29 مارس، 2024 4:46 م
Search
Close this search box.

الكافيهات الجوالة .. تغزو شوارع طهران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لم يكن يومه جيداً.. خرج من مقر عمله إلى البيت, وعلى ناصية شارعه وقفت عربة ملونة يلتف حولها عدد كبير من الناس لفتت انتباهه, اقترب أكثر فرأى كافيه، والناس تتحاور بابتسامة، وتحرر مدة دقائق من التفكير في مشاكله اليومية.

مطعم بطول الشارع..

لم تمضي فترة طويلة, كما يقول “پویان خوشحال” مراسل صحيفة “المبادرة” الإيرانية، على ظهور “الكافيهات الجوالة” في إيران. وهذه الكافيهات تزداد بمرور الوقت لأنها لاقت قبولاً بين الناس.

وتنتشر هذه الكافيهات في شارع “30 تير” أحد أقدم شوارع العاصمة طهران، وأوجدت بعبارة أخرى مطاعم بطول الشارع. والمسؤولون غاضبون والسبب واضح كما يقولون هو التهديد الذي تمثله هذه الكافيهات على شارع “30 تير” التاريخي !

ويقول الدفاع المدني: “إنها خطيرة !.. فقد تنفجر أنبوبة غاز وتسبب كارثة”. بدوره قال عضو مجلس المدينة: “إنها خطيرة !.. وتضر بميراثنا التاريخي. فقد تقع حادثة في أي لحظة”. والبلدية تقول: “خطيرة !.. لأنها تسد الطريق !”.

في المقابل تلقى هذه الكافيهات قبولاً بين الناس ويسمونها عطلة ليالي طهران، وقد أبدت الجماهير ردود فعل إيجابية حيال تواجد هذه الكافيهات في شارع “30 تير”. وبالتالي ربما لن تمنع مخالفة المسؤولين من انتشار هذه الكافيهات، ولكن يبدو أنك هناك ضرورة ملحة لتنظيم آلية عملها.

أريد أن يتعرف الناس على عالمي..

“محمد”, صاحب سايرة فولكس زرقاء وجعل منها كافيه يحمل نفس الاسم, “محمد” حاصل على درجة الماجستير في الاتصال البصري, ولذا يهتم كثيراً بالفن. يقول, في حوار مع صحيفة “المبادرة” الإيرانية: “حقاً أنا عاشق للفن.. أعشق الرسم وهو تخصصي الأصلي. وقد خطرت لي قبل سنوات فكرة الكافيه. لم يكن مهماً بالنسبة لي ماذا سيحدث. فقط أحببت أن أمتلك كافيه. فبحثت بدايةً عن محل يصلح كافيه لكن كانت الكلفة باهظة جداً. ثم فكرت أن المحل ثابت ولن يمكنني التعرف على الثقافات المختلفة، وهذا اساءني كثيراً. وكنت أتطلع إلى أن يجرب الناس الشعور بين الحين والآخر يأتون ويتناولون القهوة، ويخرجون لدقائق من حياتهم اليومية ويرون عالمي”.

تقول الصحيفة الإيرانية: “ذات صباح تغير كل شيء بالنسبة لمحمد فاستجمع أفكاره وقرر افتتاح كافيه متجول. ففكر في البداية في اقتناء أتوبيس، لكن بدا الأتوبيس من وجهة نظر محمد كبيراً، ففكر في ميني باص ولم يكن ذلك ممكن ولكن لما لا ؟”.

يضيف محمد: “كان السفر بالميني باص شاقاً إلى حد ما. ولعلك تسأل لماذا السفر أليست كافيه ؟.. ما كان في ذهني هو أن أصنع كافيه لا يكون في المدينة. وإنما أطوف كل إيران وأتعرف على الثقافات المختلفة، وهذا ما جعل فكرة الميني باص تدور في ذهني وصولاً في النهاية إلى اقتناء هذا الابن – يقصد سيارته الميني باص -“.

وتصف صحيفة “المابدرة” الإيرانية هذا الابن بقولها: “سيارة فولكس زينها محمد بمهارته الخاصة في الرسم بأجمل شكل ممكن. وقد استغرق العمل على السيارة أربعة أشهر حتى تصل إلى شكلها النهائي”.

وحول التراخيص, يقول محمد: “لا يعطوننا تراخيص خاصة. ولكن تحتاج فقط إلى شهادة وزارة الصحة. وخلافاً لأراء بعض المسؤولين فالكافهيات الجوالة لا تسد الطريق، ولو كانت تفعل لاعترض الناس على وجودها”. وحول تفاعل الجماهير, يضيف محمد: “استقبال الناس للفكرة منقطع النظير، فابتسامة الناي لرؤية السيارة هو أفضل شيء في الدنيا. وهدفي الأساسي من المشروع أن أقدم للناس منتجات درجة أولى من الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة بأسعار مناسبة”.

يجب أن يعرف الناس ثقافة شرب القهوة..

ذهبت إلى كافيه جوال آخر, وكان برتقالي اللون واسم صاحبه “محمد” أيضاً. افتتح “محمد” هذا الكافيه منتصف العام الماضي، وبنى حياته على التجول بين المحافظات المختلفة. يقول: “هل القهوة مرة ؟.. لا. الناس تزنها مرة لكنها لاذعة. وأنا أحمل القهوة إلى القرى، إذ يجب أن يتعرف الناس على ثقافة شرب القهوة”.

يضيف “محمد”, خريج الهندسة المعمارية: “لون الكافيه يمنح الناس شعور بالطاقة. وأنا أحاول أن أتعرف على ثقافة الكافيه من خلال التحدث إلى الناس بطريقة”.

الحاجة إلى راعي..

الكافهيات المنتشرة حالياً في شارع “30 تير” ليست مجرد كافيهات وإنما هي أقرب إلى المطاعم التي تقدم وجبات سريعة. وهذا الموضوع قد يتسبب في وقوع حوادث مثل اندلاع النيران في هذا المكان التاريخي لكن هذا لا يعني القضاء على هذه الكافيهات حديثة النشأة، وإنما يمكن من خلال إيجاد آلية صحيحة واختيار راعي يمنح هذه الكافيهات الخيالية روحاً جديدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب