8 أبريل، 2024 5:38 ص
Search
Close this search box.

المسرح الوطني العراقي .. من “عائدة الشهيرة” إلى “السُبات المؤقت”

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – هناء محمد عبده:

أنشئ “المسرح الوطني العراقي” الذي كان يُعرف سابقاً بـ”المسرح القومي” قبل نحو” 100 عام” من الزمن وتم عرض العديد من المسرحيات العراقية لكبار الفنانيين من خلال خشبته ، ومن أهم الفنانين الذين وقفوا على خشبة المسرح الوطني هم الممثل “سامي عبد الحميد”، والفنانة “ناهدة الرماح” و”حق الشبلي” و”يوسف العاني”، و”خليل شوقي” و”زينب”، “إبراهيم جلال” و”بدر حسون” وغيرهم ، وشهدت خشبة هذا المسرح المئات من العروض المسرحية الرصينة . وقد جوبهت محاولات بعض القائمين على المسرح تخصيصه وتحويله إلى صالة عرض للأعمال التي باتت تعرف بـ”المسرح التجاري” برفض واسع من قبل الفنانين العراقيين.

يوسف العاني

أهم المسرحيات التي عرضت على خشبة “المسرح الوطني العراقي”..

من أهم المسرحيات التي عرضت على خشبة المسرح الوطني العراقي هو عرض “عائدة الشهيرة” عام 1926، وكان من جملة الممثلين مع فرقته “عناية الله محمود” و”أدهم” و”بهجت الحلاق” و”خضوري”، وعدد من الممثلين لا تُعرف أسماؤهم.

زيارة بعض الفرق الشهيرة للمسرح الوطني العراقي..

بعد عام 1926، وبعد زيارة فرقة “جورج أبيض” للعراق وعرض عدة مسرحيات على المسرح منها “عطيل”، و”عنترة بن شداد” تحمس بعض الشباب والهواة إلى العمل المسرحي رغم الصعوبات التي واجهتهم وقساوة القيود العائلية والعادات التي كانت مستحوذة على الناس وزاد شجاعة هؤلاء الشباب بمقاومة ذلك بعد فرقة “جورج أبيض” وتألفت بعض الفرق ، وإزداد نشاط هذه الفرق بعد مجيء فرقة “فاطمة رشدي” مع زوجها “عزيز عيد” بإسم “فرقة فاطمة رشدي صديقة الطلبة” فعرضوا عدة مسرحيات منها “كليوباترا والسلطان عبد الحميد والكبرال سيمون وغيرها” على مسرح “رويال سينما” وبعد سفر الفرقة برزت عدة فرق تمثيلية أهلية أولها الفرقة التي تأسست عام 1927 وفرقة “المعهد العلمي” و”جمعية إحياء الفن” والفرقة “العصرية” والفرقة “الشرقية” خلال عام 1927إلى عام 1931.

المرأة في المسرح العراقي ..

رائدة المسرح العراقي “ناهدة الرماح”

بحسب ما جاء في كتاب “فصول من تاريخ المسرح العراقي”، الفصل الخاص بـ ” رائدات المسرح العراقي” للباحث العراقي “لطيف حسن”، فإن من الصعب تحديد من هي “المرأه الأولى” التي صعدت على خشبة المسرح العراقي خلال القرن الماضي،أو خلال القرن الذي سبقه ، المعتقد فيه أن فن المسرح قد دخل العراق ، فالمجتمع “الرجولي” وتقاليده لم تكن تسمح في ذلك الوقت بفتح المدارس الخاصه بتعليم البنات ، فكيف تسمح لها بصعود خشبة المسرح المرفوض أصلاً كفن منذ بدايات دخوله حتى على ممارسة الرجال له .

المعروف أنه عند تأسيس “الملاهي الليليه” في بغداد وبعض المقاهي فيها التي أقدمت على تقديم الطرب والرقص في ذلك الحين، كانت السباقه في تقديم “المرأه المهمشه” إجتماعياً على المسرح ، كانت البدايات جلب هذه النساء من حلب ولبنان من غير المسلمات للعمل كمغنيات وراقصات ، وعندما تأسس المسرح العراقي في باحات المدارس ، قام الذكور بأداء أدوار النساء كتعويض عن هذا النقص، واستمرأداء الرجال لأدوار النساء كتقليد في المسرح العراقي حتى الخمسينات ، دون أن يشكل حرجاً إضافياً للممثل آنذاك في أن يؤدي هذه الأدوار على الحرج الاجتماعي الذي فيه كونه “ممثل” .

تاريخ الفرق المسرحية العراقية

عندما تشكلت الفرق المسرحية الشهيرة في العشرينات، جرت الإستعانة بالمطربات الشهيرات لأداء الأدوار النسائية ، وهذا كان الحال حتى في بدايات السينما العراقيه “عليا وعصام” إذ أستعين بالفنانة المطربة “عزيمه توفيق” و”سليمه مراد” ببطولة الأدوار النسائيه ، وهذا لم يكن مختلفاً عما كان عليه المسرح عموماً في المنطقه العربية التي كانت تمر وتعيش نفس المرحلة الاجتماعية.

“ثارات العرب” .. ومسرح “رويال سينما”..

في حزيران/ يونيو من العام 1922 تم نشر إعلان بصيغ مختلفة حول تمثيل “رواية ثارات العرب ” لصالح “مدرسة أهلية” على مسرح “رويال سينما” وكانت الإشارة الى الجهة التي تمثل الرواية المذكورة تأتي مرة تحت إسم “هيئة التمثيل العربي الأهلية” وتارة “هيئة التمثيل العربي الأهلي”.

يقول إعلان للهيئة نشرته جريدة “الإستقلال” في عددها الصادر في 28 آذار/مارس 1922:” اخدموا العلم وشاهدوا مجدكم …عليك أن تُسارع لشراء بطاقات الدخول لرواية “ثارات العرب” فتكون بذلك أعدت مجد أبائك الكرام” تلك هي رسالة المسرح التي آمنت بها هيئة التمثيل العربي وكذلك شأن العديد من المؤسسات الاجتماعية والثقافية، والفرق التمثيلية التي ظهرت في “بغداد ونينوى والبصرة” ومنها مدرسة “التفيض الأهلية” والمدرسة “الجعفرية الأهلية”، وفرقة “منتدى التهذيب” و”نادي التمثيل والموسيقى” و”جمعية إحياء الفن”، وعلى سبيل المثال نشير الى ما جاء في العريضة المقدمة الى الجهات المختصة قي 14 نيسان/أبريل 1928، والتي تقول :”إننا حباً بترقية فن التمثيل خاصة، وبقية الفنون الجميلة عامة وسعياً لبث روح العلم والعمل بين الطبقة العامة من أبناء هذا الشعب العزيز قد عزمنا على تشكيل فرقة تمثيلية دعوناها بـ”الفرقة التمثيلية الحديثة، وليس من ينكر ما للتمثيل من قدرة في إنماء هذه الروح في قلب أبناء الشعب”. فرق العشرينيات “الفرقة التمثيلية العربية” التي وقع طلب تأسيسها المقدم في 29كانون الثاني/يناير 1927 كل من السادة “عبد الرزاق عبد الرحمن” و”فاضل عباس بهرام” و”ناظم عبد الجليل الزهاوي” و”أحمد يحيى” و”حجي محمد”، و”ناجي إبراهيم” و”عبد العزيز علي” و”أحمد حمدي” وغيرهم.

حقي شبلي

لعل أبرز فرقة شكلت في هذه المرحلة من تاريخ النشاط المسرحي في العراق هي “الفرقة التمثيلية الوطنية”، التي إقترنت بإسم الفنان الرائد “حقي الشبلي” وقد تم تأسيسها في نيسان/أبريل 1927.

لقد كان لهذه الفرقة دور كبير في إنعاش النشاط المسرحي وتوسيع رقعته خاصة في النصف الأول من الثلاثينات عندما إلتف حولها العديد من الشباب الهواة وامتلكوا خبرة أهّلتهم فيما بعد لتأليف فرق جديدة إزدهرت طوال الثلاثينات، وحتى قيام “الحرب العالمية الثانية” حيث ساد الحياة الفنية “سُبات مؤقت” .. ومن أولئك الفنانين “يحيى فايق” و “عبدالله العزاوي” و”محمود شوكت” و”صفاء حبيب الخيالي” وغيرهم من الذين أداروا فرقاً عدة بينها كانت “الفرقة العربية للتمثيل” و “جمعية أنصار التمثيل” وفرقة “المعهد العلمي”، وكان للحرب العالمية الثانية أثر واضح على مجرى حركة الفن في العراق وخاصة المسرح فتوقف نشاط الفرق التمثيلية التي ظهرت في الثلاثينات،  لكن فناني الأربعينيات لم ييأسوا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب