7 أبريل، 2024 4:11 م
Search
Close this search box.

احدث الدراسات العلمية تكشف .. التربية النموذجية لدعم مريض التوحد

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – بوسي محمد :

في احدث كتابها The Autism Revolution، كشفت أستاذ مساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد وأعصاب الأطفال في مستشفي ماساتشوستس العام “د. مارثا هيربرت”، عن واحد من اخطر إضطرابات النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الإجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وهو ما اشتهر بمرض “التوحد”، الذي يصيب حوالي 1 – 2 من كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات.

يمتاز كتاب “هيربرت” الجديد بتقديم نهجاً مبسط حديث لتعليم الأسر والعائلات التي تضم بين افرادها شخص يعاني اعراض التوحد كيفية التعامل مع المشكلات التي تواجههم معه واساليب تنمية مواهبه.

مؤكدة أستاذ مساعد علم الأعصاب، على ان أعراض التوحد تظهر “في تأخر النطق بلغة سليمة والكلام عامة، أو تنعدم القدرة على ذلك تماماً، غالباً يظهر من الطفل سلوك عدواني قد يكون مؤذياً للذات أو للغير، الميل إلى العزلة، يميل إلى الروتين في حياته، ملاحظة حركات غريبة وغير مفهومة على سلوكه كالرفس أو رفرفة اليدين أو القهقهة بلا سبب”. وتقدم “هيربرت”، حيال ذلك، للأسر والأفراد المتعاملين مع الأطفال التوحيديين ثمان وسائل مجدية لمساعدة وتدعيم سلوكيات ومواهب الطفل الذي يعاني التوحد.

التعامل مع التوحد كأسلوب حياة
مرض التوحد ليس له علاج نهائي، فهو من الأمراض النفسية التي تنتهي بوفاة المُصاب به، لذا على الأبوين إدراك الهدف الحقيقي من العلاج وهو ضبط وتعديل السلوك وليس التخلص منه نهائياً، إذاً من الهام جداً إشراك الطفل التوحيدي المناسبات الأسرية والإجتماعية وتعريف المجتمع المحيط به بمدي إعاقته.

تهيئة بيئة مناسبة للطفل
برغم حقيقة دور الجينات الوراثية في مسئوليتها عن سلوك الإنسان، إلا وأن علماء النفس لهم رأي آخر يجب الأخذ به، إذ وجدوا أن البيئة تلعب دوراً مهماً وفعالاً في تحديد سلوك وشخصية الفرد، مما يحتم على الأسر توفير مناخ وبيئة داعمة ومغذية وصحية لإشباع رغبات الطفل.

إصلاح ودعم الخلايا
كل ما يقوم به الإنسان من سلوكيات حياتية وغذائية وصحية وغيرها تعتمد على خلاياه، مما يوجب الإلتفات إلى مدي تأثير تلك السلوكيات على الصحة العامة. من هنا تظهر اهمية توفير الدعم النفسي للطفل المصاب بالتوحد عن طريق تعليم الأبوين الطرق السليمة للتعامل مع طفلهم، والاساليب النموذجية لتلقين وتعليم طفلهم السلوك الصحيح.

4- التغذية السليمة
“قال نابليون بونابرت ذات يوم جملته الشهيرة: army marches on its stomach “قوة القتال تعتمد على التغذية الجيدة”، فكلما كان نظامنا الغذائي صحي يمدنا بمواد الطاقة اللازمة لبناء الجسم، وهنا يمكننا القول بأن نظام المناعة يلعب دوراً هاماً في ضبط وتعديل أعراض مرضى التوحد، وذلك عن طريق إتباع حمية غذائية خالية في مكوناتها من الحمضين الامينيين وهما: “الكازين” البروتين الأساسي المكون للحليب ومشتقاته، و”الجلوتين” وهو البروتين المتواجد بشكل أساسي في العديد من الكربوهيدرات وخاصة في القمح والشعير والشوفان”.

بناء صحة الدماغ
تؤكد مارثا هيربرت في كتابها، على ان “أدمغتنا تحتاج إمدادات الطاقة والتغذية الصحية”، ناصحة بأن “يمكن للإنسان بناء صحة الدماغ عن طريق الحد من بعض العقبات الإضطرابية مثل تلك التي تسببها الإلتهابات، وتغذية خلايا المخ على المواد الغذائية التي تحتاج إليها، مثل تجنب اللحوم المُعلبة والمُصنعة والتونة المحفوظة وإستبدالها باللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك والبيض، مع تجنب الحليب البقري وإستبداله بالصويا، والإبتعاد عن الحلويات الحاوية في تصنيعها على أي من دقيق الحبوب الممنوعة أو الحليب ومشتقاته”.

التعامل معهم برفق
تروي أستاذ علم الأعصاب، انها تذكر “آخر مرة ذهبت فيها إلى متجر مزدحم.. حينما عدت إلى المنزل وجدت ذهني حبيس إضطرابات عديدة، حينها إيقنت حجم المعاناة التي يعشيها مرضى التوحد جراء تدريبهم على النوم، وضبط الكلام واللغة، والإستجابة الحسية، وغيرها من السلوكيات الأخرى التي بإمكانها أن تزيد من حجم التوتر والقلق لدى الطفل، لذا على الأسرة فهم كيفية وطبيعة دماغ طفلها التوحدي، وإتخاذ خطوات ملموسة لمساعدته، وتجنب الضجر أثناء تدريبه، وتجنب الإنفعال والثورة مهما بدر منه من أفعال وسلوكيات خاطئة، وجعل الطفل يشعر أنك تعلم كم هو صعباً التحكم في بعض السلوكيات، وأنك تعرف كم هو غاضب وما هو شعوره الداخلي، وإنك معه وتسانده على كل حال”.

خلق علاقة تفاهم جيدة مع مريض التوحد
متابعة نصائحها لأسرة الطفل التوحيدي، “ابحث عن الأسباب الخفية وراء ما يفعله طفلك، تعلم فك رموز الرسائل الذي يبعثها طفلك، حاول أن تتوغل إلى دماغ طفلك بعمق حتي تستطيع أن تراه من الداخل ومحاسبته على السلوك الداخلي وليس الخارجي، فالطفل التوحدي في حاجة لمزيد من التدريب والعواطف”.

إشراكهم في الأنشطة البدنية
“احرص على إشراك طفلك في الأنشطة البدنية، لكي يشعروا بأجسادهم وهي تتحرك في الفضاء، بالإضافة إلى أن الرياضة تساعد على تهذيب السلوك، وتنمي الإدراك الحسي والتفاعل الإجتماعي لدي الطفل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب