29 مارس، 2024 5:11 م
Search
Close this search box.

“التنين الصيني” يواصل صعوده .. 55 مفاعلاً نووياً وأطول سكك حديدية وأنفاق في العالم

Facebook
Twitter
LinkedIn

تفوقت على جيرانها من الدول المتقدمة، بل تخطت نجاحات أميركا، رغم تجاوز عدد سكانها المليار و340 مليون نسمة وأصبح الباحثون والعلماء يبحثون في أسباب هذا الصعود السريع للصين.. ففي 40 عاماً فقط تحولت من دولة فقيرة إلى كيان اقتصادي زراعي صناعي ينافس كبريات دول العالم ويحسب لها الجميع ألف حساب.

ثاني أكبر اقتصاد في العالم..

الصين.. أصبحت من كبريات اقتصادات العالم، بل إن أقرب الترشيحات تصنفها بالاقتصاد الثاني على العالم بعد أميركا مباشرة، باحتياطي نقدي يبلغ 11 تريليون دولار.. لتستحق لقب “المعجزة الاقتصادية الصينية” عن جدارة.. فكيف جاء هذا الصعود ؟

إصلاحات 1978.. نقطة التحول..

قبل نحو 40 عاماً كانت مجرد دولة فقيرة يغلب عليها الطابع الزراعي، أكثر من 30 % من سكانها تحت خط الفقر، إلى أن جاء عام 1978 عندما فاجأت الصين العالم بما قالت إنه عهد جديد من الاصلاحات الاقتصادية العظمى.

السماح بزراعة الأرض مقابل حصة من الإنتاج وتسويق المحصول..

بداية هذه الإصلاحات خطة طموحة للنهضة الزراعية، إذ إنه ومنذ عام 1975 كان أكثر من 60 % من الصينيين يعملون بالزراعة ويعيشون في الريف.. حتى سمح لهم باستصلاح الأراضي مقابل نسبة من المحصول تباع لصالح الدولة، على أن يتم بيع المحصول المتبقي في أسواق مفتوحة أنشأتها الصين.

ثم تدريجياً حررت الحكومة الصينية أغلب المحاصيل الزراعية من سيطرتها واكتفت بحماية المزارعين بتأمين ضبط الأسعار وتسهيل شحن وبيع ما تنتجه أراضيهم.

خطوة كان لها أكبر الأثر على الرقعة الزراعية في الصين، إذ زادت المساحات المنزرعة بشكل غير مسبوق.

تخطيط إلزامي لمجموعة من الإصلاحات واعتماد السوق الحر..

بموازاة ذلك، كانت الصين تسير على خط النهضة الصناعية والتجارية، إذ عممت ذات النموذج الخاص بالإصلاح الزراعي الذي يجمع بين التخطيط الإلزامي والسوق الحر، بحيث تستطيع أي شركة أو مصنع بيع منتجاتها للسوق الحر بضوابط تلتزم بها تحددها الحكومة.

وقامت الشركات الصينية باستخدام الفائض في توسيع أعمالها، ثم انضمت الصين إلى “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي”.

إجبار المواطنين على المشاركة في بناء 4 مناطق تجارية في العالم..

بعدها أنشات أربع مناطق تجارية خاصة من كبريات المناطق الاقتصادية في العالم، مستخدمة في ذلك أموال الضرائب التي يسددها الصينيون حتى يتحقق لديهم شعور الانتماء وأن كل مواطن مساهم بنفسه في تشييد تلك المنطقة.

وسرعان ما امتلأت المدن الأربعة بالمعارض الضخمة، التي عرضت فيها آلاف الشركات الصينية منتجاتها، ثم بدأت المدن الجديدة باستقطاب الشركات العالمية لبناء المصانع واستغلال اليد العاملة الرخيصة.

“بورصة الصين” تحقق معدلات نمو منذ 1990..

حتى جاء عام 1990، إذ افتتحت أسواق الأسهم الصينية “البورصة”، ليرتفع النمو الاقتصادي بمعدل سنوي تجاز 10% لأكثر من 10 سنوات متتالية، ليتجاوز نحو 500 مليون مواطن صيني خط الفقر.

بعدها تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين 11 تريليون دولار، وارتفع احتياطها من العملة الأجنبية من 11.9 مليار دولار في عام 1985، إلى أكثر من 11 تريليون دولار في عام 2016، هكذا صعد الاحتياطي النقدي للصين بصورة لا تستطيع دول كبرى تحقيقها في سنوات قليلة، بل أصبحت أكبر مُصدر وثاني أكبر مستورد في العالم.

أكبر 4 بنوك في العالم..

الصين الصاعدة بقوة إلى مصاف أهم الاقتصادات الدولية، تمتلك أكبر 4 بنوك في العالم، ما جعلها تقدم القروض لدول عظمى، ويملك كل منها أصولاً تتجاوز 2.5 تريليون دولار، فضلاً عن امتلاك “البنك الصناعي والتجاري” الصيني وحده أصولاً تجاوزت قيمتها الـ3.5 تريليون دولار أميركي.

أكبر شركة خدمات هاتف محمول في العالم بـ 835 مليون مستخدم..

تعد شركة “تشاينا موبايل” أكبر مشغل لخدمات الهاتف المحمول في العالم بـ 835 مليون مستخدم، ومنذ عام 2011 تربعت شركة “هاير” الصينية على عرش صناعة الأجهزة المنزلية في العالم.

أكبر مجموعة بيع على الإنترنت في العالم..

في 2016 تفوقت مجموعة “علي بابا” للتسوق الإلكتروني على متجر “وول مارت” الأميركي، كأكبر متجر للتجزئة في العالم.

لم تكتف الصين بالزراعة والصناعة والتجارة، بل سارت على درب نهضة البناء أيضاً، إذ يفوق ما شيده التنين الصيني في 40 عاماً كل ما بنته أميركا من الأبنية في تاريخها.

مدينة واحدة عملاقة تستوعب 130 مليون صيني..

مع تزايد الحاجة إلى توسيع المدن الرئيسة، تعمل الصين على بناء مدينة عملاقة هي الأكبر في العالم، تدمج 3 مدن ومركزها العاصمة بكين لتضم أكثر من 130 مليون نسمة، مجموع سكان دول كـ”مصر والسودان” !

التنمية الصينية طالت كذلك المواصلات، إذ تسعى الصين لإيصال طول سكك القطارات السريعة إلى أكثر من 35 ألف كيلو متر، لتصبح أكبر مشروع بنيىة تحتية في التاريخ !

السكك الحديدية تنقل 24% من إجمالي حركة العالم..

تنقل السكك الحديدية في الصين 24% من إجمالي ما تنقله قطارات العالم، إذ يستقلها 2.5 مليون مسافر يومياً سواء رحلات طويلة أو قصيرة.

في الصين سنجد أطول رحلة قطار في العالم أيضاً، بطول 2400 كيلو متر، بل إنها تفوقت كذلك في القطارات السريعة بسرعة 500 كيلو متر في الساعة.

بل أصبحت الصين مصدرة لتكنولوجيا القطارات السريعة لكل من “أميركا الجنوبية والسعودية وتركيا”، كما أنها تعمل حالياً على تصديرها إلى “أميركا وروسيا وميانمار”.

الأنفاق البحرية والجسور.. تفوق من نوع آخر للتنين الصيني..  

فهل توقفت النهضة الصينية بعد كل هذا.. أبداً، فقد امتدت إلى الأنفاق البحرية والجسور المعلقة، ففي سعيها لربط شمال البلاد بجنوبها وشرقها بغربها.

احتاجت الصين إلى بناء أنفاق وجسور عملاقة، ومن أبرز المشاريع، نفق “بوهاي”، وهو أطول نفق في العالم يسير تحت الماء في جزء كبير منه بين طرفي مضيق “بوهاي” شرق الصين، ويمتد 67 ميلاً وتقدر تكلفته بـ42 مليار دولار، ومن خلال هذا النفق أصبحت الصين تمتلك أحدث تكنولوجيا الحفر، مما أتاح لها تنفيذ مشروعات عملاقة حول العالم، مثل نفق مضيق “بيرينغ” الذي يصل روسيا بأميركا تحت الماء.

بينما أشهر جسور الصين العملاقة، تلك التي يجري بناؤها لتصل بين طرفي خليج “نهر اللؤلؤ” شرق الصين بطول عشرات الكيلو مترات، وسيتمد إحداها تحت الماء جزئياً لتجنب قطع الطريق على السفن على موانئ “هونج كونغ” المزدحمة.

55 مفاعلاً نووياً لتوليد الطاقة !

وأخيراً، صعدت الصين كأحد أهم الدول العاملة في مجال الطاقة، إذ احتلت الصين صدارة العالم في إنتاج الطاقة المتجددة بإنشائها سد الممرات الثلاثة الذي يعد أكبر محطة لتوليد “الطاقة الكهرومائية” في العالم.

كما تعمل بكين على بناء أكبر محطة لتوليد “طاقة الرياح” في العالم، وضاعفت الصين كذلك قدرتها على إنتاج الطاقة الشمسية 100 مرة في 10 سنوات لتتصدر دول العالم في إنتاجها.

يمتلك التنين الصيني 31 مفاعلاً نووياً لتوليد الكهرباء، وعلى عكس التوجه العالمي لتقليص الاعتماد على الطاقة النووية بعد كارثة مفاعل “فوكوشيما” في اليابان، تعمل الصين على بناء 24 مفاعلاً آخر، لمضاعفة قدرتها على توليد الطاقة 4 مرات بحلول عام 2030.

لقد نجحت الصين في مدة قصيرة في بناء نهضة متكاملة، تفوقت فيها على الدول الغربية باعتمادها على ترسيخ مبدأ أن الصين صاحبة حضارة آلاف السنين في أذهان مواطنيها، وأن الدولة بجميع أجهزتها هي الحارس لتلك الحضارة القديمة والنهضة الجديدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب