29 مارس، 2024 12:43 م
Search
Close this search box.

“الشيطان امرأة” .. رواية تركية ناجحة تصور التخبط في الحب

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : قراءة – سماح عادل :

رواية (الشيطان امرأة) للكاتبة التركية “هاندى ألتايلى” وترجمة “ياسمين مصطفى”، إصدار دار النشر العربي.. رواية عن الحب، ورغم أنه موضوع قديم قدم عمر الإنسان إلا أن الروائية الشابة قد تناولته بطريقة مسلية.

الحب أمر معقد..

تحكي الروائية عن البطلة “آشلي” التي تتعرض لحادثة سير تتحطم فيها سيارتها، وتذهب لتصليحها لتفاجأ بمقابلة حبيبها القديم “عمر” ثم تتوالى أحداث تمتلئ بالتشويق.. “آشلي” فتاة تنتمي للطبقة الغنية، فقدت والديها وهي صغيرة ثم ربتها خالتها “جوليد” التي تمردت على العائلة، حيث تركت زوجها وعاشت مع عشيق لها، تمرد خالتها على العائلة منح “لآشلي” حرية، فقد تربت بدون قيود صارمة، وحين توفت خالتها بسبب مرضها وجدت نفسها وحيدة بموارد مالية قليلة تركتها لها خالتها، التي كانت تعمل مدرسة بيانو.

بعد وفاة خالتها بأيام قليلة تفاجأ بآخر عشيق لخالتها، وقد جاء ليعلن حزنه عليها ثم تتطور الأحداث وتقع في عشقه بعد أن تدخل معه في علاقة حميمة، وتنقلب حياتها أكثر وتكتشف أن عشيق خالتها “عمر” متزوج، وزوجته كانت أفضل طالبة لدى “جوليد” ورغم ذلك تستمر في علاقة الحب معه، وبعد مرور عامان تحزن لتمسكه بزوجته وتقرر أن تهجره، تغير مكان سكنها وتجبر على العمل بعد نفاذ مواردها وتحتفظ بصديقتين لها “نالان” و”زرين” وتتعمد الاختفاء التام عن “عمر”, الذي رغم تمسكه بزوجته يعشقها بجنون، وبعد هروبها منه بحوالي سبع سنوات تفاجأ بمقابلته في ورشة تصليح السيارات.

ولا يقف التشويق عند هذا الحد.. بل نكتشف أن صديقتها “نالان” المقربة والتي تبدو متوازنة نفسياً أكثر من “آشلي” ومن “زرين” قد خانتها مع “عمر” ولم تخبرها بذلك، وأنها ظلت على علاقة به كل تلك السنوات، تحاول “آشلي” نسيان “عمر” رغم أن ظهوره أربكها فترتبط بعلاقة مع رجل آخر يدعى “سنان” تصل إلى حد التفكير في الزواج منه، لكنها لا تستطيع مقاومة عشقها لـ”عمر”, والذي لم ينمحي من داخلها أبداً، وحين تكتشف خيانته لها مع صديقتها المقربة تتعذب قليلاً ثم تقرر في النهاية أن تعود إليه، وتستسلم للعشق الجارف نحوه، وتذهب إلى منزله لتجد سيارة “نالان” هناك وتنتهي الرواية.

الرواية تتناول موضوع “الحب” من خلال نظرة فتاة مراهقة تنتقل إلى الفترة الأولى من الشباب واستطاعت أن تصور ذلك بحرفيه، فشعر القارئ بذلك التخبط الذي يقع فيه الشباب أثناء تعاطيهم مع موضوع “الحب”.

الشخصيات..

البطلة “آشلي” التي تبدي قوة في العيش باستقلال وحيدة، تكافح في العمل لكنها رغم ذلك تظل مسكونة بعشق رجل وحيد.. و”عمر” الذي لا نعرف عنه شئ, سوى من خلال “آشلي”، وهو رجل قوي متعجرف لكنه رغم ذلك حنون ويعشق بكل جوارحه، لا يتردد في عمل علاقات متعددة في نفس الوقت لكنه رغم ذلك يعلن لـ”آشلي” دوماً أنه لا يحب غيرها.. و”نالان” صديقة “آشلي” المقربة التي تبدي بروداً وتماسكاً نفسياً وتعتبر الصديقة العاقلة التي تحكم على الأمور بروية، لكن نكتشف أنها أقامت علاقة مع حبيب صديقتها، وأخفت عنها الأمر سنوات، كما أنها أقامت علاقة مع مديرها المتزوج والذي مل من طلباتها الكثيرة فقرر الهروب منها وفصلها من العمل، وأقامت علاقة أيضاً مع مدير “آشلي” الذي تصادف وجوده معهما في إحدى الكافيهات، وأصبحت تحرضه على “آشلي” بعد أن حدث خلاف بينهما، “نلان” إذاً هي الفتاة الشريرة في الرواية.. و”زرين” صديقة أخرى لـ”آشلي” ثرثارة وتحب التلصص على حياة الآخرين ولا تكتفي بذلك بل لا تمسك لسانها أمامهم مما يسبب المشاكل لكل من حولها ورغم ذلك هي غير مؤذية.. و”سنان” شاب لطيف تتعرف عليه “آشلي” ويتقرب منها ببطء، يراعي مشاعرها ويعاملها بحنان مما جعلها تفكر في الزواج منه رغم أنها لم تعشقه بنفس القوة التي عشقت بها “عمر”.

الراوي..

الراوي عليم يعرف كل شئ, لكنه يؤجل الكشف إمعاناً في التشويق، حيث يبقى على القارئ مهتماً لمعرفة الكشف التالي في الأحداث، وهو أيضاً واضح يلقي بحكمه ومواعظه بين جنبات السرد، يكتب أحكاماً عن نفس الإنسان وتقلباتها وعن طريقتنا في عيش الحياة، وعن أفكار أقرب إلى التحليل النفسي لشخصية “آشلي” والشخصيات الأخرى.

السرد..

تتميز الرواية بأن السرد محكم، به نسبة عالية من التشويق، يتنقل السرد بين الحاضر والماضي، وتدور الرواية في الفترة ما بين نهاية التسعينيات وبداية القرن الواحد والعشرون، يركز السرد على البطلة “آشلي” بشكل أساسي وكل الشخصيات الأخرى في علاقاتهم المتقاطعة معها.

تركيا..

رغم أن الروائية تركية شابة, إلا أننا لا نلمح أية تفاصيل تخص تركيا، ويمكن أن تدور هذه الرواية في أي مجتمع غربي آخر، فقط بعض الأسماء قد تدل مثل “عمر” و”سنان”، انشغلت الرواية بتصوير دواخل الشخصيات على وصف المكان وخصوصيته، والحديث عن العشق وما يفعله بالرجل والمرأة.

الترجمة..

الرواية التركية كانت بعنوان: “يتلف الشيطان الحب”، وحين ترجمت إلى العربية أصبح اسمها “الشيطان امرأة”, اسم قديم لفيلم سينمائي عربي، فالاسم غير تصور القارئ عن الرواية، وكأن المرأة هي الشيطان الذي يُفسد الحب، ولا يخفي تحامل العنوان على المرأة بالإضافة إلى أنه مضلل ويحرف ما اختارت الكاتبة توصيله للقراء من خلال عنوان: “يتلف الشيطان الحب”، لكن رغم ذلك اعتقد أن الترجمة لم تحرف كثيراً داخل الرواية لأنها نقلت لنا روح الشباب في التعاطي مع الحب وحس التحرر الذي يعتبر محظوراً في مجتمعاتنا الشرقية.

الكاتبة..

“هاندى ألتايلي” كاتبة تركية ولدت في عام 1971, في مدينة “إدرميت”، تلقت تعليمها الثانوي في مدرسة “جلطة سراي” الثانوية، ثم التحقت بقسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة “البوسفور” وقد تخرجت منها.. نشرت “هاندى ألتايلي” في عام 2006 أول رواية لها بعنوان (يتلف الشيطان الحب), وقد احتلت هذه الرواية مكانة كبيرة بين الكتب الأكثر مبيعاً في ذلك العام في تركيا، ثم أصدرت ثاني رواية لها بعنوان (الداء) في عام 2009، ثم بعد ذلك نشرت ثالث رواية لها بعنوان (فنجان قهوة)، حيث أنها قد أصدرتها في شهر نيسان/أبريل عام 2012.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب