11 أبريل، 2024 10:10 ص
Search
Close this search box.

شذرات من الصراع الجيو – استراتيجي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ملخص للكتاب:
لم تكن منطقة الشرق الأوسط ولا منطقة شمال أفريقيا ببعيدة عن التطورات المتسارعة التي يعرفها عالم اليوم، بل كانت حاضرة فيها وبقوة تؤثر وتتأثر بمتغيراتها، بعد أن شكلت المجال الجيوسياسي الذي تصاغ في التوجهات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتفرض فيه الخيارات ذات الطبيعة التكتيكية والاستراتيجية.
شكل الحراك الشعبي الذي قادته الشعوب العربية لسنة 2011،-بعد أن اختلف الباحثون في توصيفه بين خريف للشعوب أو ربيع عربي أو انتفاضة شعبية-، أحد أهم المحددات المتحكمة في بلورة معالم مستقبل المنطقتين، بعد أن أصبحت مراكز لتوطين النفوذ السياسي والعسكري بين القوى الكبرى في العالم. نفوذ تتجاذبه قوة المصالح المتحكمة في هاته القوى،لإحكام سيطرتها على مختلف المجالات الحيوية التي تغذي مقدرات مخزونها (البشري، المادي، الطاقي، اللوجستي، العلمي).
إن نظرية الفوضى الخلاقة أو مشروع الشرق الأوسط الكبير، لم تكن في حقيقتها سوى برامج سياسية مطروحة منذ ستينيات القرن الماضي في فكر الساسة والخبراء الغربيين، يعكس الشروع في أجرأتها حقيقة البعد الاستعماري الذي لازال يسيطر على عقليتهم اليوم كما في الأمس، حيثشكلت الألفية الثالثة (احتلال العراق سنة 2003) بداية للشروع في تنزيل مراحله المتقدمة، بعد أن استوفت عقود القرن العشرين حلقاته المتداخلة.
مهد تفكيك النظام السياسي الليبي، وتدمير الدولة السورية، والعصف بالاستقرار الأمني والسياسي في كل من مصر واليمن، مخرجات حقيقية لتأزيم الأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لن تكون الدول المشمولة بمجالهم الجغرافي، ببعيدة عن تطوراته الأمنية والسياسية ولا بمنأ عن تأثيراته البنيوية، لكونهم ينخرطون في كل مشمول بوحدة المصير. وما تعقيد مسلكيات الحل السياسي في هذه الدول، إلا إجراءات من مسارات موازية ترمي إبقاء الأوضاع على ماهي عليها، قصد استثمار زمنها السياسي في ما يخدم توجهات إعادة توزيع الخريطة السياسية والجغرافية بالمنطقتين، لتصبح مناطق مفتوحة بلا حدود جغرافية وبلا خرائط سياسية، من شأنها تأزيم حدود السلطة السياسية بهذه الدولة أو تلك.

Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?

Reload Reload document
| Open Open in new tab

Download

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب