28 مارس، 2024 4:03 م
Search
Close this search box.

“الدروز” .. طائفة مازالت تبحث عن حقوقها الضائعة في إسرائيل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

ستظل الاقليات العرقية والدينية في إسرائيل تعاني من الظلم والتفرقة والاضطهاد, رغم ما تتشدق به حكومات الاحتلال من ديمقراطية ومساواة واحترام للقانون. فهاهم الدروز الذين يشاركون اليهود في معاركهم ضد العرب, يشكون من الغبن وعدم المساواة مع اليهود.

وفي هذا السياق نشر موقع (nrg) العبري تقريراً بقلم “ساريت أفيتان”، تناولت فيه أوضاع الدروز وما يشعرون به من غُبن وتفرقة, وكيف أنهم لم ينالوا حق المساواة، رغم تمثيلهم في الكنيست وخدمتهم في الجيش وتضحياتهم لحماية دولة إسرائيل.

الدروز: تمثيل جيد في البرلمان..

تبدأ الكاتبة “أفيتان” لافتة إلى إن حادث مقتل الشرطيين الدرزيين في الهجوم، الذي وقع قبل شهرين ونصف في منطقة الحرم القدسي، قد أكد أن الطائفة الدرزية والشعب اليهودي في دولة إسرائيل يواجهان مصيراً مشتركاً. فخلال سبعين عاماً، منذ قيام الدولة، سقط العشرات من أفراد الطائفة الدرزية التي تقاتل جنباً إلى جنب مع الجنود اليهود.

تُوضح “أفيتان” أن الكنيست الحالي يضم أربعة نواب من الدروز في أحزاب مختلفة وهم: “الوزير أيوب قرا (الليكود)، وعضو الكنيست أكرم حسون (كلنا)، وعضو الكنيست حمد عامر (إسرائيل بيتنا)، وعضو الكنيست عبد الله أبو معروف (القائمة المشتركة), الذي استقال مؤخراً عملاً بنص اتفاق التناوب داخل الحزب”. لكن يوم الثلاثاء الماضي، عاد مرة أخرى عدد النواب الدروز في الكنيست إلى أربعة حيث حل “صالح سعد”، رقم 26 في قائمة المعسكر الصهيوني، محل عضو الكنيست المعتزل “إمانويل تراختنبرغ”.

وهذه النسبة من التمثيل النيابي للدروز داخل الكنيست, تفوق نسبتهم في المجتمع الإسرائيلي، ورغم ذلك فلا تزال قضاياهم غير مُثارة في أروقة الكنيست، باستثناء مسألة خدمتهم العسكرية والوطنية.

وقال عضو الكنيست “عامر”: “لقد شعرت الطائفة الدرزية بالتعاطف الشديد من جانب الجمهور الإسرائيلي بعد الاعتداء الذي وقع في الحرم القدسي وأدى لمقتل شرطيين درزيين”.

النواب الدروز لا يحققون إنجازات لناخبيهم..

كما يرى “صالح سعد” أن التمثيل النيابي للطائفة الدرزية لا يُحقق الإنجازات المرجوة. وهو يُلقي بالمسؤولية في ذلك على زملائه في الكنيست والحكومة الإسرائيلية بقوله: “إن كون الدروز ما زالوا يعانون من انعدام المساواة الاجتماعية وعدم الحصول على حقوقهم في الإسكان والبنية التحتية, لهو دليل على أن التمثيل النيابي للدروز لم يُجدي نفعاً, ولا عُذر للنواب الدروز في ذلك لأنهم يتبعون الائتلاف الحكومي وليسوا ضمن المعارضة”. وشكى “سعد” من الوزير الدرزي “أيوب قرا”، الذي طالبه بمعالجة خمس قضايا رئيسة تهم الدروز، إلا أنه لم يستجب رغم نفوذه داخل حكومة “نتنياهو”.

إن الانتقاد الموجه ضد الوزير “قرا” يأتي أيضاً من داخل “حزب الليكود”. لأن “قرا” يخوض الانتخابات التمهيدية داخل الحزب في كل مرة ضمن المقعد المخصص للدروز، وهذا يتعارض مع القانون التأسيسي للحزب، الذي لا يسمح بذلك سوى مرة واحدة. كما يزعمون أن النائب الدرزي مدعوم من المستوطنين وهو يعمل لصالحهم وليس لصالح الطائفة التي ينتمي إليها.

الدروز ينتمون للأحزاب اليمينية..

تقول “أفيتان”: ليس من المستغرب أن ينتمي غالبية الدروز للأحزاب اليمينية، مثل “الليكود” و”كلنا” و”إسرائيل بيتنا” و”البيت اليهودي”. وبحسب آراء قيادات الطائفة الدرزية وكوادرها الحزبية، فيبدو أن عضو الكنيست “حسون”، من حزب “كلنا”، هو القادر على تحقيق أهم الإنجازات – مثل الموافقة على خطط البناء والخطط الهيكليه للقرى، وذلك بفضل علاقاته الجيدة مع مسؤولي وزارة المالية ولجان التخطيط.

حالة من الغضب تجتاح الدروز..

قال “سعد”: “يؤسفني أنه لا بد أن أُذكر دائماً بأننا واليهود مصيرنا واحد ودولتنا واحدة”. مُضيفاً: أن “الدروز أصبحوا في حالة شديدة من الغضب وكأنهم برميل من المتفجرات وحينما سينفجر، فلن يمكن لأحد أن يسيطر عليه. كما يشعر شباب الدروز أيضاً بعدم الرضا، وقيادتهم ناجحة حتى الآن  في السيطرة عليهم لكن الوضع أصبح لا يُطاق”. لقد كان 30% من الدروز يصوتون لصالح حزب”المفدال” التاريخي، لكن “أسعد” يشعر بأن هناك مسؤولين في “البيت اليهودي” يفضلون حالياً ألا يكون للدروز مكان في ذلك الحزب. ويضيف: “إن الدروز قد اثبتوا ولاءهم للدولة ولا بد للإسرائيليين أن يُدركوا ذلك”، ورغم هذا الانتقاد فإنه يقر بأنه شخصياً يحظى بمعاملة جيدة من نواب الحزب. حيث يقول: “حينما تواجهنا مشاكل، فإنني اتصل بـ(موتي يوجيف) فيأتي فوراً إلى قُرانا”.

في الختام تقول “أفيتان”: “خلاصة القول إن هناك تمثيل نيابي مناسب للدرز, ولكن ينبغي على من تم انتخابهم للعمل في الكنيست والحكومة الإسرائيلية – أن يتذكروا الجمهور الذي أوصلهم لتلك المناصب وأن يفعلوا ما بوسعهم من أجله، وألا يكتفوا بالتصريحات الرنانة التي يطلقونها عشية الانتخابات التمهيدية. والدعوة موجهة أيضاً إلى الجماهير الإسرائيلية، وعلى رأسهم صناع القرار. فعليهم أن يتذكروا الدروز ليس فقط في وقت الحروب أو خلال مراسم إحياء الذكرى، ولكن أيضاً باتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تحسين مستوى معيشتهم. حتى تكون هناك أيضاً شراكة في الحياة، إلى جانب الشراكة في التضحية بالنفس”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب