26 مارس، 2024 8:16 م
Search
Close this search box.

“إبراهيم رئيسي” يظهر في الخلفية .. هل تحدد دولة خامنئي العميقة مستقبل ولاية الفقيه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

يحوز موضوع اختيار “الولى الفقيه” والمرشد المستقبلي للجمهورية الإيرانية اهتماماً بالغاً نظراً لأهمية المنصب.

فالمرشد أعلى سلطة في إيران، وسلطته مباشرة على “الحرس الثوري” وقوات الأمن، كما يمنحه الدستور حق عزل رئيس الجمهورية المنتخب، وحق تعيين وعزل قيادات مجلس صيانة الدستور، والسلطة القضائية.

القائمة المنتظرة..

بدأ الاهتمام بالموضوع وتداوله في وسائل الإعلام عشية انتخاب “مجلس الخبراء” في دورته الخامسة، إذ تصور البعض – بعد النجاح الساحق للتيار الإصلاحي في انتخابات مجلس الخبراء – أن يعيد آية الله “هاشمي رفسنجاني” الحياة من جديد لفكرة مشروع مجلس القيادة. والمعروف أن هاشمى سعى عام 2009 عقب أحداث الثورة التي اجتاحت إيران اعتراضاَ على انتخابات الرئاسة الإيراني، إلى تكوين مجلس قيادة يضم عدد من رجال الدين، وعقد في سبيل ذلك الكثير من اللقاءات مع مراجع الحوزة الدينية في قم. وما لبثت محاولات هاشمي أن باءت بالفشل وانتهت بإخراجه من مجلس الخبراء والتضييق عليه وعلى إسرته. ولكن سرعان ما قوض هاشمي رفسنجاني نفسه – قبيل وفاته – هذه التطلعات بقوله: “بناءً على طلب المرشد، قام مجلس الخبراء بفحص السير الذاتية لعدد من رجال الدين المرشحين لخلافة المرشد علي خامنئي، واستقر الأمر على خيارين”، لم يسيمهما رفسنجاني. ودارت التكهنات حول عدد من الأسماء هي آیة ‌الله “سید هاشم حسینی ‌بوشهری”، آیة‌ الله محمد جواد فاضل‌ لنکرانی”، آیة ‌الله “صادق آملی‌ لاریجانی”، و”حسن خمینی”، و”مجتبى خامنئي”، و”أحمد منتظري”، و”إبراهيم رئيسي”.

مجتبى خامنئي

وبشكل عام انقسم المحللون والمراقبون إلى فرق نذكرها فيما يلي:

1 – الصراع بين أسرتي الخميني وخامنئي:

يقول الناشط الإعلامي “محمد جواد أكبرين”: “سيسعى طيف داخل مجلس الخبراء إلى الإبقاء على الإرشاد داخل بيت “خامنئي”، نظراً لأن الأخير نجح في ترسيخ دولة عميقة ذات أدوات اقتصادية وسياسية وعسكرية. ومعروف أن “مجتبى” – الإبن المقرب من خامنئي – يقوم بتدريس الفقه في الحوزة، وقد نجح في تكوين شبكته الخاصة داخل النظام”.

وبحسب خبير علم الاجتماع “مجيد مجدي”: “حسن الخميني أيضاً فقيه، وهو وإن عدم النفوذ داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية – والتي ستلعب دوراً مهماً في تحديد شخصية المرشد المقبل – لكن سمعته داخل الحوزة افضل من مجتبى خامنئي”.

بدوره أكد الناشط السياسي “محسن سازجار” على ان “تضامن الحرس الثوري مع بيت خامنئي الذي يستحوذ على 200 مليار دولار ممثلة في الاستثمارات ومؤسسة باسيج المستضعفين، ناهيك عن سيطرته على الإذاعة والتليفزيون ومجلس صيانة الدستور، شريطة أن يبرز مجتبى خامنئي القدر اللازم من التماهي مع الحرس الثوري”.

2 – الصراع بين أركان النظام:

ربما يؤدي موت “خامنئي” إلى نشوب الصراعات بين أركان النظام حول شخصية المرشد الجديد.

تقول “بيژن حكمت” عضو منظمة التضامن من أجل جمهورية حقوق الإنسان: “بعد رحيل خامنئي، سيواجه النظام مشكلة كبيرة ربما تنتهي بزوال نظام ولاية الفقيه. لقد أنشأ خامنئي شبكة معقدة تعتمد على المؤسسات العسكرية والمرتزقة. ولن يستطيع المرشد المقبل تكوين مثل هذه الشبكة والاستمرار في الاستبداد الديني، بسبب التغييرات التي يشهدها المجتمع وتركيبة المؤسسات المنتخبة”.

ويضيف “مهدي خلجي” الباحث في مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأوسط: “انحسار شرعية الأيديولوجية الإسلامية وضعف النخبة السياسية، وفساد أصحاب السلطة المالي، وطبيعة التدمير الذاتي لاقتصاد المافيا الحاكمة، وتوسع مؤسسات حلقات السلطة، وتداعي مكانة رجال الدين الاجتماعية، واتساع الفجوة بين الحكومة والشعب، يزيد من صعوبة آلية نقل القيادة من آية الله خامنئي إلى غيره”.

بدوره يقول “محمود مرادخاني” نجل شقيقة المرشد على خامنئي: “بديل الولي الفقيه لا يسبب مشكلة لقادة النظام. إنهم يأملون في بقاء كل شئ أكثر من ولاية الفقيه. هم يعلمون جيداً إن إعادة إنتاج نفس الأوضاع التي أدت إلى صعود خامنئي للإرشاد سيسبب زلزالاً عنيفاً للنظام”.

3 – سقوط النظام:

يقول “رضا پیرزاده” عضو المكتب السياسي للمجلس الوطني الإيراني: “يصعب توقع ما قد يحدث بعد رحيل خامنئي، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، وتفشي الفقر، والحركات الاعتراضية المدنية، وأزمات النظام مع سائر دول الجوار. ونحن في المجلس الوطني الإيراني نعتقد أن الحل الأمثل لإقرار الديمقراطية والسلام والاستقرار في المنطقة يكمن في إلغاء دستور الجمهورية الإيرانية وتشكيل حكومة اتحاد وطني مؤقتة تشرف على إجراء انتخابات نزيهة تيسر تشكيل مجلس مؤسسين”.

وتؤيده في الرأي الناشطة الحقوقية “شرين عبادي” الحائزة على جائزة نوبل للسلام. وهي ترى أن الشعب الإيراني وصل إلى مرحلة من الوعي السياسي تجعله يرفض “ولى فقيه” جديد. “وأن خامنئي سيكون آخر ولى فقيه”.

4 – إنتاج نظام أسوأ:

طرح البعض عدداً من الأسماء المرشحة لخلافة خامنئي، لكن يرى كثيرون أن “إبراهيم رئيسي” هو المرشح الأوفر حظاً على قائمة مجلس خبراء القيادة، نظراً لما يحظى به من دعم خامنئي نفسه والحرس الثوري والتيار الأصولي بشكل عام.

حسن خمینی

يقول “مرتضی کاظمیان”: “خبرات رئيسي في إقرار واستمرار الجمهورية الإيرانية عبر قمع المعارضة، فضلاً عن لقاءه لقاء الوفود الأجنبية واتخاذ مواقف سياسية تفوق وزنه القانوني، وحصوله على تقارير مفصلة عن آداء الأجهزة الشرطية والعسكرية رغم أنه لا يشغل أي مكانة عسكرية، وعلاقته مع وكالة الاستخبارات، وحيازته لقب السيد، تجعله الأوفر حظاً لخلافة خامنئي. فالإنتساب إلى أسرة “بني هاشم” هو من المكونات الجديرة بالاهتمام، ليس فقط من المنظور المذهبي المعنوي، وإنما من منظور المكانة الاجتماعية”.

وفي هذا الصدد يمكننا تفسير تراجع التيار الأصولي عن التمسك برئاسة “إبراهيم رئيسي” السلطة التنفيذية، وبالتالي يمكن وصف موقف الأصوليون بـ”الانسحاب التكتيكي” الذي يهدف إلى إعادة التموضع.

5 – إحياء مشروع مجلس القيادة:

بالتأكيد لن يقف التيار الإصلاحي، خاصة بعد الدعم الشعبي الكبير الذي حظى به التيار في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مكتوف الأيدي حيال تسليم البلاد إلى رجل الدين المتشدد “إبراهيم رئيسي”. لذلك ربما يلجأ عناصر التيار إلى إحياء مشروع “مجلس القيادة” الذي طرحه عراب الإصلاحيين والأصوليون الجدد “هاشمي رفسنجاني”. وقد رجح بعض المراقبين إمكانية ترشيح “حسن روحاني” لمنصب الإرشاد نظراً لخبراته السياسية، وعلاقته الوطيدة مع بعض القيادات العسكرية مثل “فيروز آبادي” وخبراته الطويلة في المؤسسات الأمنية، ناهيك عن دعم بعض قيادات الحرس الثوري والقيادات الأمنية للفكرة. لكن انعدام القاعدة القوية للرئيس روحاني داخل البيرقراطية الدينية تجعل هذا الاحتمال ضعيفاً، لكنها لا تمنع إمكانية قيادة روحاني مشروع مجلس القيادة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب