4 مارس، 2024 2:04 م
Search
Close this search box.

ماذا كتب أشهر الروائيين عن الرواية (16) – مرغريت أتوود : الرواية الكارثية تبنى على أحداث الواقع

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت : سماح عادل
في هذه الحلقة من الملف سوف نتناول كتاب “عوالم روائية.. خفايا الكتابة الروائية” ترجمة “سعيد بوكرامي”، وهو يضم حوارات لخمسة من الروائيين، يختلفون فيما بينهم أشد الاختلاف، سوف نتعرف على الكتابة لديهم، بعد أن وصولوا جميعا إلى مكانة رفيعة، وجازت أعمالهم على قبول القراء، وبعضهم حاز على جوائز هامة، وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه يبين أن الكتابة ليس لها مفهوما واحدا، أو طقوسا متشابهة، كما أنها تختلف من روائي إلى آخر حد التناقض، مما يعني أن النجاح ليس له معيارا محددا، وأن الكتابة الإبداعية لها فضاء يتسع للجميع.
لورنس داريل..
“لورانس داريل” روائي انجليزي من أصل ايرلندي، عاش ما بين “1912: 1990″، اشتهر ب”رباعية الإسكندرية” فهي رواية تجريبية بعوالم غرائبية عن الحب والتجسس، قضى “داريل” أغلب حياته خارج انجلترا في “الهند والكوفو ومصر ويوغوسلافيا ورودس وقبرص وجنوب فرنسا”، لم يكن على علاقة طيبة ببلده الأصلي، وصرح أكثر من مرة أنه “مواطن هندي”، وكان صديقا حميما للروائي الشهير “هنري ميللر” الذي

لورنس داريل

كان مرشده إلى اكتشاف عوالم الكتابة، وخلال الحرب العالمية التحق بالسلك الدبلوماسي البريطاني كملحق إعلامي بالقاهرة، في أوائل الأربعينات، واستلهم منها روايته الشهيرة “رباعية الإسكندرية”.
الكتابة عمل تطهيري..
يرى “داريل” أن “الكتابة تمثل عملا تطهيريا، نوعا من اليوغا، طريقة للسمو والتحرر”. وحول طقوسه في الكتابة يقول”كان يجب أن أكتب رغم كل شيء، أرغمت نفسي على الانتظام، أن أجلس إلى الآلة الكاتبة عند الخامسة أو السادسة صباحا، محددا هدفي إلى أن انتهي عند العاشرة، وإذا انتهيت مع منتصف النهار يكون كل شيء على ما يرام، لكن إذا بدأت في التسكع وإذا انسقت إلى التجمعات والإنصات إلى الآراء، كأس صغيرة هنا وآخر هناك، حينها الوضع يسوء، لقد فرضت على نفسي قوانين معينة، لدي زوجة وأولاد، كان يجب أن أصير كاتبا، كنت أرغب في القيام بعمل جيد والاشتغال بنزاهة، والحال أنني كنت بعيدا عن الثقة في قدراتي، كان ينبغي أن أكتب الرباعية والخماسية حتى أحس قليلا بالاقتناع، فضلا عن ذلك فقد كنت باحثا، انخرطت في تجارب جديدة نحو المجهول، “هنري ميللر” و”ت. س.إليوت” ساعداني كثيرا”.
ويواصل” كنت استخدم الكتابة كطوق نجاة من هواجسي وأفكاري التي كادت أن توصل بي إلى حافة الجنون، باستثناء ضرورة القيام بعمل جيد ككاتب فأنا لا أحس أني مضطر لفعل أي شيء آخر”.
الفكاهة..
عن الفكاهة في كتابته يقول “داريل” “اللجوء إلى الفكاهة هو التسلل خلسة، استخدام مسارات غير مباشرة لنقل الأهم، والأشياء الأكثر دقة لا يمكن أن تقال كما هي، ولابد من استعمال الحيلة”.
مرغريت أتوود..
“مرغريت أتوود” روائية كندية، ولدت في 1939، معروفة عالميا ب36 عملا ما بين”روايات ودواوين شعرية”، حصلت سنة 2001 على جائزة “البوكر” عن روايتها “القاتل الأعمى”.
عن الكتابة تقول “أنا نشأت في أسرة علمية، وكان لهذه النشأة تأثير على كتاباتي، مثلا أنا مرتبطة بالصرامة والدقة في المعلومات التي تغذي عملي، أعرف أني إذا كتبت رواية مثل “الرجل الأخير” فالبيولوجيون سيكونون منتبهين للأخطاء المحتملة”.
الكتابة والعلم..

مارغريت اتوود

لقد كانت روايتها ” الرجل الأخير” تنبوئية مثل رواية “1984” للروائي “جورج أورويل”، أشبه بتخيل عالم سوداوي بناء على وقائع حدثت، تقول “مارغريت” عن روايتها”لا يتعلق الأمر بتحليل اجتماعي بل ينبغي إعادة خلق بيئة العصر، ولأجل ذلك ينبغي أن تقوم بأبحاث لوضع هذا الشيء هنا أو هناك، أنت تخلق عالما، ولا ينبغي تحميل الرواية بتوثيق زائد، ومع ذلك لا يمكن العمل دون ذلك، إني أبني هذا العالم المتخيل من خلال المعلومات التي أتوفر عليها”.
وتضيف”الرواية والعلم لهما نقطة انطلاق مشتركة، تتمثل في السؤال التالي ماذا سيحدث لو ..؟ كل تجربة سواء روائية أو علمية تبدأ من هذا، فنحن في الرواية نقوم ببعض التغييرات في محيط معين، ونلاحظ ماذا سيحدث، نتخيل ما يمكنه أن يحدث، وفي روايتي “الرجل الأخير” يمكن وصفها بالحكاية التأملية، لأننا لسنا أمام خيال علمي، فأنا لا أتحدث إلا عن أحداث موجودة سلفا أو جارية الحدوث، مثلا فكرة وجود فيروس يجتاح العالم، كل هذه الأفكار التي توقعتها في الرواية مبنية على مقدمات حقيقية في الواقع، وهذا من خصائص الرواية الكارثية”.
لا حقيقة مطلقة..
وحول أن الواقع يتشكل من تقاطعات وجهات النظر المختلفة تقول”إذا لم يكن كذلك يجب التسليم بوجود كائن له معرفة مطلقة، عندما نكتب رواية يمكن أن نأخذ منظور المؤلف العالم بكل شيء، وهذا أمر أصبح من الماضي، لكن إذا كتبنا وفق منظور شخصية معينة فلن تكون هناك سوى رؤية جزئية للحبكة، وسيكون لها موقفها الشخصي في الرواية، أحاول انطلاقا من تصوراتي أن أعكس الطريقة التي يعمل بها العالم، الناس ترى الحدث نفسه لكن بزوايا نظر مختلفة، عندما كنت أكتب رواية “الأسيرة” وهي حكاية حقيقية لفتاة محكوم عليها بالمؤبد لأجل جريمة قتل، قرأت جميع الجرائد والدارسات والشهادات، التي استطعت الحصول عليها، حول الجريمة التي حدثت والمتعلقة بهذه القضية، كانت الآراء مختلفة أشد الاختلاف، بدء من المظهر الخارجي للفتاة كما وصفها عدد من الأشخاص، وحتى يوم الجريمة وتفاصيلها”.
توليفة الكتابة..
تقول “مرغريت” إن “كتابة الروايات لدي تعتمد على توليفة، أحب أن أمزج السجلات والأجناس الأدبية، في رواية “القاتل الأعمى” تمكننا المقتطفات من الجرائد من تكثيف الزمن، كما أنها تقدم رؤية أخرى للأحداث تختلف عن رواية البطلة، هناك حقيقتان وواقعان وطريقتان لرؤية الواقع، كل واحدة هي تعليق ونقد للأخرى، وبالنسبة لتقاليد مزج الأجناس الأدبية فهي تخترق كل الأدب “الانجلوسكسوني” من “شكسبير” إلى “فولكنر”.
وتؤكد” لأن لكل عصر طريقة تعامله مع فن الرواية، وما يبدو مشتركا في هذا البلد لا يبدو كذلك في آخر، في الهند وإيران مثلا لديهم ميل للكتابة وفق مخطط الحكايات الفلكورية، وبالنسبة لي فأنا أتعامل بكل ما لدي، فكوني كندية لدي ميزة التوفر على كل الأدوات الممكنة تحت تصرفي، لا توجد تقاليد أدبية كبيرة في كندا، إذن أبقى منفتحة على كل أشكال الكتابة، فأنا أحاول أن ألقي نظرة جديدة على الأشكال القديمة وأعيد النظر فيها، في كندا وأمريكا خلال الخمسينات كان الذكور يهيمنون على كتابة الرواية، ومن بعد، خلال سنوات السبعينات ومع الحركة النسوية، برزت موضوعات كثيرة لم تكن تعتبر أدبا دخلت في بوتقة التخيل، مثلا الحياة اليومية للنساء، كان هناك دائما تابوهات في الأدب، التجديف كان مستحيلا فيما مضى أو الحديث عن الجنس، الآن أصبحت العنصرية هي التي تُطرح كمشكلة، لأن البنيات الاجتماعية أصبحت مهجنة أكثر فأكثر، ومتعددة الأعراق فأصبحت التابوهات نفسها أكثر تعقيدا”.
وعن الرواية وكونها وسيلة للملاحظة الاجتماعية لديها تقول”في أية رواية هناك دائما عنصران أولهما الزمن، سلسلة من الأحداث والأشياء تتطور ولأجل ذلك نحتاج إلى الزمن، والعنصر الثاني الشخصيات، والشخصيات تنتمي إلى مجتمع والى عصر ما، لذا فالرواية لابد وأن تعبر عن مجتمع ما في عصر ما، الفردي يرتبط دائما بالجماعي، ودائما هناك سياق معين أحيانا يعرفه القارئ حسب لحظة القراءة، عندما أسأل لمن أكتب؟ أجيب دائما بأني أكتب إلى قارئ، لكن ليست لدي أية فكرة عنه وعن هويته”.
أغوتا كريستوف..
“أغوتا كريستوف” كاتبة هنغارية تعيش منعزلة في شقتها في سويسرا، لا تكتب إلا نادرا بعد أن كبرت في السن، وحتى عمليها الأخيرين تم العثور عليهما ضمن أرشيفها الأدبي المودع منذ سنين لدى خزانة المخطوطات السويسرية، ولدت في هنغاريا 1935 وجاءت إلى سويسرا هاربة من فظائع الحرب سنة 1956، وقد عبرت عن هذه المعاناة في ثلاثيتها الروائية “البرهان والكذبة الثالثة والكراس الكبير” وفي كتبها الأخرى.
عن عمليها الأخيرين تقول” أنهما يتكونان من نصوص قديمة عثرت عليها بين الأرشيف كنت قد نسيتهم تماما، كانا موجودين سلفا بين الأوراق والمخطوطات، تامة أو ناقصة، التي اشتراها مني الأرشيف الأدبي السويسري، تلقيت طلبا من دار نشر ايطالية فقمت ببحث في هذا الأرشيف فعثرت على النصوص، ولاقي العملان ترحيبا في سويسرا وفرنسا”.
الكتابة بلغة أخرى..
عن الكتابة تقول “في هنغاريا كنت أكتب قصائد شعرية، وواصلت بعد مجيئي إلى سويسرا، ونشرت في مجلة أدبية للهنجاري

اغوتا كريستوف

ين في المجر، ثم حصلت على منحة لدراسة اللغة الفرنسية بجامعة “نيوشاتل” ثم بدأت الكتابة بهذه اللغة، في البداية كان ذلك مجرد لعبة لمعرفة إن كان ذلك ممكنا، هذه النصوص الصغيرة المتباينة جدا، قصيرة، طويلة، واقعية، سريالية، والتي نشرت فيما بعد وحازت على إعجاب القراء، كانت نتيجة للتجارب بالكتابة بالفرنسية، وفي ذلك الوقت لم أكن أعير هذه النصوص اهتماما كبيرا”.
بدأت “أغوتا”بالكتابة للمسرح بلغتها الفرنسية الجديدة، ونجحت مسرحياتها كثيرا، وعن كتابة حياتها تقول”كنت أريد أن أكتب سيرتي الذاتية ثم شيئا فشيئا تغير كل شيء، إذ بدأت أصف أشياء لا علاقة لها بما عشته، لكن ما شاهدته وما حكي لي وما حدث حولي في هنغاريا في طفولتي، وقد استطعت أن اكتب الثلاثية ولاقت قبولا لدى الناس”.
الاكتفاء بما كتب..
عن التوقف عن الكتابة تقول “منذ سنين طويلة توقفت تقريبا عن الكتابة، أحس بنوع من التوقف، بدأت عددا من النصوص لكني تخليت عنها بل أرسلتها إلى الأرشيف دون إتمامها، في بيتي لا احتفظ إلا بنص واحد، الأخير جدا، إنه هنا، وأتمنى أن أتممه غير أني أبقي لحظات كثيرة دون لمسه، لا يتقدم مطلقا”.
وعن كيفية كتابة الروايات تقول “أبدأ دائما بالكتابة باليد على كراريس وكما اتفق، دون الرجوع إلى القاموس، دون تصحيح، وليس بطريقة متسلسلة، أكتب فقرات قد تصبح في الوسط أو في البداية أو في النهاية، لا أدري بعد ولا أتبين الأمر حتى أبدأ في ترتيب ما كتبت ومراجعته، ثم اختار من بين كل ما كتبت المشاهد التي سأحتفظ بها، وأحدد تسلسل المشاهد، عندها أبدأ فعلا من التمكن من فكرة الكتاب، وخلال ذلك أحذف كثيرا، من بين المائتي صفحة لن يتبقى ربما الشيء الكثير، أعرف سلفا كيف ستكون الحكاية، لكن طريقة الكتابة والقبض عليها، من يحكي؟ من يتكلم؟ يتم اختياره فيما بعد، والمشكلة الدائمة في كتبي هي من يحكي ومن يتكلم ؟ في اللحظة التي تأتي فيها الفكرة لي وأحدد الراوي تنتظم الأشياء أخيرا بطريقة اقتنع بها، ربما لأنه عندما نكتب نكون في وضعية أقرب إلى الحلم، فالكتابة هي أن تترك نفسك محمولا بشيء كالحلم”.
ف.س. نيبول..
“فيديادر سوراجبراساد نيبول”، روائي بريطاني ولد في عام 1932، ينتمي لأسرة هندوسية هاجرت من الهند، كان جده يعمل في قطع قصب السكر، ومارس والده مهنة الصحافة والكتابة، عاش في انجلترا، حائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2001 حيث يعد محللا ملتزما بعصره ومثيرا للجدل، كتب عن الإسلاميين والمتشددين الدينيين في الهند وقدم عنهم تحليلا عميقا، واجه هذا الروائي مشكلة في تقبل هويته الهندية وفي نفس الوقت لم يستطع أن يكتسب الهوية الانجليزية تماما، فجاءت كتاباته عن الهند وأفريقيا وعن موضوعات تخص موطنه الأصلي، لكنه رغم ذلك كان يحتفظ بتقييمات سلبية للهنود..
يقول عن بدايته “كتابي الأول الذي نشر منذ خمسين عاما “ميغيل ستريت” يمكن ألا يفهم اليوم وربما رفض، كان يثير الضغينة سلفا، لأني قضيت أوقاتا صعبة في انجلترا، اعتقد أن الكتابة عن بلد ما الهند مثلا يجب أن تكون ملتزما بعمق إلى حد الكتابة بالأعصاب، مع التحكم فيها، معرفتي بانجلترا كانت جد بعيدة وسطحية، وكانت كتابة رواية انجليزية يعني أيضا أن تملك فهما حميميا وجسديا بالبلد، وهذا لم أكن امتلكه حينذاك”.
عن كتابة الرواية وهل لها هدف ما لديه يقول” أنا اهتم بفكرة الحقيقة وهي فكرة جد بسيطة، أنا لا أخدم أية قضية اجتماعية أو أيدلوجية أو سياسية، في كل الأوقات وفي كل الأوطان هذه الادعاءات التي تنسب أية كتابة لخدمة قضية ما تهاجم الكتاب، والكتاب من هنا هم دائما خاضعون بوعي أو بدون وعي لها، وهذا ما لا أتمناه”.

ف.س.نيبول

الصحافة والخيال..
وعن تأثير عمله بالصحافة في تقوية خياله ومساعدته في عمله الروائي يقول” ما قمت به من استكشافات للعالم، بواسطة سخاء بعض الصحف التي عملت بها، قد قوت المتخيل لدي، محافظة على علاقتي بالحقيقة، إنها نفس العين التي تعمل، نفس الشخصية، استدل بحدسي، أجمع المواد الخام حيثما أذهب، لكن اختيار الحكاية يذهب بكل شيء، كيف يمكن العثور على الخط السردي؟ الشكل المتماسك؟ أحتاج إلى سنوات للإجابة على هذا السؤال، أسافر دوما صحبة سترة ودفترين للملاحظات، وعندما أصادف شخصا أسجل بدقة متناهية ما يقوله، تاركا له مهلة للتفكير بعمق، كم هو مدهش ما يمكن تدوينه باليد خلال ساعة واحدة فقط، ثم أجمع الشهادات داخل الدائرة السردية، مستحيل أن أعمل بشكل آخر، إنها لحظات تركيز مطلق فأنا فقط مهووس بالموضوع الذي أكتب عنه”.
ويجزم”الكتابة هي الشيء الأهم بالنسبة لي، لم تعد لي طموحات أخرى غير الكتابة، لهذا السبب يزعجني المرض هذه السنوات الأخيرة، لأنه يفرقني عن وجودي الأساسي، عن الطاقة التي تنشطني”.
فرانسوا ويرغان..
“فرانسوا ويرغان” كاتب وناقد أدبي ومخرج سينمائي فرنسي، فاز بجائزة “الغونكور” عن روايته “ثلاثة أيام عند أمي”.
عن كتابة الرواية يقول “ينبغي أن نبقى الأمر غامضا ما بين ما هو حقيقي وما هو عكسه، أنظر إلى السينما، هي خليط ما بين الوثائقي وما بين المتخيل، الحقيقة الوحيدة هي أننا ننطلق من تجارب شخصية قوية، تصبح بشكل أو بآخر متنكرة، إنه جد ممتع أن تمرر الخيال على أنه حقيقة”.
حق التخيل..
وحول رغبة القارئ في التمييز بين الحقيقي والمزيف يقول “الناس يريدون دائما أن يعرفوا، أنا نفسي لدي ميل نحو مساءلة نفسي، لكن الأدب وجد لكي يُختلق، فيما يعرف ب”حق التخيل””.
وعن الكتابة والألم يقول” الكتابة قد تصيبني بالاكتئاب، هذا يعود إلى عمق بعيد، من مرحلة المراهقة، كنت أحب ب”سكال” و”بودلير”وهما كاتبان تعذبا في الواقع كثيرا، وانطلاقا من شخصية المسيح الذي تعذب من أجل إنقاذ العالم من خطاياه، وضعت نوعا من النظرية المبهمة، فحواها “على الكاتب أيضا أن يتألم””.
الخوف من إنهاء الرواية..
وعن رغبته الدائمة في الاستمرار في كتابة روايته وخوفه من إنهاءها، فيما عبر عنه في قوله “تجنب ما نرغب فيه خوفا من أن يكون أكثر لذة” يقول”الخوف من اللذة التي تلي سمة معروفة جيدا، لكن المفتاح الحقيقي يكمن في الرغبة في تمديد وضعية الكتابة، التي في العمق ينبغي أن تكون ممتعة، وإلا سنتخلص منها بسرعة، وهذا ما نسميه “الربح الثانوي لحالة عصابية”
عن صعوبة الكتابة يقول” لقد عملت في مجالين معا، أنجز أفلاما سينمائية وأكتب، هذا يعني أني لم أنشر كثيرا منذ 15 عاما، أنا لا أحب أن أحلم كثيرا بالكتاب الذي سأكتبه، يمكنني أن أقضي شهورا وأنا جالس إلى طاولتي، لسبع أو لثمان ساعات في اليوم، دون أن أنجز شيئا، قد أتصفح القواميس، وأكتب عشر مرات نفس الفقرة، التي اكتشفت رداءتها، شيئا فشيئا أفرض على نفسي الجلوس، ولا يحدث ظاهريا أي شيء، باستثناء أني أشرع في كتابة رواية، وهذا أيضا له أهميته الخاصة، ولكني مع ذلك أسجل ملاحظات، فلكي أنهي رواية “ثلاثة أيام عند أمي” غرقت في كم من الملاحظات”.
هوس إعادة الكتابة..
وعن صحة أنه يمكن أن يمنع طبع روايته في اللحظة الأخيرة، حتى بعد تسليم المخطوطة للناشر، يقول” في هذا التصرف قليل من “السادية الاستحواذية”، التي ترغب في تعذيب الآخر بإعطائه القليل، جزء مني يحس بالانتصار عندما يزرع الاعتقاد بأن كتابي سيصدر، بينما هو لم ينته بعد”.
وعن إعادة الكتابة بعد الانتهاء يقول”في رواية “ثلاثة أيام عند أمي” وجدت صعوبة في إنهائها، فقد أكملتها في حالة اكتئاب ضمني، أقصد اكتئابا لا يظهر للعيان، قطعت أطوارا من الإحباط في هذا الكتاب، لم يكن أبدا ذلك الكتاب الذي أردته، كانت لحظات مضنية، يعتقد البعض أني مهووس بتنقيح اللغة إلى ما لانهاية، ليس صحيحا، أحب أن أعيد كتابة مقاطع لكي تكون أفضل، إن إعادة كتابة فصول خمس أو ست مرات، يبدو لي أنه أقل ما يمكن أن يُفعل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب