16 أبريل، 2024 9:36 ص
Search
Close this search box.

إختطاف العراقيين السبب .. هل أقتربت المواجهة بين الدولة العراقية والحشد الشعبي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – نشوى الحفني :

في هجوم هو الأول من نوعه من جانب رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” على قوات الحشد الشعبي.. إنتقد رئيس الحكومة العراقية، الأحد 21 آيار/مايو 2017 الإنتهاكات التي ترتكبها الميليشيات المسلحة، متهماً عصابات، لم يسمها، بأنها تريد خطف العراق وتحتال على الشعب “بحجة الدفاع عن المذهب”، حسب قوله.

مجدداً انتقاداته المبطنة لبعض العناصر المنضوية تحت مظلة “الحشد الشعبي”، قائلاً إنهم “يريدون أن تكون الدولة أضعف شئ حتى يتمكنوا منها، وتكون عصاباتهم أقوى من الدولة والمجتمع، وحتى يسيطروا على مقدرات الشعب بالقوة وبتهديد السلاح.. وحتى عندما تعترض يختطفونك”.

متسائلاً: “هل نحن قاتلنا النظام السابق من أجل أن تحكمنا عصابات، أم حتى نعيش أحراراً؟.. لا نقبل أن يتحكم بنا أحد مهما كانت هويته، لا تحتل علي وتقول أنا من مذهبك.. أليس هذا منهج الدواعش الذين قتلوا السنة وهجروهم وهدموا مدنهم؟”.

متهماً “العبادي” من قصدهم بخطابه وتنظيم الدولة “داعش”، بأن “كلهم كاذبون، وهذا ليس له علاقة بالدين، وإن المتدين هو من يحفظ المال العام ولا يقتل على الشبهة ويخطف الأبرياء من الناس”.

خلايا الخطف تنتمي للحشد الشعبي وقوات أمنية..

كان رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” قد كشف، الثلاثاء 16 آيار/مايو 2017، عن إلقاء القبض على خلايا للخطف تدعي انتمائها للحشد الشعبي، لكنه أقر في الوقت نفسه بوجود عصابات خطف ضمن القوات الأمنية.

قائلاً في مؤتمر صحافي: “كشفنا الكثير من خلايا الخطف في بغداد، وبعض ممن نقبض عليهم لهم علاقة بالفصيل الفلاني، والفصيل يتبرأ منهم، نحتاج للكثير من البحث في هذا الإطار لأن هؤلاء مجرمون يقومون بعمليات خطف إجرامية”.

مضيفاً رئيس الحكومة العراقية، أن بعض عصابات الخطف يوجد بينها أفراد ضمن قوات الأمن العراقية، يساعدون في عمليات الخطف التي تحدث في بغداد، و أن الحكومة العراقية أنشأت خلية خاصة لمواجهة عمليات الخطف السياسي، والذي قال إنه يحتاج لمستوى معين من المعالجة.

في وقت سابق قال “العبادي” إنه يضع الاختطاف ضمن دائرة “الإرهاب”، وإنه تجاوز على حرية العراقيين في التعبير، وأشار – عقب الإفراج عن سبعة طلاب عراقيين اختطفوا في بغداد – إلى أن الخاطفين يريدون أن يرعبوا المواطنين ومن ينتقدهم. مضيفاً أنه لن يسمح بذلك وسيتخذ إجراءات صارمة.

تدويل القضية..

هدد “تحالف القوى العراقية” السني، قبل أيام، الحكومة بتدويل قضية أكثر من ثلاثة آلاف شخص من أبناء المناطق السنية مختطفين منذ أكثر من عام ولا يعرف مصيرهم حتى الآن. وتتهم أطراف سياسية وشعبية “الحشد الشعبي” باختطاف هؤلاء من معبر الرزازة وبلدة الصقلاوية قبل عام تقريباً، وإخفائهم قسرياً في معتقلات سرية.

وبخصوص ذلك قال “أسامة النجيفي” نائب الرئيس العراقي إن كبح ما وصفها بـ”المليشيات المنفلتة” والكشف عن مصير آلاف المفقودين يمثلان أولوية في استحقاقات ما بعد معركة الموصل، واتهم زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” قبل أيام عناصر من مليشيات الحشد الشعبي بالوقوف وراء عمليات الاختطاف التي استفحلت في العراق، ودعا إلى تحديد المتورطين ومنعهم من خوض أي استحقاق انتخابي.

ميليشيات الحشد تتملص من مسؤوليتها..

إلى ذلك، اتهم مجلس محافظة الأنبار قيادة قوات “الحشد الشعبي” بأنها تتملص عن مسؤوليتها في المساعدة في معرفة مصير نحو 3 آلاف مختطف من سكان الأنبار أوقفوا عند حواجز تتبع لقوات “كتائب حزب الله” العراقي في مناطق الرزازة وبين محافظتي الأنبار وكربلاء، واقتيدوا على فترات متقطعة بحسب إفادة العائلات الفارة من “داعش” باتجاه العاصمة بغداد.

يأتي هذا في ظل آنباء عن وجود معتقلات سرية لحزب الله العراقي في بغداد، تضم مئات المعتقلين الذين يعانون أوضاعاً مزرية.

المختطفين قاتلوا مع “داعش”..

مقابل تصعيد “تحالف القوى العراقية” لقضية المختطفين، رد “كريم النوري” القيادي في قوات الحشد الشعبي بأن المختطفين كانوا يقاتلون مع تنظيم “داعش”. وقال، الأربعاء 17 آيار/مايو 2017، إن “الحقيقة هي أن أغلب تلك الأسماء قاتلت مع عصابات داعش الإجرامية، وتم قتلهم أثناء دخول القوات الأمنية، وقد اتهم الحشد للتغطية عن ذوي قتلى التنظيم”.

وهوما دفع تحالف القوى العراقية، الخميس 18 آيار/مايو 2017، إلى الرد، مطالباً بالكشف عن قائمة الأسماء تلك.

من جهته، اعتبر “أحمد الأسدي”، المتحدث باسم الحشد الشعبي، أن “النوري” ليس متحدثاً باسم الحشد الشعبي، وما صرح به يمثل رأيه الشخصي.

التصريحات حصيلة إجتماعات الإستخبارات الوطنية..

رئيس مركز التفكير السياسي العراقي “إحسان الشمري”، يقول إن “العبادي” يوجه رسالة لمن يدعي أنه من الحشد الشعبي، ورسالة إلى مافيات الجريمة المنظمة، مشيراً إلى أن خصوماً سياسيين يستخدمون المافيات لخلط الأوراق.

لافتاً “الشمري” إلي أن تصريح “العبادي” حصيلة اجتماعات خلية الاستخبارات الوطنية لملاحقة قضايا الخطف التي باتت جزءاً من الصراع السياسي وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة.

قائلاً “الشمري” إن حلفاء إيران هم أول من توجه نحو معاقبة المسيئين، مبيناً أن التقارير التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان تستهدف خطف انتصار العراق على تنظيم الدولة. مشيراً إلى أن زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” لم يتحدث عن الحشد الشعبي بل عن مليشيات خارجة عن القانون.

جميع الكتل السياسية متهمة..

بينما يرى النائب عن كتلة الفضيلة “عمار طعمة”، أن جميع الكتل السياسية متهمة بتصريحات “العبادي”، لأن الأخير أطلق الكلام ولم يحدد جهة بعينها، مضيفاً أنه على الكتل السياسية أن تقف إلى جانب “العبادي” وتسانده لفرض الأمن وتطبيق القانون، إلا أن البعض يستغلون مناصبهم ونفوذهم الأمني ويقوموا بعمليات الخطف، كما أن على العبادي ترجمة تصريحاته لخطوات على الأرض.

“العبادي” متردد وغير حازم..

يقول النائب عن اتحاد القوى العراقية “أحمد السلماني” إن هناك تغولاً كبيراً للمليشيات في جسد الدولة، وكثيراً ما يتحدث “العبادي” في المجالس الخاصة عن هذه المشكلة وعن ضرورة تحجيمهم ووضع حد لتجاوزات المليشيات.

مضيفاً “السلماني” أن: “ما يؤيد هذا أن هناك أكثر من خمسة آلاف مختطف من عدة مناطق لا يعرف أحد مصيرهم حتى الآن، ولا تستطيع الحكومة البت بأمرهم أو العثور عليهم”.

مطالباً الحكومة بأن تنتصف لسلطة القانون وتبقي السلاح محصوراً في يدها، وأن تكون أول بادرة حسن نية هي الإفراج عن المختطفين، مضيفاً أن رئيس الوزراء عرف عنه “التردد وعدم الحزم”، مما يؤشر إلى عدم قدرته على ضبط الوضع الأمني في ما تبقى من فترة ولايته.

صراع بين الحكومة والحشد الشعبي..

استاذ العلوم السياسية وعضو البرلمان العراقي السابق “حسان الجنابي”، يقول لـ(كتابات)، أن تصريحات العبادي اختبار لبدء صراع بين الحكومة والحشد الشعبي، أو بين كتلة العبادي وكتلة رئيس الوزراء السابق “نوري المالكي” بسبب النأي التدريجي للعبادي عن المحور الإيراني واقترابه من التحالف العربي الأميركي، والذي بدأت ملامحه تتضح مؤخراً.

مشيراً “الجنابي” إلى أن هناك فصائل في الحشد الشعبي مازالت تدين بالولاء للمالكي، وهي ذات قوة وتأثير وعلى رأسها “عصائب أهل الحق” و”كتائب أبو الفضل العباس” و”حزب الله” وغيرها، في المقابل ثمة فصائل أعلنت انحيازها للعبادي، وأخرى مازالت بالمنتصف تراقب الوضع ومآلاته، ومعظم عمليات الاختطاف تتهم بها الفصائل الموالية للمالكي، مما جعل العبادي يوجه لهم تحذيراً غير مباشر.

موضحاً أن الصدام بدأ بين “العبادي” و”الحشد الشعبي” عندما ذهب العبادي لزيارة منطقة الجرف الصخري التي تم تحريرها من يد “داعش” منذ عامين، ومنذ هذه اللحظة سيطر عليها “حزب الله العراقي” الذي لم يطلق من وقتها مبادرة لعودة النازحين ويقوم بتغييرها ديموغرافياً، فقام شيوخ المنطقة بعدم السماح للعبادي بالدخول إليها، مخيرينه بين الرجوع أو أن يلقى حتفه.

انتهاج سياسة الإحتواء مع الحشد الشعبي..

‏المحلل السياسي “د. حيدر حميد” يوضح، لـ(كتابات)، ان جاءت تصريحات “العبادي” في وقت تزايدت فيه عمليات الخطف في مناطق عدة من البلاد، والتي وصفت بالسياسية وأخرى تخفي خلفها أجندات خفية في مناطق عدة من البلاد في بغداد وصلاح الدين والأنبار وشمال بابل وأصبحت تهدد أمن العاصمة بشكل لافت، وقد وجد رئيس الوزراء أن عمليات الخطف تستهدف وجوده كرئيس للوزراء وتهدد أمن البلاد، مشيراً إلي أنه في الوقت ذاته تعد تصريحات رئيس الحكومة العراقية رسائل تحذير لهذه الجهات ورسائل تطمينات للمواطنين بأن الدولة سوف تحمي أمن مواطنيها.

لافتاً “حيدر” إلى وجود ترجيحات تقول ان من يقوم بعمليات الخطف هي جهات محسوبة على الحشد الشعبي تدين بولاءها للسيد نوري المالكي، وهو ما يؤشر علي حدوث انقسام داخل “الحشد الشعبي” بين الجناحين المصارعين داخل “حزب الدعوة” السيد المالكي والسيد العبادي، وأيضاً حدد رئيس الوزراء أن عصابات الخطف تنفذ أجندتها بالتواطؤ مع عناصر أمنية وهي في الغالب تنفذ عمليات الخطف بلباس القوات الأمنية، وأن الخشية هي من حدوث صدامات مسلحة بين فصائل الحشد الشعبي بعضها ببعض أو مع القوات الأمنية مستقبلاً.

وحول مدى تأثير تصريحات العبادي على عصابات الخطف، أوضح “حيدر” أن “العبادي” قد اوصل الرسالة القوية لجماعات الخطف وهي بالتأكيد سوف تحد منها لاسيما أن الحكومة بدت حازمة في هذا الموضوع، وإعلان السيد العبادي عن تشكيل خلية أمنية لتعقب منفذي عمليات الخطف، لافتاً إلى أن “العبادي” في هذه المرحلة ينتهج سياسة إحتواء الأزمات مع “الحشد الشعبي” بسب طبيعة ظروف البلاد وليس مع كل قيادات الحشد الشعبي هي من شملها التحذير بل كان يقصد جهات بعينها دون أن يسميها بالاسم.

وتعيش بغداد ومحافظات أخرى تدهوراً أمنياً ملحوظاً يتخلله تكرار لظاهرة حالات اختطاف عراقيين وعرب وأجانب على يد مليشيات مسلحة فرضت سيطرتها بشكل واضح وعلني على الشارع العراقي منذ حزيران/يونيو 2014.

ولم تجد قوات “الحشد الشعبي” طريقة لتغيير ديموغرافية الفلوجة، لأنها مدينة سنية 100% فقامت باختطاف آلاف الرجال من المناطق المحيطة بمدينة الفلوجة، مثل الكرمة والسَجَر والصقلاوية، وبعد مرور سنة على تحرير الفلوجة لايزال مصير المختطفين مجهولاً.

وتشير مصادر إلى أن الملاجئ العسكرية لإحدى الشركات الحكومية التابعة لوزارة الصناعة العراقية جنوب بغداد، وهي تحت سيطرة كتائب “حزب الله العراقي”، هي من تضم المئات من المحتجزين من سكان محافظة الأنبار والمحافظات السنية الأخرى، وأن المعتقلين هناك، حسب المصادر، تحولوا إلى هياكل عظمية مخيفة بفعل الجوع والتعذيب والتنكيل بهم في السجون السرية التي تديرها عناصر “حزب الله العراقي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب