7 أبريل، 2024 5:52 ص
Search
Close this search box.

الخبز الذي كان أجر .. انهيار الاقتصاد الإيراني على رأس عمال البناء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

بلا شك تحولت رؤية العمال وهم يجلسون على جداول المياه أو يجتمعون حول الميادين، إلى موضوع يومي ومتكرر بالنسبة للمواطنيين الإيرانيين.

ذلك أن الركود الاقتصادي الذي يضرب البلاد حالياً، يلقي بظلاله الثقيلة على هذه الفئة الضعيفة من المجتمع. وقد دفعهم العجز عن توفير متطلبات المعاش إلى اختيار زاوية من المدينة يجتمعون فيها. بعبارة أفضل لم يرحم الركود الاقتصادي أي من أفراد هذه الفئة، ولم يجدوا في ظل انحسار مشاريع التشييد سوى اختيار المعابر للمناقشات الجماعية وحل المشكلات على طريقتهم الخاصة.

وللأسف يواجه سوق الاسكان حالياً, داخل الجمهورية الإيرانية، الكثير من الأزمات التي تتطلب البحث عن سبل حقيقية للحيلولة دون تفاقم الأزمة مستقبلاً. كذا وبالنظر إلى شمولية قطاع البناء ربما تعتبر هذه الصناعة أحد مؤشرات نجاح الحكومة شريطة القضاء على أزمة الإسكان. ويجب على الحكومة بذل الجهد للقضاء على مشكلات قطاع الإسكان، لكن للأسف لا توجد الكثير من المؤشرات على ذلك.

بطالة 70% من عمال البناء.. 

تنقل صحيفة “التجارة” الإيرانية, عن عضو الهيئة الإدارية للمركز الأعلى للنقابات العمالية “هادي ساداتي” قوله: “كما سبق وأن أعلن رئيس الجمهورية فنحن نعاني ركوداً كبيراً في قطاع الإسكان أدى إلى بطالة 70% من عمال البناء”.

وأضاف مبيناً مدى ضعف هذه الطبقة العمالية: “في حال وجد عامل بناء فرصة للعمل فسوف يحصل على عائد مادي يتراوح بين 40 – 50 ألف طومان يومياً. وهذا المبلغ ضئيل جداً ولا يكفي للإعاشة حيث تبلغ نفقات أسرة واحدة فيها 4 عمال حوالي 3 مليون طومان، وعلى أحسن الفروض سوف يتعين على عامل البناء البحث عن عمل إضافي. ويميل أرباب العمل للأسف إلى العمالة الأجنبية لأنها أرخص، كما أن العامل الوافد يكلف نفسه فوق طاقتها. أضف إلى ذلك عدم التعرض للمساءلة حال وقوع حوادث للعمالة الوافدة. ونحن لا نستطيع منع العمالة الوافدة من العمل ولكن نعتقد في ضرورة وجود قوانين تخص العمالة الوافدة كالقوانين الموجودة والخاصة بالعمالة الإيرانية. ولما نستعين بعمالة أجنبية إذا كنا نعاني في الوقت الراهن بطالة ما يقرب من مليون عامل إيران ؟”.

بدوره يقول “رضا منادي”, الخبير في مجال صناعة البناء: “صناعة البناء تعرف في العالم باسم “الصنعة الأم”. والركود الذي يخيم على هذا القطاع الاقتصادي المهم، بالاضافة إلى موسمية العمل في قطاع التشييد أدى إلى زيادة البطالة بين الأوساط العمالية. حتى أن بعضهم يعجز عن دفع التأمينات الشهرية. بعبارة أخرى، الآجر خبز هذه الفئة الضعيفة”.

بطالة جائرة..

انتقد “محسن أمير آبادي”, سكرتير نقابة عمال البناء بمحافظة خراسان الرضوية، طريقة تعاطي الحكومة ونواب البرلمان مع أزمة العمال, وقال: “البطالة ومحاصصة التأمينات منتهى الظلم. لقد تم تشريد 80% من عمال البناء في الفترة من العام 2014 وحتى الآن، والمحظوظ الذي يجد عمل يقبل بعوائد مادية أقل من الأعوام المادية. وأسوأ مشروع ممكن ان تراه هو السيطرة على تأمينات عمال البناء لأنها الأقل قيمة، والمسؤولون يفكرون يومياً في كيفية تدميرها بدلاً من اصلاحها”.

وتطرق “أمير آبادي” إلى معاش عمال البناء قائلاً: “يُحال عامل البناء إلى المعاش في سن الـ70 شريطة على أن يكون قد سدد التأمينات لمدة 35 عاماً وهذا عين الظلم، إذ كيف لعامل البناء تسديد تأمينات لمدة 35 عاماً في ظل صعوبة العمل بهذا القطاع ؟.. ومن الطبيعي ضرورة تغيير هذه الطريقة. لقد انخفض مستوى معيشة عمال البناء بشدة ومن المخجل ألا أحد يفكر في علاج هذا الأمر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب