26 أبريل، 2024 3:13 م
Search
Close this search box.

استفتاء كُردستان يُوحد المصالح .. إيران وتركيا يَتحضران لعمل عسكري بري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

الجميع إذا اتفق على مواجهة استفتاء “إقليم كردستان العراق” حول استقلاله, المقرر في أيلول/سبتمبر 2017، حتى المختلفين في المصالح قرروا فجأة التواصل على مستوى عسكري وليس سياسياً.. فهل بلغت القلوب الحناجر أم أنها احتياطيات لوجيستية عسكرية دعت إليها الضرورة بعد إصرار أميركا على دعم قوات كردية معادية لتركيا على حدودها ؟

المسؤول الأول عن تحريك القطاعات العسكرية على الأرض في تركيا.. لماذا الآن ؟

إن زيارة مفاجأة للرجل العسكري المسؤول الأول عن تحريك القوات المسلحة الإيرانية المُنظمة على الأرض بأفرعها وقطاعاتها المختلفة إلى تركيا؛ تعني أن الأمر وصل إلى مرحلة لا يصلح معها أي حديث عن مفاوضات سياسية, وأن الوقت لم يعد يسمح بما كان متاحاً بالأمس.. فما الذي تَجُر طهران أنقرة إليه ؟

على عجل هرول رئيس هيئة الأركان الإيراني اللواء “محمد باقري”, في زيارة هي الأولى منذ الثورة الإيرانية عام 1979، إلى تركيا للقاء نطيره التركي “خلوصي أكار” وقادة عسكريين وحتى رئيس الدولة “رجب طيب أردوغان”.. فما الطاريء الذي حدث كي يهرول هذا المسؤول إلى تركيا ؟

قائد القوات البرية في الحرس الثوري وحرس الحدود.. مُخطط الكماشة استعداداً للمفاجآت !

لقد رافق المسؤول الإيراني وفد من كبار القيادات العسكرية, على رأسهم قائد القوة البرية في الحرس الثوري وقائد حرس الحدود، ما يعني كذلك أن أمراً على الأرض يتحضر بين حدود البلدين يحتاج تدخل قوات برية بالتنسيق مع القوات البرية التركية لضبط الحدود وتنفيذ مخطط “الكماشة” على الإقليم الذي يرفضون بشدة إعلانه دولة مستقلة, ولعدم السماح بأي مفاجآت من فصائل هنا أو قوات هناك.

سوريا والعراق على الطاولة وعرض الخرائط لتقسيم المصالح ومناطق النفوذ !

مصادر دبلوماسية تركية نُقل عنها إن الزيارة لم تكن لتتم لولا استعداد الجانبين لعقد صفقات حول كل من سوريا والعراق, تتضمن عرض الخرائط الحدودية وإمكانية السيطرة على مناطق جديدة لتوسيع نفوذ البلدين بالاتفاق فيما بينهما.

فأن يلتقيا رئيسا أركان كل من إيران وتركيا فذلك حدث ينبغي أن يستوقف المتابعين لأهم بلدين في الشرق الأوسط.

لقاء غير مسبوق لإعادة بناء الاستراتيجيات الاستباقية فيما بعد “داعش”..

فثمة ما أوجب اللقاء الذي وصفه الإعلام الإيراني بأنه غير مسبوق ومنعطف في العلاقات، إذ يبدو أن طهران وأنقرة تتحسبان أيضاً لمرحلة ما بعد تنظيم “داعش”، وتعيدان بناء الاستراتيجيات الاستباقية لمنطقة تتحول وتتغير, وأضحت مُستَقبِلاً لقوات بلدان عديدة من خارج الشرق الأوسط !

الرقة ودولة الأكراد الجديدة تتطلب تواجد قوات برية على الأرض !

من أهم التحديات أمامهما ما بعد الموصل والرقة، ذاك يعني الاستفتاء في كردستان العراق والفراغ الذي يتوجس منه الطرفان في منطقة الرقة السورية يتوجب تواجد قوات برية !

وثمة خشية لدى الطرفين من بزوغ دولة جديدة في العراق على حدودهما وكيان أقل من دولة تدفع إليه القوة الكردية في سوريا وهو ما ترفضه تركيا.

تنحية الخلافات رغم تجذرها بين العاصمتين..

كلا الاحتمالين كارثي بدرجة أو بأخرى بالنسبة للبلدين، ما أوجب أن تُنحي طهران وانقرة خلافاتهما وهي كبيرة وجذرية جانباً ولو مؤقتاً !

ومنها أن كلاً منهما تمثل معسكراً تصطف حوله بعض القوى في المنطقة سواء على أساس طائفي (سني – شيعي) أو سياسي.

تراجع فكرة تنحية “الأسد” بعيد أزمة الخليج..

للعاصمتين موقفهما إزاء مصير الرئيس السوري “بشار الأسد”، فبينما يُعتبر بقاؤه جزءاً أساسياً من استراتيجيات طهران، كان غيابه أو تنحيته أو حتى خلعه جوهرياً في سياسة أنقرة.. على أن هذا لم يحل دون أن تلتقيا من أجل أمر آخر ذي طبيعة استثنائية, وهو تغير السياسات والأحلاف والمحاور في المنطقة بُعيد أزمة الخليج, التي قطعت فيها كل من السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر الحليف الأكبر لتركيا.

نعم تسببت الأزمة بشكل كبير في تراجع فكرة تنحية “الأسد” في أجندات الدول الغربية.

استبعاد الإيرانيين من اتفاق “ترامب وبوتين” حول سوريا أقلق طهران..

يكفي لقاء الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين”, واتفاقهم على وقف إطلاق النار في جنوب سوريا.

حدث هذا من دون أي بحث لمصير “الأسد”, ومن دون أي تنسيق مع طهران تحديداً, وهو ما شكل سابقة بالنسبة للإيرانيين ومؤشر على أن موسكو قد تتخلى عنهم لهذا السبب أو ذاك.

أميركا تتصرف بمعزل عن تركيا في سوريا.. مخاوف أخرى لأنقرة..

لأنقرة أيضاً هواجسها، إذ إن ما تفعله القوات الأميركية في سوريا يتم بمعزل عنها تنسيقاً أو مراعاة للمخاوف !

هناك يتقدم لدى الأميركيين التحالف مع “قوات سوريا الديمقراطية” علام سواه, وهذه تراهن على اغتنام فرصة قد تلوح لإنشاء كيان سياسي منفصل !

ذاك إذاً خط أحمر بالنسبة للأتراك ومصدر قلق بالنسبة للإيرانيين، فليكن التنسيق بينهما ضرورة كي لا تداهمهما تطورات لا تملكان لها رداً إن لم يتحضر لها على الأرض !

إذا كان هذا شأن أكبر دولتين في الإقليم فكيف حال بقية دول المنطقة ؟

السعودية ترتجل استراتيجيات جديدة تتخلى عن الائتلاف السوري وتسمح ببقاء “الأسد”..

السعودية كمثال, التي يفترض أن تكون متضررة من صعود من كانت تعتبرهم خصومها في العراق وسوريا، لكن ما يتردد يكشف عن مضي مملكة “آل سلمان” في الارتجال السياسي والاستراتيجيات.

إذ ثمة مقدمات تُفيد بتخلي السعودية عن الائتلاف الوطني السوري بصيغته الحالية لصالح قيادات عشائرية، يعني الرهان عليها حكماً بإعادة تأهيل “الأسد”، أي انقضاض الرياض على سياساتها الرافضة لوجوده, ما يعني قيامها بإطلاق الرصاص على قدميها، وفق ما يقول محللون سياسيون !

تقوية المحور الإيراني أربك الحسابات التركية..

ليس هذا جديداً على السعودية، فبدلاً من توثيق علاقاتها مع الأتراك الأقرب إليها في ظل تموجات الأوضاع في المنطقة.. تقوم وبإشراف ولي العهد نفسه “محمد بن سلمان” بتقوية المحور الإيراني في المنطقة وإن أرادت غير ذلك.

وبدا ذلك باستقبال “قاسم الأعرجي” وزير الداخلية العراقية, وهو رجل قادم من “فيلق بدر”، فيما بدا أنها مكافأة من مملكة “آل سلمان” للحشد الشعبي وتأهيل له من بوابة لم يحلم بها قادة الحشد أنفسهم، وفق ما يقول مراقبون للشأن الخليجي !

بينما على الجهة الأخرى بات التنسيق الأمني الإيراني التركي على أعلى مستوياته من ناحية القوات البرية على الأقل، إذ لم يعد أمام الطرفين أي أبواب للجوء إليها مع دول أخرى.

عزف منفرد و50 دقيقة مغلقة لوضع الملامح النهائية للتنسيق على الأرض فيما لم يُسمح بمناقشته في الهاتف !

العزف إذاً أصبح منفرداً وطهران وأنقرة خرجا بنتيجة واحدة بعد اجتماع مغلق لـ 50 دقيقة، وهي أن استفتاء كردستان, لو جرى واعتمدت نتائجه, سيشكل أساساً لبدء سلسة من التوترات والمواجهات داخل العراق وستطال تداعياتها دول الجوار !

وهو أمر شبه مستحيل أن يسمح البلدين بتمريره ومن وجهة نظر عسكرية لا ينبغي أن يحدث !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب