10 أبريل، 2024 5:33 م
Search
Close this search box.

الاتفاق النووى يواجه أسبوعاَ ملتهباَ بالأمم المتحدة .. هل يخضع “ترامب” لضغوط إسرائيل بإلغاؤه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الاتفاق النووي على المحك، حيث يواجه هذا الاسبوع في الأمم المتحدة محاولات شديدة لإجهاضه؛ ففي الوقت الذي يحاول فيه الأوروبيون إقناع إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترمب” المتشككة بالحفاظ عليه، تضغط إسرائيل على “ترامب” من أجل  إلغاؤه لزيادة الضغوط على خصمها الإقليمي، حيث يتعين على “ترمب” اتخاذ قرار قد يعصف بالاتفاق مع حلول منتصف تشرين أول/أكتوبر المقبل.

قرار قريب جداً..

في بداية اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين 18 أيلول/سبتمبر 2017، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الأميركي إنه سيكشف “قريباً جداً” عن قرار بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

ويوم الخميس الماضي، كرر “ترامب” رأيه السابق بأن إيران تنتهك “روح” الاتفاق، الذي حصلت طهران بمقتضاه على تخفيف أعباء العقوبات المفروضة عليها مقابل تقييد برنامجها النووي.

وقد وصف الرئيس الأميركي الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه الديمقراطي “باراك أوباما”، بأنه “أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق”.

إعادة النظر أو الانسحاب..

رغم تناغم “نتنياهو” مع “ترامب” بالموقف من إيران ومشروعها النووي، إلا أنه يعمل بكل الوسائل من أجل ممارسة الضغوطات والتأثير على “ترامب” لإعادة النظر في الاتفاق النووي وانسحاب واشنطن منه.

ومن المفروض أن يوقع “ترامب”، بتاريخ 15-10-2017، على وثيقة تؤكد على أن إيران تمتثل فعلاً للاتفاق ولا تنتهك إلتزاماتها، مما يؤكد استمرار وقف العقوبات المفروضة عليها. وهذا إجراء مطلوب كل ثلاثة أشهر، وقد وقع “ترامب” مثل هذه الوثيقة بالفعل مرتين منذ توليه منصبه.

وتتبادل واشنطن وطهران الاتهامات بانتهاك الاتفاق، الذي ولد بعد مخاض تفاوضي استمر عشرة اعوام ودخل حيز التنفيذ في كانون ثان/يناير 2016، لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية عن طهران.

ستواجه صعوبات في التغيير أو الإلغاء..

مع إطلاق مثل هذه التصريحات، التي أصبحت بشكل يومي، حول البقاء على الاتفاق من عدمه، والتي ظن الجميع من شدتها أن “ترامب” سيقوم بإلغاء الاتفاق، وفجأة وقع الاسبوع الماضي للمرة الثانية على تمديد الاتفاق مع فرض عقوبات على 11 كياناً إيرانياً بتهمة أنهم على صلة ببيع معدات تتعلق بالمواد النووية، إلا أنه وبعد دخول إسرائيل علي الخط.. هل يفعلها “ترامب” فعلاً في المرة الثالثة أم لن يتمكن من ذلك ؟.. فبحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية يبدو أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة بإلغاء الاتفاق النووي أو تغييره، مع توقيعه من قوى أوروبية أخرى، خاصة وهذه الدول غير معنية بتغيير الاتفاق مع طهران.

إعلان “الحرس الثوري” منظمة إرهابية..

مصادر مقربة من “ترامب” ذكرت مؤخراً أنه يتم التخطيط لعقوبات جديدة ضد إيران خارج إطار الاتفاق. وأحد هذه العقوبات إعلان “الحرس الثوري” كمنظمة إرهابية، حيث يتعين على الرئيس أن يتخذ قراراً بشأن المسألة بحلول منتصف تشرين أول/أكتوبر 2017.

وأكدت خلاصات “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” على وفاء طهران بإلتزاماتها، إلا أن إمكانية نقض واشنطن للاتفاق يثير قلق بعض حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين الذين ساعدوا في التفاوض عليه، وخاصة في وقت يواجه فيه العالم أزمة نووية أخرى تتمثل في برامج “كوريا الشمالية” النووية والصاروخية.

نجازف بخلط الأمور..

دبلوماسي أوروبي كبير شارك في عملية التفاوض، التي استغرقت 18 شهراً وأدت إلى الاتفاق، قال: “كلنا نشارك الولايات المتحدة قلقها بخصوص دور إيران في زعزعة الاستقرار في المنطقة، لكننا نجازف بفقدان كل شيء بخلط الأمور”.

وهو ما سيفعله “ترامب” في تشرين أول/أكتوبر المقبل، فيما إذا كان سيشهد بأن إيران ملتزمة بالاتفاق المعروف باسم “خطة العمل المشتركة الشاملة”، وإذا لم يشهد بذلك فأمام الكونغرس 60 يوماً للبت فيما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي رُفعت بمقتضى الاتفاق.

لن نخضع للضغوط..

في رداً قوياً على أي “خطوة خاطئة” من جانب واشنطن فيما يخص الاتفاق النووي، أكد المرشد الأعلى للثورة في إيران آية الله “علي خامنئي” على أن بلاده ستبقى “صامدة” أمام ضغوط الولايات المتحدة، قائلاً إن “إيران أمة قوية، لن تخضع للضغوط ولن تنحني”، مضيفاً أن “المسؤولين الأميركيين الفاسدين والكاذبين والمخادعين يتهمون بوقاحة الأمة الإيرانية بالكذب، فيما الأمة الإيرانية تتصرف بإخلاص، وستواصل على هذا المسار إلى النهاية”.

محذراً: “على العدو أن يعلم أن القوة والغطرسة قد تلقيان استجابة في أنحاء أخرى من العالم، لكن ليس في الجمهورية الإسلامية”.

ستدفع ثمناً غالياً..

من جانبه، قال الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إن الولايات المتحدة الأميركية “ستدفع ثمناً غالياً”، إذا ما قام “ترامب” بإلغاء الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة دول (5+1)، التي تضم كلاً من “الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا”.

وقال “روحاني”، في مقابلة مع شبكة “CNN” الأميركية إن: “الخروج من هذا الاتفاق سيحمل معه ثمناً غالياً للولايات المتحدة الأميركية، ولا أعتقد أن الأميركيين مستعدون لدفع مثل هذا الثمن المرتفع مقابل أمر سيكون بلا جدوى بالنسبة لهم”.

مشيراً “روحاني” إلى أن قيام الإدارة الأميركية بمثل هذا الأمر “لن يكون له أي نتائج بالنسبة لواشنطن، إلا أنه سيؤدي إلى تقليل وقطع الثقة الدولية بالولايات المتحدة الأميركية”.

و شدد الأمين العام للأمم المتحدة “انطونيو غوتيريش”، أثناء لقائه “روحاني”، على “اهمية تطبيق كامل وحقيقي (للاتفاق) من جانب جميع المشاركين”، بحسب بيان للأمم المتحدة.

يجب الحفاظ عليه لتفادي انتشار الأسلحة النووية..

كما دافعت “فرنسا” بقوة عن الاتفاق النووي، الذي أبرم مع إيران، قائلة إنه من المحتمل إجراء محادثات لمواصلة تطبيق الاتفاق بعد انتهائه عام 2025، لكن السماح بانهياره قد يدفع جيران إيران للسعي إلى امتلاك أسلحة نووية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي “جان إيف لو دريان”: “من الضروري الحفاظ عليه لتفادي انتشار (الأسلحة النووية). خلال هذه الفترة التي نشهد فيها مخاطر من كوريا الشمالية ينبغي أن نحافظ على هذا الخط”، مضيفاً: “ستحاول فرنسا إقناع الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب بمدى ملائمة هذا الاختيار (الحفاظ على الاتفاق)، حتى لو كان بالإمكان القيام بعمل لاستكمال الاتفاق (بعد 2015)”.

سباق تسلح إقليمي..

قال “لو دريان”، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن انهيار الاتفاق قد يؤدي إلى سباق تسلح إقليمي.

مؤشر سياسي..

علق دبلوماسي أوروبي رفيع: “إذا لم يؤكد ترامب (إلتزام طهران)، فإن خطراً كبيراً يهدد الاتفاق. من وجهة نظر قانونية، يمكن أن نقول دائماً إن الاتفاق لا يزال حياً”، لكن ما قد يبادر إليه “ترامب” هو “مؤشر سياسي”، مؤكداً على أن “الإيرانيين سيتخذون تدابير ذات دلالة” في حال مماثلة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب