25 أبريل، 2024 8:52 ص
Search
Close this search box.

إسرائيل : فوز “روحاني” ليس في صالحنا

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

انتهت انتخابات الرئاسة الإيرانية التي فاز بها الرئيس “حسن روحاني” بفترة ثانية. ورغم كونه إصلاحي وغير متشدد إلا أن المحللين الإسرائيليين لا يشعرون بالتفاؤل, بل يرون أن أي رئيس محافظ ومتشدد أفضل لإسرائيل والغرب من روحاني.

حيث نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالاً للكاتب “رون بن يشاي”، حذر فيه من أن انتخاب الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني لفترة ولاية ثانية سيجمل صورة الزعيم المتطرف “خامنئي” وقوات “الحرس الثوري” التابعة له أمام الغرب. كما أن ابتسامات روحاني ووجهه البشوش سيُخفيان انتهاكات الاتفاق النووي وتسليح “بشار الأسد” ودعم “حزب الله”.

انتخاب روحاني لا يُسعد تل أبيب..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن انتخاب الرئيس روحاني لفترة ثانية ليس بالضرورة يُدخل السرور في نفوس الإسرائيليين, أولاً لأن رئيس إيران ليس هو صاحب القرار فيما يخص الأمور المتعلقة مباشرة بأمن إسرائيل. بل إن القرار في الأمور الخطيرة مثل البرنامج النووي والحرب السورية والمساعدات لنظام الأسد ودعم حزب الله، يرجع في الأساس للزعيم الفعلي وهو المرشد “علي خامنئي”. فهو القائد المباشر للحرس الثوري المسؤول ليس فقط عن تطوير السلاح النووي بل إنه من يدير مباشرة الحرب في سوريا ويُعطي التعليمات لحزب الله.

يُضيف “بن يشاي” أن الحرس الثوري والمرشد الأعلى خامنئي ينتميان للفصيل المحافظ المتطرف من رجال الدين, لذلك فحتى إذا اعترض الرئيس روحاني على ملايين الدولارات التي تقدمها طهران لحزب الله (وكذلك لحركة حماس التي تتلقى قرابة 50 مليور دولار سنوياً) فلن يمكنه إيقاف تلك المساعدات, لأن خامنئي لن يسمح له بالخوض في تلك الأمور التي يوليها أهمية شخصية.

أما السبب الآخر الذي لا يجعل فوز روحاني بفترة رئاسة ثانية يُسعد إسرائيل والدول الخليجية العربية, هو أنه إذا أراد خامنئي لسبب ما الإخلال بالاتفاق النووي مع الدول العظمى, أو أن يخدع الغرب ويواصل تطوير القنبلة النووية سراً, فإن روحاني هو من سيروج هذا الأمر للعالم.

إسرائيل استغلت تصريحات “أحمدي نجاد” لصالحها..

يقول الكاتب الإسرائيلي: في السابق كان الرئيس المتشدد “محمود أحمدي نجاد” يمثل سلاحاً دعائياً في يد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. فبفضل تصريحاته المتطرفة تم فرض منظومة عقوبات صارمة على إيران. لكن في المقابل, فإن حلاوة اللسان والوجه البشوش عند روحاني, يجعلانه في نظر المجتمع الدولى كرجل معتدل, مما سيجعل إسرائيل تواجه صعوبة دعائية إذا ما قررت إيران الانطلاق مجدداً نحو تطوير القنبلة النووية.

ويمتلك روحاني قدرة متميزة في التعامل مع الآخرين, لذا فهو قادر على إيقاف أي إجراءات ضد بلاده مثل مساعي إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لمنع إيران من تطوير “الصواريخ الباليستية”. فحينما يكون روحاني في منصبه – رغم عدم سيطرته على تطوير تلك الصواريخ الباليستية التي يملكها الحرس الثوري، سيمكنه المماطلة والتوصل إلى تسويات ليست في صالح إسرائيل.

إسرائيل تتمنى فشل روحاني..

يكشف الكاتب “بن يشاي”، عن وجود سبب آخر يُقلق إسرائيل وهو أن روحاني قد تم انتخابه لتحسين الأوضاع الاقتصادية. حيث وعد بذلك وتعهد بتخفيض نسبة البطالة التي ارتفعت جداً بين الشباب. ورغم أن رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران قد زاد من الاحتياطي النقدي لطهران إلا أن الطبقات المتوسطة والفقيرة لم تشعر حتى الآن بالتحسن وهي لا زالت تعاني من الإحباط. فإذا تمكن روحاني من الوفاء بوعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية فإن ذلك لن يصب في مصلحة إسرائيل, لأنه سيُبقي على نظام الحكم الديني في إيران إلى الأبد.

تفاؤل حذر..

يعتقد الكاتب الإسرائيلي أن إسرائيل لديها أيضاً نظرة تفاؤلية لانتخاب روحاني لفترة ثانية. أولاً لأن المرشد الأعلى خامنئي يُنصت له ويأخذ برأيه, في كثير من الأحيان بما يخالف تماماً مواقف قيادات الحرس الثوري. وربما سينجح , بموافقة المرشد الأعلى, في اقتطاع مئات الملايين التي تنفقها إيران على حزب الله. وثانياً لأن قوات الحرس الثوري تعتبر روحاني خصماً لدوداً لأنه ينادي علانية بتخفيض إمكانياتهم الاقتصادية. علماً بأن الحرس الثوري يهيمن على قرابة 40% من اقتصاد إيران ومشاريع الغاز والنفط والصناعات المدنية والعسكرية والتجارة الخارجية وعمليات التهريب.

وفي كل ما يخص الشعب الإيراني, فإن فوز روحاني لفترة ثانية هو بالتأكيد أمر سار. يمكن القول إنه سيضع رجاله في المؤسسة القضائية, وسيحد من حالات الإعدام, وسيدعم المساواة للمرأة واندماج النساء في سوق العمل, وسيكفل المزيد من الحريات الدينية واللغوية والثقافية لبعض الأقليات مثل “الأذريين والأكراد والبلوش”.

في الختام يقول الكاتب بن يشاي: “حقيقة أن روحاني رجل دين لكن لديه أيضاً نوايا طيبة. المشكلة في إيران تكمن في أنه يواجه قوى هائلة من المحافظين والإسلاميين الشيعة المتطرفين الذين سيحاولون إفشاله بكل السُبل. وعليه فإن الصراع  في إيران لم يُحسم بعد ولذلك ينبغي على إسرائيل أن تظل تتابع ما يحدث في إيران بوسائلها الاستخباراتية, وتظل متيقظة حيال كل التطورات. فالإيرانييون من عادتهم أن يُفاجئوننا إذا لم نراقبهم, حتى لو كان روحاني البشوش هو الرئيس”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب