20 أبريل، 2024 3:28 م
Search
Close this search box.

إحتجاجات شعبية وخلافات “الكبار” .. قمة “هامبورغ” مؤشر على انهيار القوى الكبرى

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

تشكلت مجموعة العشرين عام 1999 من قيادات بعض الكيانات الاقتصادية الرئيسة والنامية، بغرض عقد اجتماعات دورية منظمة بين هذه الكيانات. والواقع فقد تشكلت مجموعة العشرين عقب الأزمات المالية نهاية 1990 كاعتراف على عدم مشاركة القوى الاقتصادية الناشئة بشكل مناسب في المناقشات المتعلقة بالاقتصاد العالمي.

نشأت مجموعة العشرين..

بهذه الرؤية تشكلت مجموعة العشرين من عدد 8 دول صناعية (8 اقتصاديات عالمية كبرى) و11 من الكيانات الاقتصادية الناشئة، هى: “الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، الهند، إندونيسيا، البرزيل، الصين، كوريا الجنوبية، المكسيك، المملكة العربية السعودية، الأرجنتين، استراليا، إفريقيا الجنوبية، تركيا, الاتحاد الأوروبي”.

وبالتالي كان الغرض من اجتماعات دول العشرين, بحسب الأستاذ الدكتور “محمد مهدي مظاهري” في مقالة له بعنوان: “قمة العشرين، مؤشر على انهيار القوى الكبرى” التي نشرت حديثاً بصحيفة “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية، هو مناقشة القضايا العالمية والتي لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط, وإنما تشمل كذلك الأزمات السياسية والعسكرية حول العالم. وتُنشر قرارات مجموعة العشرين بنهاية الجلسات في شكل بيانات غير ملزمة قانونياً.

وقد شهد هذا العام انعقاد الاجتماع الدوري للمجموعة بحضور 19 دولة صناعية أو ثرية إلى جانب الاتحاد الأوروبي بمدينة “هامبورغ” الألمانية لمناقشة أهم القضايا السياسية والاقتصادية حول العالم.

تظاهرات عنيفة تعلن إنتهاء شعبية قادة المجموعة..

مع هذا فقد اقترن الاجتماع هذا العام بعدد من القضايا الهامشية التي تنم عن تحولات جذرية على صعيد العلاقات الدولية. ولعل الموضوع الأبرز هو موجة الاعتراضات الشعبية ضد زعماء العشرين، والمواجهات التي اندلعت بين المتظاهرين والقوات الأمنية وأسفرت عن عدد كبير من الاصابات بين الشرطة والمتظاهرين, فضلاً عن تحطيم عدد من المحال التجارية, إذ يشكو المتظاهرون الذين يتهمون قيادات الدول الغنية بالمسؤولية عن الفقر والبطالة والمشكلات الاقتصادية حول العالم، من التمييز وعدم المساواة في الاقتصاد العالمي.

وعليه فقد اندلعت التظاهرات قبل وأثناء الجلسات لتعكس مدى تراجع ثقة الرأي العام العالمي في زعماء الدول الغنية والصناعية، وربما أمكننا القول فقد انتهى عهد رؤساء الجمهوريات من ذوي الشعبية العالمية.

ضغوط “ترامب”..

يضيف “د. محمد مهدي مظاهري”: مع هذا لم تكن المظاهرات الشعبية وحدها التي ألقت بظلالها على أجواء المناقشات، وإنما كانت الخلافات وتناقض وجهات النظر بين القيادات المشاركة أحد الجوانب المهمة والبارزة في اجتماعات هذا العام. فبينما يرحب القادة أمام الكاميرات بعضهم البعض في حرارة، كانت تفصل بين وجهات نظرهم على طاولة المباحثات مئات الأميال.

ويأتي الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” على رأس القوى المثيرة للاختلافات من خلال سياساته الانغلاقية حيال معظم الدول الأخرى المشاركة في قمة العشرين. فقد وقع “دونالد ترامب”, الذي أخرج الشهر الماضي بلاده من “اتفاقية باريس”، تحت ضغط شديد وعزلة إلى حد كبير بسبب اصرار زعماء العشرين على التنفيذ الفوري لتلكم الاتفاقية البيئية، وهى مسألة غير مسبوقة, فلطالما أدارة الولايات المتحدة في كل الفترات منذ الحرب الباردة ملف التطورات الاقتصادية العالمية.

ولم تقتصر خلافات “ترامب” مع الدول المشاركة في الجلسات على مستوى التعاون الدولي، وإنما ثمة الكثير من الخلافات الأميركية الثنائية التي لم تحظى بالاهتمام من مثل الخلافات مع المسكيك بشأن الجدار الفاصل, وكذا الخلاف مع الصين على خلفية قوانين التجارة الحرة وبحر الصين الجنوبي، مع هذا فقد ألقت هذه الخلافات بظلالها الثقيلة على الجلسات. من ناحية أخرى لم تكن الولايات المتحدة هي القوة الفاشلة الوحيدة التي لها مشاكل مع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، ولكن كانت الخلافات التركية العميقة والممتدة مع الاتحاد الأوروبي بشأن تغول “أردوغان” على الهيكل السياسي التركي وكذا عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وسخط اليابان وكوريا الجنوبية جراء تخاذل الصين عن اتخاذ موقف حاسم ضد كوريا الشمالية, من جملة القضايا التي كان لها تأثير قوي وحاضر في اجتماعات دول العشرين وحالت دون الوصول إلى بيان قوي مشترك.

وعليه يبدو, كما يقول الدكتور “مظاهري”، رغم دور الخلافات في وجهات نظر زعماء العشرين في الحيلولة دون اتخاذ قرارات جادة في القطاعات الاقتصادية والتجارية، لكن كان لاجتماع “هامبورغ” فائدة صغيرة على توعية الرأي العام العالمي بما تقوم به الدول الصناعية الغنية، وهو ما أدى إلى تركيز البيان النهائي لمجموعة العشرين على مخاوف شعوب العالم بشأن القضاء على التمييز، ودعم الصناعات المحلية، والتجارة الدولية، وتوفير فرص العمل، وأخيراً التنمية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب