24 أبريل، 2024 3:14 ص
Search
Close this search box.

أطفال العراق .. ينتظرون إعادة تأهيل المدارس لاستئناف الدراسة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لا تنتهي الحرب مع صوت آخر رصاصة.. ومع ذلك تحاول الآيادي المجروحة كتابة مستقبل ملايين من الأطفال بدماءها، ولم تتخلص العراق نهائياً من كابوس الإرهاب رغم النجاحات التي تحققها القوات الوطنية المقاتلة.

الإرهاب ضرب التعليم العراقي في مقتل..

من مظاهر الدمار الذي سببه تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق أنه ضرب التعليم في مقتل، إذ خلف وراءه مدارس مدمرة وقاعات مهجورة ومدرسين نزحوا أو هاجروا إلى الخارج وأطفال تم تجنيدهم، وتغطي الواجهات ثقوب عديدة بفعل الرصاص وتمتلئ الأرضيات بفوارغ الرصاص وكتب محروقة وصور لتلاميذ المدرسة، وتمثل هويات ضائعة أو مسروقة بل مختطفة.

ولا تزال عودة الانتظام في الدراسة يمثل تحدياً إنسانياً كبيراً، لأن الكابوس لم ينتهِ بعد، والمنظومة التعليمية كلها أنهكت بسبب الحرب وتداعياتها، وهناك 9 آلاف مدرسة ابتدائية ومتوسطة وإعدادية متضررة ومتهالكة وتحتاج إلى ترميم.

المدارس تحولت إلى قواعد عسكرية أو مخيمات..

منذ تمدد تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق، تدهورت مستويات التعليم به ورجعت عقود إلى الوراء, إذ استخدمت عناصره المدارس كقواعد عسكرية لتخزين المتفجرات، وكانت قاعات الدراسة, التي امتلأت من قبل ببراءة التلاميذ, شاهدة على المعارك الأشد عنفاً.

كما تحولت بعض المدارس, منذ بداية الحرب, إلى مخيمات للإيواء وامتلأت بالأغطية والمراتب بدلاً من المكاتب.

وذكر تقرير مشترك لوزارة التربية العراقية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”, أن نصف الأطفال النازحين و90% من أطفال المناطق التي تشهد معارك, اضطروا إلى ترك الدراسة، وأوضح التقرير أن تمويل عملية إعمار مدارس العراق يحتاج إلى التبرع بـ 32 مليون دولار خلال عام 2017.

إغلاق 900 مدرسة في الموصل خلال 3 سنوات..

قالت منسقة فريق الطوارئ التابع لـ”يونيسيف” في العراق, إن “داعش” أغلق 900 مدرسة في الموصل خلال فترة سيطرته عليها، ورغم أن آلاف التلاميذ سوف يتمكنون من العودة إلى الدراسة إلا أن الرعب والخوف الذي تركه التنظيم سيمتد أثره لفترات طويلة.

وأوضحت أن المدارس تحتاج إلى تطهيرها من المتفجرات والجثث وإعادة تأهيل القاعات وإعداد المناهج الدراسية، بالإضافة إلى توفير دعم نفسي للأطفال كي يتمكنوا من عبور الأزمة والتغلب على الرعب الذي ترسخ في مخيلتهم بسبب ما عانوه خلال السنوات الماضية.

الطفولة في المخيم..

هناك الكثير من المدارس دُمرت بالكامل بسبب المعارك، ولن يتمكن سوى التلاميذ الذين يتمتعون بقدر وفير من الحظ من الانتظام في الدراسة بعد توقف دام لمدة 3 سنوات، بينما لا يزال آلاف الأطفال يسكنون مع أهاليهم في المخيمات ولم يعودوا بعد إلى منازلهم.

ومع بداية تمدد “داعش”، كان من الطبيعي أن تتقاطع دوي انفجارات قذائف “الهاون” مع أصوات التلاميذ, بينما يرددون الدرس خلف المعلم في قاعات الدراسة.

وتمكنت القوات العراقية من هزيمة التنظيم, واضطرت العناصر الإرهابية إلى التراجع والاحتماء بمعقلها الجديد في “الرقة”.

التنظيم أجبر بعض المدرسين على تدريس مناهجه..

أجبر التنظيم عدد من المدرسين على أن يشرحوا للأطفال مناهج أعدته عناصره وفقا لأيديولوجيته المتشددة، وهددوهم بالقتل إن لم ينفذوا الأوامر، من بين هؤلاء مدرسة تدعى “بشرى” كانت تعمل في مدرسة للفتيات غربي مدينة الموصل, واضطرت إلى تدريس مناهج “داعش” بعد التعرض للضغط، وقالت: “قالوا لي إما أن تفعلي ما نأمرك أو نقتلك”.

وكانت المدرسة قد دُمرت بالكامل خلال معارك الجيش ضد عناصر التنظيم الإرهابي، وبعد هزيمته تم ترميم المدرسة, التي تعمل بها بمساعدة الأمم المتحدة وهي الآن جاهزة لاستقبال الطلبة.

وأعربت “بشرى” عن سعادتها بخروج التنظيم مهزوماً, وقالت: “الآن يمكنني العودة إلى التدريس بحرية ودون خوف”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب