذي أكد بدوره على الموقف الإيجابي تجاه رغبة السعودية في الوساطة.

علام إذاً كان الحصار لقطر.. الجميع في الحضن الإيراني الآن !

استغل الإعلام القطري هذا التقارب، وأخذ يردد علام إذاً حصار قطر ؟

فقد انتفت التهمة بشيوع الجرم وتعميمه بين دول الحصار, إذا كانت العلاقات مع إيران جريمة أصلاً، يتسائلون.. هل ضللت فراسة المؤمن صاحبها – والمقصود هنا من قال إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين – أم اختلطت عليه الجحور.. ؟

المؤكد أن التطور الأخير يمثل ما يشبه الانقلاب في الشرق الأوسط ويلحق بزلزال سياسي نزل في الخليج والمنطقة بقطع العلاقات مع قطر وحصارها في الخامس من حزيران/يونيو 2017 من قبل “السعودية والبحرين والإمارات” ومعهما “مصر”.

أنذروا الدوحة بخفض العلاقات مع إيران.. فمن سارع إلى الاتجاه المعاكس ؟

لم ينس العالم بعد الخانة (رقم 1) من البيان الثاني الذي حمل المطالب والمهلة, بعد 3 أسابيع من حصار قطر, والذي نص على أنه يتعين على الدوحة أن تخفض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وإغلاق الملحقيات وأن تقطع صلاتها بها، إذ إن هذه العلاقات جناية كبرى في قانون العقوبات عند دول الحصار !

رغم احتفاظ هذه الدول, وللمفارقة, بعلاقات أعلى معها مثل حجم التبادل المالي والتجاري بين إيران والإمارات.

السعودية ذاتها لم تقطع علاقاتها بإيران إلا بعدما اقتحم متظاهرون إيرانيون مبنى سفارتها وقنصليتها في “طهران” و”مشهد” مطلع عام 2016, رداً على إعدام رجل الدين الشيعي “نمر النمر” في المنطقة الشرقية بمملكة “آل سلمان”.. أما الآن فعلى أي شيء ستتفق السعودية مع إيران ؟

السياسة لا تعرف الصداقات الدائمة ولا العدوات المستمرة كذلك !

قد يقع في باب الفعل السياسي, الذي لا يعرف صداقات أو عداوات دائمة ما يفسر، وقد لا يبرر, مثل هذا التقارب الدائر الآن بين دول الخليج ورموز شيعة في المنطقة, والذي تمثل في مشاهد زيارة “مقتدى الصدر” إلى السعودية ومن بعدها الإمارات !

بيد أن ما لا يفهم لكثيرين، هو توقيت وتسويق وقياس منفعة هذا التقارب.

الوسيط وزير الداخلية القادم من “فيلق بدر” وعلى المملكة الإذعان لشروط طهران !

إذ كيف للمملكة العربية السعودية, التي ينظر إليها كمركز العالم الإسلامي, أن تطلب من وزير ذي خلفية “ميليشياوية” – وزير داخلية العراق القادم من “منظمة بدر” -، أن يتوسط لها عند الإيرانيين، فيردون بطلب أن تحسن مملكة “آل سلمان” وفادة حجاجهم وتسمح لهم بزيارة مدافن البقيع، بحسب وسائل إعلام عراقية فتقبل.

العراق هو الحجة هذه المرة.. نتقارب مع إيران من أجل استعادته للحضن العربي !

نعم هذه هي السياسة، إذ إن وسطاء اليوم هم أنفسهم من كانوا بالنسبة للسعودية أدوات مشروع التمدد الإيراني، لكنها تبرر استقبالهم اليوم وتسوق له بأنه استرداد للعراق من حضن إيران، فمن الذاهب إلى الحضن من ؟!

حرق الأوراق دفعة واحدة.. انتحار استراتيجي لمملكة “آل سلمان” يضر المنطقة بأكملها..

الغريب في الأمر أن هذه الوساطات وهذا التقارب “المفاجيء” يحدث وسط أزمة كبرى, افتعلها معسكر الحصار على الدوحة شقت المعسكر المواجه لإيران في المنطقة بقيادة مملكة “آل سلمان”, التي تمضي في سياسات ملتبسة يرى مراقبون أنها تحرق أوراقها دفعة واحدة بما يشبه الانتحار الاستراتيجي، أو ربما لتعجل نتائج ترغب في تحقيقها السعودية سريعاً !

الآن على الرياض أن تفسر للقطريين لماذا استمرار الحصار.. وأين وقف التمدد الإيراني ؟

يقول المنتقدون للتقارب السعودي الإيراني, إن عليها أن تشرح الآن لجارتها الصغيرة “قطر”.. لماذا أغلقت على شعبها الحدود والأجواء بإجراءات قصدها التجويع وإيقاع الأذى، وكذلك على “سعودية سلمان” وولده أن تشرح لليمنيين سبباً مقنعاً لحملتها العسكرية على أراضيهم ومدنهم وقراهم التي كان هدفها المعلن هو صد المد الإيراني !

سيكون على السعودية كذلك أن تفسر هذا التقارب الأخير لكل من اصطف معها تحت هذا الشعار – (وقف المد الشيعي الإيراني) !

الفلسطينيون والسوريون والعراقيون يتسائلون.. لماذا إذاً دفعتم لنا كي نواجه مشروع إيران ؟

الفلسطينيون في غزة, ومثلهم سوريون وعراقيون يستحقون أيضاً إجابة.. إذ إن الرياض طالما أنفقت عليهم ومولتهم بسخاء مقابل إخراجهم من أي علاقات مع طهران، بل وبذلوا في سبيل ذلك بحوراً من الدماء !

أين أوراق القوة التي تناورون بها الـ”فارسية الطامعة”..

قبل هؤلاء.. على مملكة “آل سلمان”, أيضاً, أن تصارح شعبها وتخبره: “ما هي أوراق القوة التي تملكها لتطلب الجلوس على مائدة كانت حتى الأمس تصطلح بـ”فارسية طامعة”، وهل هذه هزيمة غير معلنة ؟.. فكان الاستقواء على قطر بريقاً مصطنعاً لوهم انتصار بديل لم يتحقق في اليمن أو سوريا أو العراق على يد الأمير الذي يصفه كثيرون بالمتهور ؟.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب