8 أبريل، 2024 4:08 م
Search
Close this search box.

ناظم السعود.. الكاتب المشاكس الذي رحل في هدوء

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت: سماح عادل

توفي اليوم الكاتب العراقي والناقد الأدبي والصحفي الكبير”ناظم السعود”، بعد صراع مع المرض في كربلاء، ولقد ولد في مدينة “بابل” عام 1956، ودرس في “بغداد”، وحاول إكمال دراسته الجامعية في كلّ من “بغداد، فيينا، والقاهرة” إلا أنّه قطعها بسبب قيام حرب الخليج الأولى عام 1980، عمل في الصحافة الثقافية والأدبية منذ عام 1978، وفي عدد كبير من الصحف والمجلات، وكتب لعدد من الصحف مثل: (القدس العربي/ الاتحاد/ الصدى الإماراتية/ جريدة الدستور الأردنية/ الآداب البيروتية)، له مساهمات في كتابة السيناريو الإذاعي والتلفزيوني، كما أنه قام بإعداد برنامج ثقافي يومي وتم بثه من قبل قناة الديار الفضائية عام 2006 وقد استقبل كبادرة أولى من نوعها في التلفزة الفضائية، ولقد أطلقت عليه مجموعة من الألقاب منها: “رائد الصحافة الثقافية”، “المحرر الثقافي الأول”، “الكاتب المشاكس”، وآخر لقب منح هو “شيخ الصحافة”.

في عام  2000 أصيب بجلطة قلبية خطيرة، ثم بجلطة دماغية خلال عملية فاشلة لقسطرة القلب، وبسبب الوضع الأمني في “بغداد” اضطر للإقامة في مدينة “كربلاء” منذ أواخر عام 2006 حتى وفاته.

نقد لاذع لكن عميق..

كان ناظم السعود ناقدا أدبيا خبيرا، عمل بالصحافة الثقافية ما يقرب من الأربعين عاما، وكانت له أحكامه اللاذعة على الثقافة والأدب والنقد العراقي، لكنه رغم ذلك كان ينقد بناء على وجهة نظر عميقة، لا تجامل وإنما تكشف المساوئ بحثا عن المعالجة، عن متابعته للنتاج الثقافي العراقي يقول “ناظم السعود” في حوار له مع عبد الجبار العتابي في “موقع إيلاف” “النتاج الثقافي أغلبه يصدر من خارج العراق للأسف، وقد ظهرت دور نشر عربية بدأت تعتمد على كتابات العراقيين مثل دار “ينابيع” في سورية، وهناك الكثير من وكلائها في العراق فتطبع بأقل المبالغ، بمائتي دولار ونصف، وأصبحنا نقرأ كتبنا وهي آتية من الخارج، أما كتبنا الحالية والتي هي في دار الشؤون الثقافية، فلا نعرف ظروف الدار التي لا يمكنها أن تطبع ربع ما ينتجه الكتاب العراقيون، كما أن هذا المطبوع لا يصل إلى المحافظات لعدم وجود دار توزيع، نحن في ثورة رقمية، نحن نعيش الثقافة الرقمية حاليا، الثقافة اللاورقية، لازال النتاج العراقي يعتمد على الورق وأنا أحبط لهذا، فالعالم وصل إلى أن يشيد حكومات رقمية ومؤسسات رقمية ونحن نتمسك بثقافة ستزول حتما، كما زالت أطوار الكتابة القديمة والحديثة”.

وعن الكتابة العراقية يقول”المشكلة أن الكتابات الورقية العراقية تدور في فلك الذات، ليس هناك نقاش موضوعي وجريء وثوري للواقع العراقي، أنا لا أجد أي جدل يخص المتغيرات والصدمات الكثيرة التي تعرض لها المجتمع العراقي بعد زلزال عام 2003، الكثير من الناس يعتبرون هذا الزلزال احتلالا وبعضهم يعتبرونه تحريرا ولكني أراه وجهين لخيبة واحدة، النتاج العراقي يحمل هموما ذاتية أكثر من الهموم المجتمعية، نعم.. هناك تنافذ كبير بين الذات وبين الطبيعة وبين المجتمع ولكنني لا أجد المباحث التي كنت آمل أن تفجر الواقع القديم وتأخذك كدراسة وبحث واستخلاصات لأن الواقع الحديث لا يعطيك مجالا للجديد، ليس هنالك إلا الخراب الكثير جدا في كل مفاصل الحياة، وهذه لا تشجع على الكتابة عنها، نحن الآن أمام ماض كئيب وحاضر أكثر كآبة، لذلك تراجع الأديب إلى ذاته يستقي منها موضوعاته وهذه لا تعطي فرصة لزمنية الكتابة أو الخطاب، بمعنى أن الخطاب لابد أن يعكس العصر أو الحال، ولكن كتابتنا لا زمنية ولا يمكنك أن تأخذ منها تشابيه على ما كان موجودا في الواقع من أزمات وانقلابات، الكتابة الآن ذاتية تفرض سطوتها على الكاتب العراقي بحكم الخيبة من ماض ومن حاضر”.

الخروج من الذات..

وعن الأديب العراقي يقول” أنه ما عاد يخرج من ذاته للمصادمة، الأديب يجب أن يتصادم ويجب أن يقوم بالنفاذ إلى جوهر الواقع والكتابة عنه بعيدا عن ما يطرحه من سلبيات، ولكن في الحقيقة لا نجد هذا لأن الكاتب محاصر، وهناك محاذير كتابية معروفة فيخشى من التأويل من قبل جهة كما كان الواقع ولكن من قبل جهات رقابية ودينية وسياسية، فالكاتب العراقي الذي في الخارج بدأ يكتب أكثر ممن في الداخل، وبالذات ما يأتينا منه عبر الانترنت، كتابة الانترنت أصبحت متاحة وبصراحة إنها أكثر صدقا من كتابة الورق، أكثر وأبعد غورا من الصحافة العراقية ومصداقية، والسر أن الكتابة هناك بلا رقابة، الكتابة في الانترنت عالم مفتوح ولذلك يستطيع الكاتب أن يعبر عما في داخله بشكل صحيح وصريح، لأن لا رقابة أمامه لا في الحد المسموح به في الصحافة ولا في الخطاب ولا في الجرأة، الواقع الانترنتي أكثر واقعية من الواقع المعاش بصراحة، وأنا من الكتاب في الانترنت وأجد نفسي الآن فيه وأجد أصداء، لأن الجريدة التي ربما يقرأها ألف أو ألفان في الانترنت يقرأها الملايين”.

انتفت الجرأة ..

وعن مستوى الكتابة الأدبية يقول” أن الكتابة الأدبية والنقدية في السابق كانت أكثر صميمية من الآن، لأن الكاتب كان محاصرا تماما ولديه حرية محدودة فكان ينساب إلى كتابته الذاتية ويعبر من خلالها الرموز والثيمات بشكل فني إبداعي، ولهذا تقرأ “موفق محمد” و”طه حامد الشبيب” والكثير من شعرائنا كانوا جريئين، الآن انتفت الجرأة لأن انفتاح الكتابة لكل من يريد أن يكتب، أصبحت الكتابة غير محدودة، ومتاحة للجميع، وتداخلت الخطابات والفرز معدوم، من يقوم بالفرز؟ الباحث أو الناقد؟، ولكن الباحث والناقد في الأغلب خرجا خارج العراق وأصبحا يكتبان في بلدان وفي ثقافات كثيرة، وأصبحنا هنا نشتكي من ندرة الباحثين والنقاد الذين يقومون بعملية الفرز التي توضح جودة الأدب من عدمه، الكتب الآن توضع على الرفوف لا تجد من يقرأها ويحتكم إلى منطق نقدي وثقافي”.

النقد العراقي..

وعن  واقع النقد الأدبي في العراق الآن يقول”أكثر من بائس لأنه أصبح خادما لثقافات أخرى جغرافية بعيدة أو قريبة، أحد الأدباء العراقيين في الخارج ذكر لي حادثة أليمة، يقول:”أقيم في المغرب مهرجان للثقافة العربية للحديث عن ثقافات كل بلد، الإمارات أخذت ثلاثة أدباء يتكلمون عن ثقافتها، هؤلاء الثلاثة هم عراقيون، أحدهم عن الشعر والآخر عن النقد والثالث عن الرواية”، ثلاثتهم عراقيون لكنهم تخلوا عن ثقافتهم العراقية للتحدث عن الثقافة الإماراتية ومثلوا دولة أخرى تمثيلا رسميا، هذا الواقع يشير فعلا إلى وجود هجرة للمثقفين والأدباء المعروفين إلى دول أخرى قريبة وبعيدة لخدمة ثقافات أخرى، وبالتالي لا نجد الكتابة التي كنا نقرأها في السبعينيات أو الثمانينيات، الكتابة العراقية الصميمية لأدباء في الداخل، الآن هذه الكتابة للأدباء العراقيين في الخارج”.

استعارة نظريات النقد..

وعن  مناهج النقد الحالية المتبعة يقول” جاءت مناهج النقد الحديثة لكي تعطينا اشتغالا نقديا لما بعد الحداثة، والكثير من نقادنا الآن يشتغلون بطريقة وكأنهم يكتبون بمناهج مستلفة، مأخوذة من الجهد النقدي خارج العراق، وهي مشكلة منذ القديم، كان النقاد العراقيون يستلفون المناهج النقدية الحديثة من الخارج، ترجمة أو نقدا، ويطبقونها على نصوص عراقية وهذه مشكلة كبيرة نعاني منها، لأن النقد العراقي لم يقم تيارا ولكن يجب أن نذكر “حسين سرمك حسن” و”ياسين النصير” لأن لهما مناهج نقدية محدودة وليست نظرية، النقد الحالي.. نقد مدرسي، نقد مستلف مأخوذ من مناهج غربية، وأغلب النقد تنظيري وليس تطبيقيا حتى أنه ما طبق على نصوص عراقية، إنه أُخذ كنظريات، كمناهج نظرية فقط، النقد الحالي إما انطباعي وإما شكلي أو أيدلوجي وإما جمالي الذي هو ما بعد السيميائية، ولكن هناك نقاد عراقيون في الخارج مثل “حاتم الصكر” و”صبري مسلم” و”الدكتور علي” يكتبون نقدا متحررا”.

ويضيف بخصوص المجلات الثقافية والنقدية “ولكن قل لي: أية مجلة في العراق تستوعب النتاج النقدي والبحثي؟، الجواب: لا توجد، لا توجد غير مجلة “الأقلام” وهي مجلة فصلية ومحدودة المساحة وعليها إشكالات كثيرة من ناحية تمويلها وصدورها، ولا تلم إلا بأقل من 10 بالمائة من النتاج الأدبي، وفي الصحف كثيرا ما تأتينا مقالات نضطر إلى بترها أو الاستغناء عنها أو الاعتذار عن النشر لعدم وجود مساحة، فضلا عن عدم وجود مجلات خاصة بالنقد أو في مجال الرأي كما هو الحال في “سورية ولبنان ومصر”، نحن نشكو من غياب فاضح للمجلات النقدية في العراق أو لأقل للمطبوعات التي تستوعب النتاج النقدي، وهذه مشكلة من مشاكل كثيرة تعانيها الثقافة العراقية، الضوء موجود ولكنه نقد قائم على جهود فردية، أنا أثني على الأدباء في الداخل بالذات على جهودهم الفردية”.

ثقافة الخارج..

وعن كتابة العراقيين في الخارج يجزم ناظم السعود” أنا أؤمن الآن أن من حق أدباء الخارج أن يقيموا اتحاد خاصا بهم لأنهم فعلا يشكلون ثقلا أدبيا خارج العراق، ومن الظلم أن نربطهم باتحاد بسيط وكله سلبيات، وهو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الكائن في ساحة الأندلس، أنا أجد أن الكتابة العراقية ليست في الداخل، نعم هناك كتابات محترمة ولكنها لا تمثل تيارا، التيارات الآن مقيمة خارج العراق من نقاد وباحثين وأدباء نوعيين، وهذا يعطينا مشكلا حقيقيا لتقييم هذه المرحلة، هل نحن أمام ثقافة أدبية في الداخل أم أنها ثقافة في الخارج”.

الوسط الأدبي..

وفي حوار حديث في 2017 ل”ناظم السعود” مع عصام القدسي يقول عن إنصافه من وزارة الثقافة والوسط الأدبي “إن جهة رسمية كوزارة الثقافة لا يمكن أن تعطي سواها من أفراد وجهات أية إسنادات تذكر، بل الأصح إنها فاقدة السيطرة على نفسها لعظم الفساد الذي تغلغل فيها ونخرها، لقد كتبت شخصيا وبالأرقام ما ابتليت به الوزارة من جراء الفساد الذي شلها عن وسطها وأبقاها كديكور ليس إلا، فالجهات الرسمية والأهلية على حد سواء تركت شريحة الأدباء وحيدة في الساحة، تكاد تجتر أحزانها وعسرها وخيبتها بلا نصرة حقيقية أو حماية منظورة وتركتهم كأفراد عزّل لمعارك خاسرة حتما، أما الوسط الأدبي، وفيه اتحادات ونقابات، فلا حول له أو إسناد أو تأثير لأنه يشكو لجدران الأرض غياب الدعم،  وأنه مفرغ عن أداء دوره بسبب الهيمنة المقيتة لأصحاب “الجهة الفوقانية” عليه، والمشكلة تكمن في تشظي عدد المنتسبين وتكاثرهم لكل اتحاد أو نقابة حتى وصل الأمر أن واحدة من ركائز الثقافة في هذا البلد، وهي نقابة الصحفيين العراقيين، تضخمت بشكل “أميبي” وضمت عددا مهولا يقرب من 30 ألف عضوا منتسبا،  ولا أعلم إن كانوا “عاملين” أم عاطلين أو أنهم يؤلفون جيشا ل”الحساب” فقط!. إن الثقافة عندنا تقوم وتنهض وتنشر وربما تشتهر بجهد الأفراد وحماستهم الفردية، ومعاركتهم لظروفهم ومعاناتهم الشخصية للدفاع عن مشاريعهم وإخراجها للعلن”.

مصداقية الصحافة..

وعن مصداقية الصحافة في الوقت الحالي يقول”الذي أراه الآن، بعد أربعة عقود، أننا خسرنا معركة المصداقية لصالح المتلقين من الجمهور العام،  والسبب أننا ننشر الأخبار ولا نستقصي ما خلفها أو مدى الآثار الذي يمكن أن تسببه على الناس،  الذين فقدوا الثقة بما ينشر، والصحف التي نراها تصدر من خلال ثلاثة طرق لا رابع لها: إما تحت راية أحزاب، أو مغلفة بألوان كيانات تنفيذية قائمة، أو رغبة جماعات لتطلعات في أنفسها للقيام بأدوار واخذ جزء من”الكعكة” أو لتحقيق أحلام شخصية، ويمكنك أن تلاحظ ذلك الغياب المفجع للصحيفة التي تصدرها المؤسسة وبشكل جماعي مبرر،  وهذا معهود في الدول المجاورة بل كان أمرا معتادا عندنا حتى سنوات قريبة، إذ تصدر الصحيفة عن المؤسسة وتكتظ الأخيرة بكثير من المشاريع الآنية والمستقبلية، مثل الكتب والمجلات والندوات والحوارات وغيرها، والسؤال أين ذهبت هذه المؤسسات؟ ولماذا تصدر الصحف من دونها؟ إن تأثير الوضع العام قد شمل حتى مصداقية الصحف بين الجمهور”.

ويواصل”ليس هناك أية صحافة أدبية في العراق، ولم يعرف هذا النوع النمطي مع كثرة الداعين إليه! نعم هناك أنواع من هذه الصحافة في ما نقرأ راهنا وماضيا ولكنه مدمج وملتحق بالصحافة الثقافية، مما يشكل ظاهرة مؤسفة أو ذيلية لصحافة اشمل، وهناك فرق واضح بين الصحافة الثقافية والصحافة الأدبية التي نفتقدها، الصحافة الأدبية تعنى فقط بناحية الأدب وتضع أضواءها عليه وتهتم بإبراز الجيد والساطع من مكونات هذا الأدب: مثل الخبر الأدبي، والاستطلاع الأدبي، والنصوص الأدبية، والنقد الأدبي، والعمود الأدبي، والحوار الأدبي، والتحقيق، والكتب، وسوى ذلك من اهتمامات تخص الناتج الأدبي تحديدا، كل هذا نجده في الصحيفة الأدبية، التي نتأسف على فقدانها مع أننا نشتهر بكثير من عمالقة الأدب”.

كتبه..

أصدر “ناظم السعود” ثمانية كتب على التوالي هي:”مدارات الأسئلة، الريادة الزرقاء، سحر الأيقونة، الرائي، الآخرون أولا، ج1، الآخرون أولا، ج2، جاسم المطير.. قاصا، الوجه المغيّب، لا صحافة أدبية في العراق”.

في كتابه”الريادة الزرقاء.. دراسات في الشعر التفاعلي الرقمي.. تباريح رقمية أنموذجا” يقع الكتاب في 354 صفحة من القطع المتوسط، حاول ناظم السعود فيه جمع ما كتب عن القصيدة التفاعلية من عيون الكتابات النقدية العربية التي تصدّت لهذه التجربة بالتحليل والتفسير عبر ما نشر في الصحف أو المجلات العراقية، أو العربية، أو عبر المواقع الالكترونية، والدراسات التي تناولها لا تقتصر على الكتاب أو النقاد العراقيين بل تعدت إلى النقاد والأساتذة العرب من الإمارات ولبنان والسعودية وغيرهم من النقّاد المهمين في الوسط النقدي العربي.

وفي كتابه” الرائي” الذي يقع في  264 صفحة من القطع المتوسط تناول التجربة الشعرية الثرية للشاعر العراقي المغترب “باسم فرات”، يجمع الكتاب بين الدراسة والمختارات والحوار، حيث القسم الأخير من الكتاب مختصا بحوار متأن عقده ناظم السعود مع الشاعر معالجا فيه مختلف مناحي التجربة الشعرية والفكرية والحياتية التي أسهمت بتخصيب شاعريته ودفعه لمنطقة الضوء العام كأحد أهم الشعراء العرب المعاصرين حتى كتبت حوله وعنه مئات المقالات والدراسات من قبل أصوات عراقية وعربية وعالمية..

و كتابه “الوجه المغيّب: كتابات أدبية ونقدية مختارة”، ضم ثلاثين مقالة كان السعود قد كتبها خلال رحلته الصحفية، وأراد، حين جمعها مجددا في كتاب واحد، أن تعبّر عن “الوجه المغيّب” له بعد أن أبتعد عدة عقود.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب