19 أبريل، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

المسيحيون مُضطهدون في العراق .. لا كلمة لهم في الاستفتاء وإزالة تمثال “مريم” خِشية الفتنة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

حقوق هنا.. وأخرى هناك.. الجميع يتحدث عن مصير العراق بإقليم كردستان وبدونه في حال جاءت النتيجة بالانفصال.. لكن أين مصير المسيحيين هناك ؟

أو ليس لهم الحق في تقرير المصير ؟.. أو ليسوا أصحاب أصوات في الاستفتاء ولهم حقوق في الحياة، بعدما هُجر منهم أكثر من مليون مسيحي إلى “الأردن ولبنان وتركيا وأوروبا” وفي الداخل تركوا ديارهم وذهبوا إلى كردستان وبغداد وكركوك ؟

المشاركة الواسعة في الاستفتاء مطلوبة..

فلا تشكك شخصيات سياسية من أبناء المكون السرياني الكِلداني الآشوري بأهمية المشاركة الواسعة لأبناء المكون بالاستفتاء المقرر إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر 2017، في “إقليم كردستان” ضمن مناطق تواجدهم بسهل نينوى.

والبقاء تحت لواء العلم الكردي حال بلوغ الإقليم مرحلة الاستقلال، وهم يعتقدون أن باستطاعتهم العيش بآمان وسلام في ظل منطقة تتمتع بالفيدرالية في دولة كردستان المرتقبة.

إذ يقول “هالان هرمز”، القيادي في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، إن أغلبية الأحزاب الكلدانية السريانية الأشورية مع الاستفتاء.

إقليم فيدرالي للمسيحيين ضمن “جمهورية كردستان” المُنتظرة..

بل أكد على أنهم طالبوا بإقامة إقليم فيدرالي لأبناء الشعب الكيلداني السرياني الآشوري ضمن “جمهورية كردستان الفيدرالية الديمقراطية”..

هذا الرأي المؤيد للاستفتاء في مناطق سهل نينوى كـ”تلسقف وقرقوش”، يعلق عليه رجال الدين المسيحيين في “السهل”، إذ ينظرون للأمور بطريقة أخرى نائين بأنفسهم عن الأمور السياسية.

يقول قائل منهم: إلى متى سنظل في هذا الأمر.. إلى متى الجدل والسجال بين أبناء الوطن الواحد في العراق ؟

المسيحيون يقبضون على الجمر.. يخشون غضب بغداد وخسارة الأكراد !

فالأب “بطرس قابو” من كنيسة مار كوركيس، كشف الوضع على الأرض والضغط الواقع على المسيحيين.. إذا قالوا إنهم أصبحوا مع كردستان ستقوم عليهم الدولة المركزية في بغداد.. وإذا قالوا عكس ذلك فإن كردستان ستغضب عليهم هي الأخرى !

ما بات مؤكداً هو أن العراقيين المسيحيين في موقف لا يحسدون عليه، إذ يدير المواطن العراقي المسيحي ظهره بشكل واضح لأي عملية تقسيم، بل أكثر من ذلك يتغنى الكثير منهم بوحدة البلاد.. وثمة رهان دائم على أن مطلبهم الأساس هو العيش بآمان وسلام مع العرب والأكراد.. نريد العراق واحداً موحد.. هكذا لسان حال بعضهم.. نريد العيش تحت سقف وطن اسمه العراق وأن يكون رمزاً للكرامة وعنواناً لكل معاني الدولة، رسائل متناقضة تأتي من المسيحيين في العراق !

مطالبات بالحماية الدولية والتدخل لإنقاذ المسيحيين..

في وقت يرى فيه المثقفون أن الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن المسيحي في كل أجزاء العراق تجاوز خطوط المأساة ولا أمل بنجدتهم سوى بتدخل دولي !!

إذا يقولون إن العراقيين الآن وبخاصة المسيحيين لا يثقون بالكلام المعسول من أي طرف محلي، وأنهم في حاجة لمن يحميهم من الخارج !

تعداد المكون المسيحي في العراق كان قد بلغ أكثر من مليون ونصف المليون مسيحي، لكن اليوم الحال غير الحال.. إذ أصبح تعدادهم لا يتعدى 450 ألف بفعل التهجير والتغيير الديمغرافي في أماكن تواجدهم.

مستقبل المسيحيين في سهل نينوى على المحك !

ثمة ما يؤشر على أن مستقبل المسيحيين في مناطق “سهل نينوى” بات على المحك إذاً وفق ما ترى تقارير غربية أعلنتها صراحة.. مع كثرة الهواجس والأفكار التي تحيط بهم وتخيف عقولهم مع قرب موعد الاستفتاء على الانفصال.

تتزامن هذه التخوفات المسيحية المشروعة مع إزالة الشرطة في التاسع عشر من أيلول/سبتمبر 2017، تمثالاً لـ”مريم العذراء” نصبه ناشطون قبيل مركز المدينة في البصرة قبل ساعات قليلة من موعد إزالة الستار عنه وعرضه أمام العراقيين كنوع من التعايش بين جميع المكونات العراقية.. فما الذي حدث ليزيد من جراح وآلام المسيحيين بحركة كهذه منعت خلالها سلطات الأمن التصوير ؟

تخوفات من التهجير القسري ووقوع فتنة !

مبررات السلطات تقول إن طلباً رسمياً توجهت به ايبارشية البصرة والجنوب الكلدانية ورئيس أساقفتها “حبيب هرمز”، الذي دعا السلطات المحلية إلى إزالته منعاً لأي خلاف طائفي قد يحدث في حال اعتدى أي شخص على التمثال، فضلاً عن عدم موافقة أي مسؤول مسيحي عليه.

رئيس الأساقفة قال إنه لم يبق من مسيحي البصرة سوى 350 عائلة، ويخشى أن يؤدي هذا العمل غير المدروس إلى تهجير البقية الباقية منهم بسبب الفتنة التي سيخلفها التمثال، على حد تعبيره !

رئيس منظمة أرمن البصرة للإغاثة والتنمية “توني ساركيسيان”، والذي قام ببناء التمثال، أكد على أن الغرض منه هو توطيد التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في المحافظة، فهل تحقق له ما أراد ؟

إزالة تمثال العذراء يكشف غياب سلطات الحكومة وعدم قدرتها على تحقيق التعايش..

إن طلب المسيحيين إزالة تمثال “مريم العذراء”، التي هي وللمناسبة مقدسة عند المسلمين وباسمها سورة في قرآنهم، يعكس أقسى الظروف وأقصى الغربة التي يعيشونها في أوطانهم.

وفي المقابل فإن استجابة السلطات برفع التمثال تسير في عكس اتجاه معنى المواطنة، بل يُرسل ما مفاده أن العراق غير قادر على منع أي فتنة وغير مؤهل لحماية مواطنيه.. وهي رسالة في الوقت عينه بأن المسيحيين لا يأمنون على أنفسهم كذلك، فهل اضحى المسيحيون مضطهدون بلا وطن في بلدهم العراق.. وإذا كان كذلك فما مصير من بقي منهم متمسكاً ببلاد الرافدين على أمل أن يسكن التعايش أوطانهم ؟!

ألا يكفي ما تعرضوا له على يد “داعش”، إذ لم تبق كنيسة في الموصل إلا وهدمت، ودمرت الأديرة عن بكرة أبيها، ونهب منها ما نهب من وثائق وآثار ومخطوطات تعود لمئات السنين لا تقدر بمال.

فقط بقي دير وحيد وهو دير “مار متى”، الذي لم يصل إليه الدواعش لطبيعة تواجده في منطقة صعبة جغرافياً على قمة جبل مرتفع بالموصل، وحتى بيوت المسيحيين في “سهل نينوى” وُجِد منها ما هو مدمر من قبل جهات رفض المسيحيون أنفسهم اتهامها بأنها وراء تدميرها خشية تأجيج الأمور المشتعلة أصلاً.

المسيحيون في ظل صراعات كهذه يبحثون عن حقهم المعترف به في الدستور العراقي، كثاني أكبر مكون لديانة في العراق بـ14 طائفة مسموح لها بممارسة شعائرها، يتساءلون في انتظار الرد: هل يمنحهم الأكراد حقوقهم ؟.. أم تعيد لهم الإدارة المركزية في بغداد مكانتهم بعد كل هذه السنوات من المعاناة وتسمح برفع عدد ممثليهم في البرلمان من 5 نواب إلى أكثر في مستقبل قريب ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب