5 مارس، 2024 5:08 م
Search
Close this search box.

جيل أدباء السبعينيات في العراق .. صهرته الحرب ورسم صورة الوطن الحزين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – سماح عادل :

“جيل السبعينيات” جيل إشكالي في معظم الدول العربية.. لأنه عاصر أحداث تاريخية هامة كانت تهز كيانه، وتؤثر على وطنه.. في العراق عانى جيل السبعينيات من التحولات السياسية أيضاً، وانعكس ذلك على إنتاجه الأدبي سواء شعراً أو نثراً.

شعراء جيل السبعينيات..

برهان شاوي

في رأي الكاتب “عبد الزهرة الركابي”، عبر مقالة له بصحيفة “ثقافة وفنون”، أنه “لم يكن الجيل الشعري السبعيني في العراق جيلاً خارج سرب زمنه.. بل هو الجيل الذي تحمل وطأة تداعيات هذا الزمن بإفرازاته السياسية، ولا سيما في حقبة النظام العراقي السابق الذي جعل المبدعين بشتى الصنوف عرضة للموت أو الاختفاء أو التشرد والنفي لمن يتجرأ في الخروج عنه، وقد هالني آنذاك الثورة والتمرد المستتران لهذا الجيل المبدع على الرغم من (ترعرعه) تحت حراب البطش السياسي، وقياساً مع الجيل الستيني الذي كان أغلب شعرائه في المنافي، كان الجيل السبعيني أكثر جرأة وتحملاً من خلال صموده في الداخل، في ظل نظام سياسي كان همه تطويع الإبداع قسراً لصالحه”.

مضيفاً: أن” الجيل الشعري العراقي في عقد السبعينيات ضم شعراء مبدعين كانوا يميلون إلى البوح الرمزي حتى يكون بمقدورهم الإفلات من شرنقة الرقابة، وقد كان الواقع يمثل جانب (التعايش) الذي ألفه شعراء العقد السبعيني، لكن الجانب الآخر كان يمثل ساحة البروز والتمايز لدى الشعراء البارزين أمثال “زاهر الجيزاني” و”خزعل الماجدي” و”كزار حنتوش” و”عبد زهرة زكي” و”رعد عبد القادر” و”صاحب الشاهر” وغيرهم، وهذا البروز كان مرهوناً بعامل سياسي، من منطلق أن جيل السبعينيات في العراق كان جيل الحزبيات (تحالفات ـ تناحرات) حيث كان الشعر والشعراء يصنفون تبعاً لارتباطهم بتلك الأجواء”.

ويتناول الشاعر “زاهر الجيزاني” قائلاً: “لذلك، سوف نخرج عن القاعدة (جيل الحزبيات) التي دمغت شعراء ذلك الجيل من خلال تناول الشاعر “زاهر الجيزاني” الذي لم يكن مرتبطاً حزبياً ولكونه من الشعراء البارزين، إن لم نقل من شعراء الصف الأول في ذلك الجيل، وعلى اعتبار أن الجيزاني كان مولعاً بالميتافيزيقيا، تلك السجالات المدرسية القديمة حول (الكينونة والوجود) ومصائر البشر، يضاف إلى ذلك الوقائع التأريخية ثم التعبيرية (الشخصانية)، وكل هذه السجالات كانت تشكل عالمه الخاص من خلال مرآة مملوءة بالندوب والشروح، والمغطاة بغبار الانكسارات اليومية، لا شك أن الشاعر “زاهر الجيزاني” يمثل نموذجاً بارعاً في الجيل السبعيني من ناحية التعبير عن التمرد على السلطة بتعابير ورموز لا تثير انتباهها من جهة، ومن جهة أخرى كان يؤسس لحداثة شعرية ليس بوصفها مكوناً عضوياً لحياة تتطور، وإنما كانت الحداثة بالنسبة له (قناعاً سحرياً)، يتحدث من خلاله عن مطالب واستحقاقات واحتجاجات وتمردات في أشكال تعبيرية، سماها أشكال (الظل والضوء)، أي غامضة وواضحة، تظهر وتختفي”.

جيل الحرب..

يتناول الكاتب “قيس كاظم الجنابي”، في مقالة له في صحيفة “الاتحاد”، جيل السبعينيات بمزيد من التفصيل: “كانت متغيرات عديدة تحصل بالمنطقة، بعد زيارة السادات للقدس، وزوال حكم الشاه، ومجئ حكم إسلامي لإيران واستيلاء صدام على السلطة، وقد عاش جيل السبعينيات ضرورات التكيف للوضع الجديد، جند جيل السبعينيات ثقافياً وجسدياً للحرب، وأصبحوا وقودها إذ سيق العديد من الأدباء الشباب إلى ساحاتها، ومن حالفه الحظ أن يعمل في الصحافة كانت فرصته أفضل من غيره، فقد عمل “جواد الحطاب” مراسلاً حربياً في جبهات القتال، فكان يرسل رسائله من فندق “أبن الهيثم” في البصرة ثم نشرها في كتاب، كما كتب الآخرون القصائد، والقصص، والمقالات، والتحقيقات الصحافية خدمة لعجلة الحرب الدائرة بقسوة، وتحولت جريدة “اليرموك” من ملحق أسبوعي لمجلة (الجندي) إلى صحيفة من الصحف العراقية فصدرت باسم جريدة (القادسية)، نقل إليها الكثير من الكفاءات من الجنود فكان صدورها يومياً، وبدل اسم مجلة (الجندي) إلى (حراس الوطن) وأصبح للقادسية ملحق أسبوعي تكتب به أسماء مهمة من أمثال “أمير الحلو، و”يوسف نمر ذياب”، و”ياسين النصير”.

ويواصل: “التحق الكثير من أبناء جيل السبعينيات بجريدة (القادسية)، فقد كان “حمزة مصطفى” يكتب عمودا أسبوعياً بعنوان (مرصد)، وكتب “كمال سبتي” وغيره من أبناء هذا الجيل من أمثال “فهمي الصالح”، و”ثامر معيوف”، و”خزعل الماجدي”، و”غزاي الطائي”.. وغيرهم وكان الناقد “عباس عبد جاسم” من أوائل الذين التحقوا بهذا المشروع، بعد أن كان يعمل في مكتب صدام مع “هاني وهيب” حين كان المستشار الصحافي له آنذاك، وتركز جهد جيل السبعينيات في جريدة (القادسية)، لأنهم كانوا في الغالب قد التحقوا بالخدمة العسكرية (إلزامية أو احتياط)، حيث كانت مختبراً لتجاربه، فقد التحق بالقادسية وعمل فيها “خزعل الماجدي”، و”حمزة مصطفى”، و”سلام كاظم”، و”فهمي الصالح”، و”وارد بدر السالم”، و”ثامر معيوف”، و”معد الجبوري”، و”رعد عبد القادر”، و”صفاء صنكور”، و”عبد الله إبراهيم” وعدد كثير من الأدباء الذين انتشروا كمراسلين حربيين”.

الحركة الثقافية لجيل السبعينيات..

يضيف “الجنابي” راصداً للحركة الثقافية لجيل السبعينيات: “كانت جريدة (الجمهورية) تنشر كتابات مجموعة من الأدباء الذين استكتبتهم الحركة الثقافية لجيل السبعينيات وكان القسم الثقافي فيها ورشة عمل يديرها “ماجد السامرائي”، ويكتب على صفحاتها الثقافية “علي جود الطاهر”، و”حاتم الصكر” الذي نشر غالب كتابه (في موقد الشعر) فيها، وكانت صفحة يوم الجمعة عن الكتب والكتاب، يكتب فيها “ماجد السامرائي” عموداً عن الكتب، والحقيقة أن لغته ذات وقع خاص، كما كانت “ابتسام عبد الله” تكتب عموداً صحافياً بعنوان (رؤى)، بينما كانت كتابات “حميد المطبعي” حول (موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين) مثار اهتمام الكثيرين، وفي هذه الأثناء صدرت جريدة (الاتحاد) عن اتحاد الغرف الصناعية والتجارية وكانت أسبوعية، فاستطاعت أن تستقطب الكفاءات الثقافية الراسخة والقديمة حتى غدت مثار اهتمام القارئ العادي، كنت أنشر كتاباتي أول الأمر في مجلة (الطليعة الأدبية) لصعوبة الاتصال بالصحف، إذ كنت في جبهات القتال، وفي كانون أول/ديسمبر 1982 كتبت في جريدة (الثورة) مقالة عن جيل السبعينيات بعنوان (جيل بلا نقاد)، أشبه بصرخة حول ضياع هذا الجيل، وكان لها صداها، تناولت فيها ما قدمه نقاد من أمثال (عباس عبد جاسم، وحمزة مصطفى، وعباس محسن، وقيس كاظم الجنابي) لهذا الجيل، ولماذا أحجموا عن الكتابة عن تجارب بناء جيلهم واعتبرت أن السبعينيات كان جيلاً بلا نقاد لأن نقاده يفضلون الكتابة عن الأجيال السابقة له”.

عدنان الصائغ

 ملحق لجيل الستينيات..

يفسر “الجنابي” امتناع النقاد عن مناقشة إبداع جيل السبعينيات، بأنه “ويبدو أن ذلك كان كما اكتشفت لاحقاً ــ سبب الثقافة السائدة التي تتبنى مشروع الستينيات، والتي لا ترى في السبعينيات جيلاً أو عقداً وإنما هو ملحق هامش لجيل الستينيات، كما أن محرري الصفحات الثقافية يحجبون المقالات التي تتناول أعمال أدب السبعينيات لأن معظم المسؤولين عن تلك الصفحات هم من جيل الستينيات، وهكذا هي اللعبة حتى مجلة “الطليعة” الأدبية بقيت إدارتها حتى 2003 إدارة ستينية، مما أثر على تحريرها وآليات عملها، ثم بدأت عام 1987 الكتابة في جريدة (القادسية) وكانت الكتابات نقدية، وقد فتحت لي الآفاق للكتابة فيما بعد في جريدة “الثورة والعراق”، وبدأت الأعمال الأدبية تصدر تباعاً، تتناول موضوعة “الحرب” فقد صدرت رواية (حي لذكريات الطيور) لفاتح عبد السلام عام 1987، وهي رواية  مهدت لأعماله الأخرى، وفي هذا العام أصدرت جامعة الموصل مجموعة قصائد في كتاب غالبية نصوصه لشعراء من جيل السبعينيات أو القريبين منهم، كتب لها الدكتور “عبد الإله الخشاب” افتتاحية بعنوان (كلمتنا)، ومن هؤلاء الشعراء: (معد الجبوري، امجد محمد سعيد، عبد الوهاب إسماعيل، حيدر محمود عبد الرزاق، مؤيد، عبد الجبار الجبوري، يونس ناصر عبود، محمد مردان، مزاحم علاوي، هشام عبد الكريم، بشرى البستاني، ميسر قاسم الخشاب، محمد صابر عبيد، طلال عبد الرحمن”.

نوعية الكتابة لدى جيل السبعينيات..

يرصد “الجنابي” نوعية الكتابة لدى هذا الجيل، فيقول: “كان الطابع السريع لحركة الحرب، وإيقاع الحياة معها، والتحديات والمخاوف وحروب المدن وتنقلات القطاعات العسكرية وإخفاقات الحرب وانتصاراتها الوهمية، وراء استسهال الكتابة، حيث شاعت سيكولوجية الركض السريع، الكتابة اليومية أو الأسبوعية والتعامل مع النص بوصفه مشروعاً يومياً، آنياً، لحظة تدوين، هاجس خاص مضطرب، فظهرت صيحات جديدة في الكتابة الأدبية نشأت على أكتاف السبعينيات والأجيال التالية لهم، إذ برزت بعد قصيدة النثر على الساحة الثقافية ظاهرة (النص الأدبي) النص المفتوح المنفلت من الضوابط والقوانين، باستثناء سلامة التعبير اللغوي، وهو مفهوم عائم واضح إنه نص خارج التجنيس، وقد لفت انتباه العديدين من حيث الميل نحو التحديث، والخروج عن أنظمة الكتابة التجنيسية كالقصة، والمقالة والمسرحية، والقصيدة، كذلك كان يفعل “عدنان الصائغ” الذي جمع منه كتاباً سماه (مرايا لشعرها الطويل) أصدره عام 1992، كتب له (مفتتح) الشاعر “عبد الوهاب البياتي” الذي يعده الصائغ قدوته وأستاذه، “عدنان الصائغ” اختار في هذه المجموعة خمسين قصيدة وكتب تحتها (نصوص نثرية)، إنها قصائد عامرة بالصورة والانفعالات وتلك الانثيالات الرومانسية التي يمر بها الشاعر”.

قصيدة النثر وجيل السبعينيات..

عن قصيدة النثر يقول “الجنابي”: “وكان أدباء السبعينيات يرنون إلى هذا الوليد الجديد (قصيدة النثر) بحنان واضح، واشتياق خفي، وارتياح ملحوظ، وخاصة وأنهم في بداية طريق جديد، فبرز صوت هنا وآخر هناك لكنهم سرعان ما ذابوا في أعمال الصحافة وجوانب الأدب وتخلو عن طموحهم في التواصل مع قصيدة النثر منهم: “عبد الأمير البناء، رياض قاسم”، ثم أخذ شعراء السبعينيات ينشرون نصوصهم هنا وهناك، أو يدفعون بعضها ضمن مجموعاتهم الشعرية بوصفها قصائد شعرية أو هكذا دون إشارة من قريب أو بعيد إلى حقيقتها لغرض أن يدرسها النقاد، وقد رأيت أن هذه الخطوة ستدفع بقصيدة النثر إلى الخطوط المتقدمة في الأدب، لأنها ستظل تعبيراً عن انفلات الشاعر في لحظة تجرده عن ضوابط الشعر”.

عواد ناصر

مصير جيل السبعينيات..

يسجل “الجنابي”: “لقد عاض أدباء جيل السبعينيات في منخفض الحيرة بين إكمال منجزهم الإبداعي وبين الانضواء تحت لواء جيل الستينيات، فظل يعاني حياة التشرذم، ولم يستطيع أن يؤسس له قاعدة متينة وراسخة في عالم الأدب، لذا بقي جسداً هشاً عاد بعض شعرائه إلى القصيدة العمودية انسجاماً مع المتطلبات الحماسية للحرب وظروفها، وهاجر آخرون وفقدت الساحة العراقية أسماء مهمة بسبب الكتابة عن الحرب، عدا عن أسماء مهمة في القصة من أمثال “عادل كامل، محمد سعدون السباهي، فيصل عبد الحسن، سامي المطيري، شوقي كريم، حميد المختار”، وبعض الأدباء اختار بدائل عن الأوضاع السائدة كالدراسة أو الهجرة أو الترجمة كما فعل “رعد عبد القادر، عبد الله إبراهيم، كاظم جهاد” وغيرهم”.

ويضيف: “أما على صعيد الشعر فقد بقي السبعينيون يؤثثون بيتهم الإبداعي، وكانت نصوصهم تحاول النفاذ إلى أرض الواقع، واختراق المشروع الستيني المسيطر، وهذا يتضح في تجارب “خزعل الماجدي، رعد عبد القادر، كمال سبتي، هادي ياسين، زاهر الجيزاني، أديب كمال الدين”.. وغيرهم”.

جيل النكبات والتطوير في الشعر..

فيما يقول الكاتب “إحسان محمد علي”، في مقالة له بصحيفة “الزمان”، واصفاً جيل السبعينيات: “إنه جيل النكبات، وضيق الحريات، وملاحقة الأقلام الشريفة التي استطاعت أن تكشف عبر أداوتها الفنية عالية التقنية وارتباطها بهموم وطنها معايير المواطنة، أمثال “هاشم شفيق، زاهر الجيزاني، خزعل الماجدي، يحيى السماوي، نبيل ياسين، ليث الصندوق، خليل المعاضيدي، كمال السبتي، أديب كمال الدين”، والجيل الذي تلاه والذي قدم أجود ما تكون القصيدة، ببنائها الصوري، والموسيقي، والجمالي واختيار اللغة بتراكيبها المنسجمة مع الواقع، وما تركه من آثار شاخصة في مضمار الإبداع، الذي استمد كينونته عبر الأجيال، والتي أفرزت شعراء لامعين أخذوا بتلابيب القصيدة إلى شواطئ لم تكن مأهولة من قبل، فسطروا أروع ما يكون البيان لفظاً وصوراً مبتعدين عن الابتسار والسرد النثري، الذي طفا في الآونة الأخيرة على معظم المجاميع الشعرية الصادرة حديثاً، وأذكر على سبيل المثال المبدعين (عدنان الصائغ، عبد المنعم حمندي، هاتف الجنابي، قيس مجيد المولى، رزاق إبراهيم حسن، ريم قيس كبه، كزار حنتوش، جواد الحطاب”.

مضيفاً: “هذه الأجيال المتعاقبة أنتجت جيلاً صقلته الظروف الأخيرة في بوتقة إبداع أكبر تجلى ضمن أطر جمالية ومضامين (ديناميكية) تواكب المرحلة بكل إسقاطاتها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، فأينعت قصائد ليتبوأوا المقاعد الأولى في قاعة التفرد والتجديد في عمارة الكلمة وبنائها، في الموسيقى الداخلية الضمنية التي تعزف لحنها في مفردات أبدعها، وأذكر كل من الشعراء (جبار الكواز، علي الفواز، عمر السراي، مروان عادل، سلام دواي)، الذين استمدوا خطواتهم الواثقة وبسطوها على خريطة الشعر العراقي المعاصر”.

زاهر الجيزاني

ريادة العراق في الشعر العربي المعاصر..

في كتابه “الشاعر الغريب في المكان الغريب”، يشير “شاكر لعيبي” إلى الدور الريادي للعراق في تجربة الشعر العربي المعاصر، وإلى جهود الشعراء الكلاسيكيون في العراق، حيث يقسم تاريخ الشعر العراقي منذ نهاية الأربعينيات وحتى الوقت الحالي، إلى مراحل ثلاث: “المرحلة الأولى تضم الرواد وفترة الخمسينيات، ممثلة بالشاعر “بدر شاكر السياب”، والشاعرة “نازك الملائكة”، و”عبد الوهاب البياتي”، و”بلند الحيدري”، و”سعدي يوسف”، و”حسين مردان”، و”محمود البريكان”، والمرحلة الثانية من بداية الستينيات واتسمت بالطابع الشكلاني وبمحاولات للتجديد لم تتحقق لتجاوز تجربة الرواد، أما المرحلة الثالثة فقد بدأت باعتلاء حزب البعث للسلطة وتضم ما عرف بجيل السبعينيات، والثمانينيات، والتسعينيات، وسادت في هذه المرحلة الرؤية العقائدية والإيديولوجية، إلى جانب تعايش جميع أنماط الأشكال الشعرية، من دون أن تستجيب أفضل نماذجها إلى المؤسسة الرسمية.

ويرى “لعيبي” أن هذا الجيل بلور رؤاه، وصورة الوطن الحزين والشاعر المنكسر، كانت أهم ما تميز به شعر تلك الفترة، مؤكداً على أنه لم يشهد جيل شعري من محاولات استقطاب مثل التي شهدها هؤلاء الشعراء الذين كانوا يلوذون باليسار من جهة، ومن جهة ثانية يتخذون من الإرث الشعري للشعراء الرواد ولأراغون وايلوار ونيرودا والشعر الزنجي مصادر لهم.

ووفقاً للعيبي كان من شعراء السبعينات الشاعر “جلال وردة، كزار حنتوش، هاتف الجنابي، وعواد ناصر، وصاحب الشاهر، وعلي عبد الأمير، وبرهان شاوي، وأسعد الجبوري، وعبد الزهره زكي”، كما كان لمجلة “الثقافة الجديدة” دور في دفع الأسماء الشعرية إلى الواجهة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب