28 مارس، 2024 4:15 م
Search
Close this search box.

اللعب بورقة اللاجئين اليهود .. كاتب إسرائيلي : لا سلام مع العرب إلا بالاعتذار والتعويض

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

لا شك أن قضية اللاجئين الفلسطينيين تعد أحد أهم المظالم التاريخية للشعب الفلسطيني، بحيث لا يمكن القفز عليها أو تجاوزها في أية تسوية للصراع العربي الإسرائيلي، ولكن الدكتور “إيدي كوهين” الكاتب والباحث الإسرائيلي في “مركز بيغين – السادات للدراسات الاستراتيجية”، قد جعل حل هذه القضية خصوصاً والصراع العربي الإسرائيلي عموماً مرهون بحل قضية اللاجئين اليهود الذين هُجِّروا من الدول العربية بعد النكبة الفلسطينية عام 1948.

مفتي القدس سبب نكبة الفلسطينيين..

يقول الباحث الإسرائيلي في بداية تحليله: “إن الفلسطينيين ومعهم منظمات “حقوق الإنسان” المختلفة والممولة أوروبياً وأميركياً يحتفلون بذكرى يوم النكبة في 15 أيار/مايو من كل عام. وكما اعتاد الزعيم الفلسطيني الحاج “أمين الحسيني” مفتي القدس أن يحيي الذكرى الحزينة لوعد بلفور في 2 تشرين ثان/نوفمبر من كل عام باعتباره يوماً مشؤوماً على الشعب الفلسطيني، أصبح الـ 15 أيار/مايو – يوم قيام دولة إسرائيل – يمثل للفلسطينيين ذكرى نكبتهم القومية التي تسبب فيها أمين الحسيني بتحالفه مع الزعيم الألماني النازي هتلر ضد اليهود”.

الدول العربية ثأرت لهزائمها بتشريد اليهود العرب..

يضيف “كوهين”: “بطبيعة الحال لا يمكن لأحد أن يتنكر لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ولكن بعد قيام دولة إسرائيل, قامت الدول العربية بتهجير مئات الآلاف من اليهود – الذين  كانوا لديها – إلى إسرائيل. فلما لم تفلح مساعي الدول العربية في هزيمة إسرائيل عسكرياً، حاولت أن تثأر من إسرائيل بطريقة أخرى، حيث انتقمت من اليهود الذين يعيشون ضمن حدودها، رغم أن بعضهم من أهل تلك البلاد حتى قبل الغزو العربي الإسلامي”.

المهجرون اليهود تركوا أموال بمئات المليارات..

يزعم الكاتب الإسرائيلي أن نحوًا من 900 ألف يهودي من سكان الدول العربية قد أُجْبِروا على الهجرة وترك كل شئ وراءهم. وقد قدَّرت الآن بعض الجهات الإسرائيلية أموال اليهود وممتلكاتهم المنهوبة والمُصادرة في بعض هذه البلدان – خاصة مصر والعراق – بمئات المليارات من الدولارات، في صورة عقارات ومعابد ومصانع وممتلكات خاصة, سُلبت منهم لا لشئ إلا لكونهم يهوداً.

ويضيف أن هؤلاء اليهود قد اضطُروا إلى مغادرة أوطانهم خوفاً على حياتهم، وهرباً من المذابح الكثيرة التي تعرضوا لها هناك، دون أن يقوموا بأي عدوان ضد مواطني هذه البلاد، وذلك على عكس اللاجئين الفلسطينيين الذين هربوا في أعقاب حرب الإبادة التي شنها زعماؤهم بمساعدة الجيوش العربية ضد إسرائيل.

مشكلة اللاجئين الفلسطينيين شرط للسلام مع إسرائيل..

يقول “كوهين”: “في مؤتمر قمة جامعة الدول العربية الذي عُقد في آذار/مارس الماضي في الأردن، أعاد الزعماء العرب طرح مبادرة السلام التي أعلنوها للمرة الأولى في قمة بيروت لعام 2002، والتي تنص في أبرز بنودها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في مقابل انسحابها من كافة الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تكون عاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194”.

على العرب أن يحذوا حذو الإسبان والألمان..

يرى الكاتب أنه “ليس مستغرباً من هذه المبادرة أن تطالب إسرائيل وحدها بتقديم التنازلات. ولذلك إذا افترضنا جدلاً أن إسرائيل ستقرر خوض مفاوضات سلام على أساس هذه المبادرة، فيجب عليها ابتداءً أن تطالب الدول العربية التي أجرمت في حق مواطنيها اليهود إبان كل فترات الصراع بتقديم اعتذار علني لهم، ليس ذلك فحسب وإنما تقوم بتعويض هؤلاء اليهود عن خسائرهم ومعاناتهم بعد طردهم من أوطانهم”.

ويضيف: “عبر التاريخ أقدمت شعوب كثيرة على الإجرام بحق الشعب اليهودي، وقد اعتذرت بعض هذه الشعوب بل وسعت أحياناً للتكفير عن جرائمها. فعلى سبيل المثال، اعتذر البرتغاليون والإسبان على اضطهادهم لليهود، ويقدمون حالياً جواز سفر لكل يهودي تعرضت عائلته للطرد من هذين البلدين، بما في ذلك طرد اليهود من إسبانيا عام 1492. كما أن الألمان الذين أبادوا ثلث الشعب اليهودي قد اعتذروا ووقعوا مع إسرائيل عام 1952 اتفاقية لتعويض الناجين من المحرقة النازية. على النقيض من ذلك، نجد أن الدول العربية لا تكتفي بأنها غير مستعدة لدفع تعويضات لليهود الذين هُجِّروا منها، وإنما لا تقبل بأن تعترف بالمظالم التي ارتكبتها بحقهم. لقد حان الوقت لأن تعتذر هذه الدول وقادتها عن تلك الجرائم وتعوض أولئك الذين تم نهب ومصادرة ممتلكاتهم”.

لا سلام مع العرب إلا بالاعتذار والتعويض..

يؤكد “كوهين” على أن إسرائيل تستطيع الإسهام في ردّ هذه المظلومية التاريخية بأن تعلن بشكل قاطع أنها لن توقع على أي اتفاق لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين أو الدول العربية، إلا إذا تم حلّ قضية المُهَجّرين اليهود وممتلكاتهم المنهوبة في الدول العربية. إن على إسرائيل – بصفتها دولة اليهود – واجب أخلاقي مبدأي، فضلاً عن كونه حقاً يكفله القانون الدولي، أن تطالب الدول العربية بتعويض اليهود عن العقارات والأراضي التي سلبتها منهم بصورة غير قانونية ومن دون أي مبرر.

وختاماً يرى الكاتب والباحث الإسرائيلي أن “الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قد قصَّرت بكل أسف في هذه المسألة، وهناك أمل في أن يتم تدارُكها في أقرب وقت ممكن, لأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طالما لم يتم التوصل إلى حل لقضية اللاجئين اليهود وممتلكاتهم المنهوبة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب