20 أبريل، 2024 4:48 ص
Search
Close this search box.

“الحريديم” .. تطارد فتيات إسرائيل حتى داخل الحرم الأكاديمي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

يبدو أن الوسط الأكاديمي الإسرائيلي الذي كان بعيداً عن سطوة التيارات الدينية التي فرضت نفوذها على كثير من مناحي الحياة في إسرائيل، قد بات هو الآخر مهدداً بالسقوط في شَرَك المخططات الحريدية (الأصولية اليهودية)، إذ تسعى تلك التيارات للقضاء على ظاهرة الاختلاط في الجامعات، وجعل الفصل بين الجنسين سارياً على المستويات الجامعية. وفي هذا السياق طالعتنا صحيفة “هاأرتس” الإسرائيلية في مقالتها الافتتاحية برصد جهود “الحريديم” لتعميم مبدأ الفصل بين الجنسين حتى على جميع الطلاب في إسرائيل، والتنازلات الحكومية في هذا الصدد.

الفصل بين الجنسين يشوه منظومة التعليم..

تقول صحيفة هاأرتس: “إن القرار الذي يزمع مجلس التعليم العالي إصداره، والذي يقضي بإنشاء فصول دراسية منفصلة للبنين والبنات حتى داخل الحرم الجامعي، ما هو إلا إذعان أمام قوة التيارات الحريدية التي تسعى لإعادة تشكيل المجتمع الإسرائيلي وفقاً لمبدأ الفصل بين الجنسين في الشارع والجيش والمدرسة والآن في الجامعة أيضاً”.

وتطالب الصحيفة الإسرائيلية بضرورة اتخاذ موقف حازم ضد هذا التوجه, لأن تلك الأجواء السيئة باتت الآن تخيم على أغلب مناحي الحياة ولم تسلم منها حتى الجامعات. كما تطالب الصحيفة بالتصدي لتلك التيارات الدينية المتشددة وعدم السماح لها بتشويه منظومة التعليم العالي التي تقوم في مبادئها وأهدافها على تحقيق المساواة وإتاحة التعليم للجميع”.

الفصل بين الجنسين بات يحظى بالمشروعية..

تضيف الصحيفة: “إن منظومة التعليم العالي – في محاولة منها لاسترضاء الحريديم وإغرائهم بالالتحاق بمؤسساتها – اضطرت إلى الرجوع خطوة للوراء، فالفصل بين الجنسين الذي تم تسويقه في بداية الأمر على أنه شر لابد منه ولكنه مؤقت ومحدود، قد بات الآن يحظى بالمشروعية القانونية, وأصبح ليس فقط قاعدة متبعة في البرامج التعليمية المخصصة للحريديم للحصول على المؤهلات الجامعية الأساسية كالليسانس والبكالوريوس، وإنما يجري النظر في تطبيقه أيضاً للحصول على الماجستير والدكتوراه في بعض التخصصات العلاجية التي يعتبر المجتمع الحريدي في أمس الحاجة إليها. ولربما نجد أن مجلس التعليم العالي – استجابة لتلك الاحتياجات – مستعد للموافقة على استبعاد الأستاذات المحاضِرات من قاعات الدراسة المخصصة للطلاب البنين فقط”.

سعي حثيث لتعميم مبدأ الفصل بين الجنسين..

تؤكد هاأرتس على أن الاقتراح بتوسيع المؤسسات التعليمية الحريدية لتشمل طلاباً من غير الحريديم، لربما يعد المظهر الأكثر وضوحاً للآثار السلبية التي نتجت عن قرار الفصل بين الجنسين. وقد أدى إجراء مماثل إلى تجفيف العديد من المؤسسات التعليمية في القطاع الحكومي الديني، والتي يبدأ فيها الفصل بين البنين والبنات مع الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية.

وترى الصحيفة أن هذا الخطاب الرجعي تقوده جهات متطرفة ذات صبغة “حريدية قومية”، والأنكى من ذلك أنها في هذا الصدد قد نجحت في تسخير أجهزة الدولة لتمويل وتنفيذ توجهاتها. والآن تريد تلك الجهات تطبيق ذلك أيضاً في الأوساط الأكاديمية.

المجتمع الأكاديمي قائم على الانفتاح والاندماج لا الانغلاق والانعزال..

تؤكد الصحيفة على أن أحد المبادئ الأساسية في الوسط الأكاديمي هو الانفتاح على الناس والأفكار والواقع المحيط، وبالتالي فمن الصعب أن نتخيل وجود مجتمع أكاديمي لا يتبنى مثل هذا الحوار والتفاعل المستمر. لكن خطة مجلس التعليم العالي الهادفة لإرضاء الطلاب الحريديم ثم مِن خلفهم بقية المنادين بفكرة الفصل بين الجنسين، لن تؤدي إلى أي حوار أو تلاقي، بل على العكس من ذلك ستؤدي إلى خلق حواجز الفرقة والانقسام حتى داخل الأوساط الجامعية نفسها، بما يعني الإضرارا بصلب الروح الأكاديمية ذاتها.

نفتالي بينيت

طريق التنازلات يبدأ بخطوة..

مضيفة الصحيفة الإسرائيلية أن مسؤولين كبار في منظومة التعليم العالي مازالوا يتذكرون النقاشات الحادة التي كانت دائرة بخصوص التنازلات الأولية لإتاحة البرامج التعليمية الخاصة بالحريديم قبل خمس سنوات. وتحول ذلك التنازل المؤقت إلى دائم ثم تعاظم وتفاقم. ولا ينبغي تقبل مثل تلك التغييرات التي تحظى بتشجيع وزير التعليم “نفتالي بينيت” – الذي يشغل منصباً هاماً في مجلس التعليم العالي الذي أصبح يحمل توجهاً دينياً أكثر من أي وقت مضى, لاسيما بعد أن انضم إليه ممثل عن التيار الحريدي – يدعم تلك التنازلات.

معاً من أجل حماية المجتمع الأكاديمي..

ختاماً ترى الصحيفة أنه إذا تمت الموافقة على برنامج التعليم الحريدي، فإنه يتوجب على رؤساء الجامعات والمعاهد العليا وكذا أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم ومن قبلهم جماهير الطلاب، أن يتكاتفوا لمحاربة ما يهدد القيم الأكاديمية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب