29 مارس، 2024 12:17 ص
Search
Close this search box.

“الإيكونوميست”.. تكشف عقبات رواد الأعمال في المنطقة العربية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – بوسي محمد :

رغم صعوبة وتردي الأوضاع الإقتصادية التي تجتاح أغلب دول منطقة الشرق الأوسط وتعسفية الإجراءات البيروقراطية التي تنتهجها بعض حكوماتها، نجح عدد من رواد الأعمال في تقديم أفكار إبداعية مبتكرة بإمكانها خدمة المجتمع، واستطاعوا بإمكانيات ضعيفة ومتواضعة إنشاء شركات صغيرة لتسويق منتجاتهم، ولكن سرعان ما ظهرت أمامهم المزيد من العقبات التي وقفت حائلاً أمام رواد الأعمال دون تحقيق أحلامهم.

سلّطت مؤخراً مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، الضوء على أبرز تلك المعوقات التي تعرقل  رواد الأعمال في مواصلة خدمة وتنمية مجتمعاتهم، من خلال كشفها وبحث تفاصيلها بين عدد من المستثمرين ورجال الأعمال التقنين، الذين أكدوا على أن البيروقراطية التعسفية وتردد المستثمرين في دعم رواد الاعمال من أبرز المعوقات التي تواجههم في المنطقة العربية.

سوء الانترنت ..

مهندس البرمجيات الأميركي لبناني الأصل “طوني فاضل”، وهو واحد من مخترعي مشغل آي بوت وهاتف آي فون، حاول الإجابة عن ذلك التساؤل الذي طرحه أحدى المواقع الإلكترونية اللبنانية المتخصصة عام 2015، “هل يمكن للعاصمة اللبنانية “بيروت” أن تصبح وادي السيلكون للشرق الأوسط؟”، مقراً بصعوبة حدوث ذلك ليس بسبب ضعف في قدرات الشباب، ولكن نظراً لمشاكل ضعف سرعة شبكة الانترنت التي تُعاني منها المنطقة، مؤكداً علي أنها أحد اهم المعوقات التي تعرقل نجاح رواد الأعمال خاصة بعد أن أصبح الانترنت واحداً من أهم وأبرز مصادر المعلومات التي يلجأ إليها رواد الأعمال. وقد عزا “فاضل” السبب وراء ذلك إلى سوء إدارة الحكومة والبلاد حتى حصلت على أبطأ سرعة تحميل في العالم. معرباً عن إستيائه من الحكومات التي تمتنع عن تقديم العون للشباب قائلاً: “هناك ضغط على الحكومات لتحسين تعاملهم مع الشركات الناشئة، ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تحدثت مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حول إيجاد حلٍ لبعض مشاكل تباطؤ سرعة الانترنت”.

مناخات اقتصادية قاسية ..

نجح خلال السنوات الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط عدداً كبيراً من الشباب والشابات في تقديم منتجات جديدة، وبدأ يشهد قطاع الأعمال إزدهاراً ملحوظاً بالشركات الناشئة ذات القدرات التنافسية الملموسة، ولكن ثمة عقبات في مصر حالت دون طريقهم الريادي، كان أبرزها ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين صفوف الشباب وموجات غلاء متصاعدة في الأسعار التي يواجهها المجتمع المصري حالياً، بالإضافة إلي الخوف من الفشل الذي يعني الحكم بالحبس إذا لم يتم سداد الديون في الوقت القانوني المحدد، وذلك قبل إقرار قانون “الإفلاس الجديد” الذي وافق عليه مجلس الوزراء المصري مؤخراً، وقد وفر التوازن بين حماية حقوق المُدين والداين. ورغم إعتباره واحداً من الإجراءات الحكومية العديدة للإصلاح الإقتصادي الهادفة لتشجيع الإستثمار، فسرعان ما تم التحايل على إصداره.

صعوبة قوانين العمل ..

من جهة اخرى تعتبر بلدان مثل الأردن ولبنان، من المجتمعات الإقتصادية المثالية الطموحة للبدء عليها، ولكن يصعب من واقعها أمام البداية في أي مشروع إستثماري، قوانين العمل والتشريعات التي تُصعب توظيف وفصل العمال خاصة الأجانب منهم، بالإضافة إلى فشل المدارس في تزويد المحليين بالمهارات المرغوبة لسوق العمل.

يؤكد مؤسس شركة سرمدي كون اودونيل، على: “أن هناك عدد كبير من الأشخاص لا يعرفون كيف بدأت شركة أمازون بإعتبارها واحدة من عملاق التجارة الإلكترونية”. متابعاً، “قصة هذه الشركة يجب أن تكون قصة نجاح يحتذى به الشباب، فقد نجحت هذه الشركة رغم العقوبات والخسائر المالية التي تعرضت لها منذ عشرون عاماً، ولكنها سُرعان ما نمت”.

ارتفاع الرسوم الجمركية ..

كما يعتبر الحصول على السلع عبر الجمارك بمثابة حلم صعب المنال، في أغلب دول المنطقة، بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية، واللوائح المتفاوتة، وتقلب العملات.

روتين حكومي ..

تعد التجارة الإلكترونية حالياً واحدة من ضمن عدة صناعات تستطيع إشباع حاجة السوق العربية، مثل التي تشمل “تكنولوجيا التمويل”، بما ان اغلبية العرب ليس لديهم حسابات بنكية أو كروت إئتمانية، وأيضا مشروعات “الرعاية الصحية” في ظل المعاناة من السمنة والأمراض المستعصية المتفشية في المنطقة.

إلا أن هذه الشركات تواجه عقبة إجراءات متباطئة لإعتمادها و”الموافقة” عليها من السلطات الحكومية، فيؤدي ذلك إلى مرور عدة سنوات على تنفيذ خطة المشروع.

يلفت أستاذ ليبوس إلى أنه “في النظم الأكثر تقدماً، تتطلع الشركات الناشئة للقفز فوق عقبات الروتين والقوانين، إلا أن الفأس تقع على عاتق أولئك الذين يحاولون القفز لأعلى”.

غياب التمويل ..

تمتنع الحكومات ذات العقلية الاشتراكية، من تشجيع وتمويل رواد الأعمال خوفاً من أن يزداد نفوذهم في البلاد.

سياسة القمع ..

يقول المهندس المصري عبد الحميد شرارة، مؤسس قمة “رايز أب” عام 2013، التي تستهدف دعم وتمكين المرأة والشباب، “أن مصر شهدت ظروف إقتصادية صعبة بعد ثورات الربيع العربي، والذي أثر بالسلب على رواد الأعمال”.

وتابع “شرارة”، سياسة القمع التي تنتهجها بعض الحكومات تدفع الشباب ذات العقول المستنيرة للهجرة أملاً في تحقيق أحلامهم على الأراضي الغربية، مؤكداً على أن النجاح في “مصر” امراً صعباً للغاية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب