29 مارس، 2024 4:43 ص
Search
Close this search box.

“فاضل خليل” .. “الصارخ” في بارية مسرح التوعية الشعبي و”الفاضح” لإستهلاكية التجاري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – سماح عادل :

هو “فاضل خليل رشيد إسماعيل البياتي”، ولد في مدينة العمارة بمحافظة ميسان 1946، لأب كان يعمل حلاقاً وكان يعتبر من مثقفي المدينة وأعلامها في ذلك الوقت، تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد في اختصاص الفنون المسرحية عام 1970، وحصل على الدبلوم العالي في الإخراج المسرحي من جامعة بغداد عام 1979، كما حصل على شهادة الدكتوراه في الإخراج المسرحي والعلوم المسرحية أَثناء دراستهِ في (المعهد العالي للعلوم المسرحية) في بلغاريا – 1985.

بالنسبة للمسرح عمل عضواً في (فرقة المسرح الفني الحديث) 1966، وفي المؤتمر التأسيسي لإتحاد المسرحيين العرب – دمشق 1976، وفي مهرجان أَفلام وبرامج فلسطين 1973، كما عمل رئيساً لقسم الدراما في إذاعة بغداد 1974 وشغل وظيفة معاون عميد كلية الفنون الجميلة 1986، ورئيس قسم الفنون المسرحية 1986.. وأكاديمياً حصل على لقب الأُستاذية 1994، وأصبح عميداً لكلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد 1993 – 2001، وعميد كلية التربية الفنية – جامعة بابل، وأَشرف على (38) رسالة ماجستير و(35) رسالة دكتوراه وناقش أَكثر من (65) رسالة ماجستير ودكتوراه.

كما تولى منصب مدير عام لدائرة السينما والمسرح العراقية، ثم مدير عام لديوان وزارة الثقافة، وشارك في الكثير من المهرجانات الثقافية والأدبية العراقية والعربية والعالمية.

الجوائز..

حاز “فاضل خليل” على جائِزة الإخراج المسرحي عن مسرحية (الملك هو الملك)، 1979 تأليف “سعد الله ونوس” في مهرجان المسرح العراقي – بغداد.. وجائِزة الإخراج المسرحي عن مسرحية ( فُرجة مسرحية)، 1987 تأليف “كريم جمعة”، في مهرجان  الشباب العربي الذي أُقيم في السودان.. وجائِزة الإخراج المسرحي عن مسرحية (اللُّعبة)، 1989 تأليف “بيير رودي”، في مهرجان النصر والسلام العراق – بغداد.. وجائزة الإبداع الكبرى للصحافة عن مسرحية (مائة عام من المحبة)، تأليف “فلاح شاكر”، في مهرجان قرطاج المسرحي الدولي تونس 1995.. وجائِزة الإِبداع عن مسرحية (في أَعالي الحب)، تأليف “فلاح شاكر”، وعن مسرحية (سدرا)، تأليف “د. خزعل الماجدي”.. وجائِزة (التانيت الذهبي) لمهرجان قرطاج المسرحي الدولي تونس عن مسرحية (سدرا) عام 2001.. وكرم بـ(درع المهرجان) في مهرجان المسرح العربي الثالث القاهرة 2004 (تكريماً لأَعماله الفنية).

أعماله..

أخرج ما يُقارب من عشرين عملاً مسرحياً، أَهمها: مسرحية (الرهان) لـ”تشيخوف”، مسرحية (سالومي) لـ”أوسكار وايلد”، مسرحية (تألق غواكان مورييتا ومصرعه) لـ”بابلو نيرودا”، مسرحية (عطيل كما أَراه) لـ”شكسبير”، مسرحية (الشياح) عن قصة “إسماعيل فهد إسماعيل”، مسرحية (فويسك) تأليف “بوشنر”، مسرحية (الباب القديم) تأليف “خليل شوقي”، مسرحية (حلاق بغداد) تأليف “الفريد فرج”.

مثل ما يقارب الثلاثين مسرحية أبرزها: مسرحية (الدب) لـ”تشيخوف”، مسرحية (في انتظار لفتي) لـ”كليفود اودتس”، مسرحية (فلسطين أمي) تأليف وإخراج “ناصر علي الناصر”، مسرحية (تموز يقرع الناقوس) تأليف “عادل كاظم” وإخراج سامي عبد الحميد، مسرحية (فلسطين أمي) تأليف وإخراج “ناصر علي الناصر”، مسرحية (النخلة والجيران) عن رواية الكاتب العراقي “غائب طعمة فرمان” إعداد وإخراج قاسم محمد.

ومثل للسينما أفلاماً روائية، هي: فيلم (الحارس) القصة “قاسم حول” وإخراج خليل شوقي 1966، فيلم (الرأس) سيناريو وإخراج “فيصل الياسري” 1975، فيلم (التجربة) القصة “ضياء خضير” إخراج المصري فؤاد التهامي 1977، فيلم (تحت سماء واحدة) إخراج منذر جميل 1978، فيلم (الأسوار) إخراج محمد شكري جميل 1979، فيلم (الفارس والجبل) القصة “عبد الخالق الركابي” – إخراج محمد شكري جميل 1987، فيلم (البيت) إخراج عبد الهادي الراوي 1988، فيلم (سحابة صيف) إخراج صبيح عبد الكريم  1989، فيلم ( زمن الحب) إخراج كارلو هارتيون 1991، فيلم ( 100%) تأليف وإخراج خيرية المنصور 1993، فيلم ( الملك غازي) إخراج محمد شكري جميل 1993.

ومثل ما يقارب من 300 ساعة تليفزيونية، وأخرج ومثّل وكتب للإذاعة العديد من التمثيليات والبرامج الإذاعية، ونشر العديد من المقالات في الصحف والمجلات العراقية، وكتب لقناة (L.B.C) الفضائية اللبنانية عدداً من حلقات برنامج (كبارنا) إخراج: “شارل صوايا”، عن الفنانين العراقيين الكبار وهم: (جواد سليم – وفائق حسن – والموسيقار منير بشير)، وهو برنامج يتحدث عن حياة الفنانين العرب الكبار في الوطن العربي.

آراؤه في المسرح..

في مقالة له بعنوان: (أخلاقيات المسرح والتنظيم الإبداعي)، على موقع “الحوار المتمدن”، يعبر “فاضل خليل” عن رأيه في المسرح، قائلاً: “إن أخلاقيات المسرح كما تعارف عليها العاملون في المسرح، ومنذ عهد ستانسلافسكي تعني: (الإحترام المتبادل بين العاملين، واللياقة في التصرف، مع القدرة على الإحساس بمزاج الآخرين). فخاصية التمتع بالأخلاق تتطلب، نكران الذات، وحسن النية، في العلاقة الروحية بين الفنان والناس الذين يعمل معهم، على أن نعرف بأن أخلاقيات العمل الفني لا تنفصل عن التكنيك الإبداعي”.

وفي مقالة بعنوان: (لا.. للهوية الواحدة في المسرح)، على موقع “الحوار المتمدن”، يقول “فاضل خليل” عن موقف المسرحيين من التراث: “إن فكرة البحث عن الهوية العربية في المسرح، فجرت جدلية كبيرة حول أصالة المسرح عند العرب، كما أحدثت تفكيراً حمل الجدة والمعاصرة من خلال تبنيها وبشكل مكثف لموضوعة التراث التي لهث خلفها المسرحيون كثيراً وعلى مختلف مقاماتهم واهتماماتهم. على أن نعرف بأن الكثير منهم كان ينظر إلى موضوعة التراث نظرة متدنية بل وينأى عن تقديم أي نص قد يجبره على استخدام الملابس العربية في فتراتها المختلفة إسلامية وماقبل الإسلامية، من عباسية وأموية وغيرها، وما تلاها من فترات قادها المستعمرون المتنوعون. باختصار حتى من كان من المسرحيين (فرانكوفونياً) هو الآخر اتجه أيضاً وبحماسة إلى التراث، انطلاقاً من اعتقاده بأن ذلك يحقق الهوية العربية في المسرح. لم يستثن هذا التوجه، لا المؤلفين والمخرجين بل حمل الكثير منهم الصفتين كي يخوض في التراث مضموناً وشكلاً. أما الباحثون فلم يقلوا أهمية بل زادوا في التنقيب في بطون التاريخ أملاً في سبق الاكتشاف في الظاهرة، أو قل الظواهر والملامح القريبة من المسرح أو تتاخمه – رغم بعد الكثير منها عن الظاهرة والمسرح – ليستندوا إليها في عملية (التأصيل) التي نادوا بها، والتي وجدت قمة فورتها في نهاية ستينيات القرن الماضي، كما شهدت أفولها كذلك في بداية الثمانينيات من القرن نفسه. دفعهم الحماس إلى اكتشاف واعتماد الكثير من المراجع السليمة في تلك الحملة، منها على سبيل المثال لا الحصر: (المقامات، والحكايات الشعبية، والأساطير)، إلى جانب اهتمامهم بالبحث في الطقوس والجوانب الاجتماعية والدينية إلى ما قبل الإسلام وبعده. حتى أنهم اعتبروا – حسب دراسة علي عقلة عرسان – طواف الجاهلية حول الكعبة ظاهرة مسرحية ـ كانوا يطوفون عرايا رجالاً ونساءً متشابكي الأيدي، يصفرون، ويصفقون، ويرقصون ـ وغيرهم اعتبر سوق عكاظ، بل عموم أسواق العرب، حيث التجمعات وما يصاحبها من بيع وشراء وقراءة الشعر، وممارسة القص، وباختصار كل الفعاليات التي تتوفر فيها الحركة والكلام المرتجل وصولاً إلى طقوس عاشوراء التي تقام في شهر محرم الحرام لتحكي واقعة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام). هذه وغيرها إنما هي رغبات مخلصة لأن يعطوا المسرحيون العرب الأولوية في الريادة إلى قوميتهم، بل ويجعلوها سابقة للبدايات الأولى في اليونان. لكن الحقيقة التي لا يختلف عليها أحد هو البداية الثانية، التي تعود إلى العام 1874 في محاولات: (مارون النقاش) في لبنان، (أبو خليل القباني) في سوريا، (يعقوب صنوع) في مصر، ومنهم ومن خلالهم انتقل المسرح إلى بقية البلدان العربية”.

عروبة المسرح..

رأى “فاضل خليل” في نفس المقال أن: “تهافت العرب على البصمة أو الهوية والتأكيد على ضرورة الإلتزام بعروبة المسرح، إنما هي دعوة أحادية الصوت والجانب، قربتها كثيراً من الدعوات غير المحمودة عند بعض الأفراد، حتى وصفت بالدعوة الشوفينية الساعية إلى تأميم المسرح لسلطة المسرح العربية وحرمان بقية القوميات من أحقيتهم بالانتماء إليها ولو بالصفة الإنسانية. بل اعتبروه دعوة استعمارية من نوع جديد، هدفها (التجزئة) من خلال سعيها في تجزئة ما لكل قوم من نصيب في المسرح. متناسين من أن في الدعوة إلى (التأصيل) تحمل إشكالية منهجية وليست إشكالية معرفية، فالتأصيل إلى جانب معناه في (التثبت) إنما هو أيضاً يعني (الاستئصال) وهو غير تأكيد الهوية. و(الأصالة)، لا تعني مخالفة الزمن، وإقصاء التطور، أو (مجافاته). وليس غير الزمن بقادر على خلق الهوية مهما كان نوعها للناس وللأشياء معاً”.

أزمة النص المسرحي..

في مقالة بعنوان: (التأليف.. المهنة الأسهل في المسرح)، على موقع “الحوار المتمدن”، يقول “فاضل خليل”: “إن صعوبة الكتابة للمسرح هي التي جعلت الكتابة فيه واحدة من المشاكل المستعصية. ونادراً ما تجد نصاً عربياً استكمل أدواته الإبداعية وكان نصاً مسرحياً لا يحتاج إلى تدخل المخرجين. ذلك لان أغلب الذين مارسوا الكتابة للمسرح انطلقوا من وهم استسهالهم في الكتابة فيه، واعتبارهم الخاطئ في أن المسرحية لا تعدو أكثر من حوارية تدخل في باب المحادثة العادية بين شخصين أو أكثر، والمسرح ليس أكثر من وسيلة للترفيه والتسلية. وليست بالعملية الإبداعية ذات المعمار التركيبي المتصاعد. التي لا تتداخل فيها الكتابة، أو تتشابه مع بقية التأليف في الفنون الأدبية الأخرى. وعليه فإن تدخل المخرجين في العمل على النص ليس فيه من سلبية تقلل من شأن التأليف. وإنما ذلك يعني أننا ندخل النص في مختبر الإخراج. ليكون أكثر فاعلية. انطلاقاً من أن الكاتب هو المؤلف الأول للنص، وأن المخرج هو المؤلف الأول للعرض المسرحي”.

ويضيف: “وعندما يثار الحديث عن أزمة النص المسرحي ينبري كتاب المطبوع المركون ديكوراً يزين واجهات المكتبات الخاصة والعامة، والتي غالبها لم يرى النور على خشبة المسرح، منطلقين في دفاعاتهم: من أن المكتبة العربية تعج بما لذ وطاب من أنواع النصوص المسرحية المطبوعة والمكدسة على الرفوف وحسب الطلب، وفيها من: التأليف، والإعداد، والترجمة، والاقتباس، والتناص، وغير ذلك من المسميات ما يسد حاجة شعب بكثافة الصين. متناسين من أن هذا الكم، وهو هائل بالفعل، لا يمت بصلة إلى التأليف المسرحي. فالمسرحية هي التي تعتلي المسرح وليست النصوص الصالحة للقراءة، شأنها في ذلك شأن الرواية، والقصة، والشعر، والحكاية، وما شابه ذلك. أن تبرير المنصفين من الكتاب في عدم استطاعتهم كتابة المسرحية جيدة الصنع يعود إلى أنهم لم يتوارثوا كتابتها عن أسلافهم، كما هو الحال في تجارب الشعوب الأخرى، مثل التجربة اليونانية التي وهبت كتابها المسرحيين إرثاً مثالياً بدأ من سلسلة الكبار الأولين: (اسخيلوس، سوفوكليس، يوربيدس، وارستوفانيس)، وحتى آخر الكتاب المعاصرين. وعملاً بالدقة التي نتوخاها، لابد لنا أن نذكر من أن هناك كتاباً تمكنوا من صنعة الكتابة في المسرح العربي من غير الطارئين عليه. ممن كتبوا نصوصهم وكانوا جزءاً من المؤسسة المسرحية. ولم تكن نظرتهم إلى التأليف فوقية، أو أنها نوع من أبسط فنون الثقافة، بل نظروا إليها كواحدة من الفنون الواجب دراستها قبل الخوض فيها. فأولوها الاهتمام الذي يليق بها ليجعل من كتاباتهم تدخل إلى مختبر التنفيذ لتجسيدها إخراجياص بكل جدارة. وأثبتت جدارتها، لاسيما وقد رافقها من التحليل وإعادة التركيب أوصلتها إلى الجمهور بكل صدق وعناية”.

المسرحية الشعبية..

عبر مقالة تحت اسم: (عودة المسرح الضال)، التي نشرت على موقع “الحوار المتمدن”، يصف “فاضل خليل” المسرح، بأنه: “كيان اجتماعي يدعو للثقافة، إضافة إلى كون المسرح، خير من يراقب المستقبل ويراه قبل الآخرين. ولعل التقدميون منا أول من حدد هدفه بعد ما خبروه جيداً واختصروا معانيه، بالتعريف التالي الذي يجاهر به (أداة للتحريض والتغيير)، نسب القول تداولاً إلى (لينين). فهو اختزل المهمة التي أنيطت بالمسرح من ساعاته الأولى ومنذ أول التقاءه به وبجهوده الرامية إلى خلق شعب واعٍ بمقولة أيضاً تنسب إليه ( أعطني خبزاً ومسرحاً، أعطيك شعباً مثقفاً). المسرح، هذا الفن شديد الحساسية الذي يلتقط العيوب ليفصح عنها، وعيوب المسرح تكمن في الاختيارات المتنوعة، والبعض منها بعيدة عن اهتمامات الجماهير والمجتمع. لم أكن أريد الدخول وللمرة الألف، أو تزيد، الحديث عن أحد أنواع المسرح ( العدوة للجماهير) المضللة لهم والمخدرة لوعيه، التي تعطيهم السهل والبسيط حد الإهانة، ذلكم هو المسرح الاستهلاكي الذي ينهض بجيوب القائمين عليه، مثلما ينهض بالمحافظة على التقليل من وعي سالكي طريقه، ألا وهو المسرح (التجاري)، كما تعارفنا عليه زمناً ليس بالقصير، امتد طيلة عمر حروبنا وحصارنا وهي طويلة ولا زالت مستمرة. هذا النوع من المسرح عادت نهضته ثانية لتأخذ الخبز والمسرح وتعطينا شعباً جاهلاً، عادت نهضته في العراق ثانية لتنهض في تمزيق العراق، إلى جانب أنواع أخرى من الأمراض المستشرية التي تسير به نحو الهاوية والتمزق  وعليه فالمسرحية التجارية أصبحت البديل عن المسرحية الشعبية”.

ويدعو “فاضل خليل” إلى العودة إلى المسرح الجاد، فيقول: “أنا أدعو القائمين على هذا النوع من المسرح أن يعودوا إلى المسرحية الشعبية، التي استقطبت الناس زمناً ليس بالقليل، وبتماهي التوجهين ربما نكسب المسرح والناس معاً، ولن نتستر عن مخاطر التجارية في المسرح لوحدها. وهنا ندعو إلى أن نكتب للشعب، نمثل للشعب، نخرج للشعب، وعليه لابد لنا أن نختار النصوص الأقرب إلى نفوسهم، والتي تجيب عن تساؤلاتهم وتحاول تخليصهم من مخاوفهم، ولا مانع من أن تكون ممتعة وتدر بالمال الحلال، ومن شأن الشعب (الجمهور والفنان) اللذان سيكتشفان لنا أخيراً كل ما هو جيد ورديء، وبعدها سيتمكن من لعب دوره في إعادة بناء الحياة من جديد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب